خبر عُد إلى رحافيا يا بيبي- هآرتس

الساعة 09:45 ص|17 نوفمبر 2011

عُد إلى رحافيا يا بيبي- هآرتس

بقلم: آري شبيط

صحا بنيامين نتنياهو في آخر لحظة. تذكر أنه جابوتنسكي وتذكر أنه ديمقراطي وأوقف القانون الذي أوشك ان يخضع السلطة القضائية للسلطة المنتخبة.

لكن القانون الذي جاء ليتدخل تدخلا سافرا في انتخاب رئيس المحكمة العليا قد أُمضي. وكاد يُمضى القانون الذي جاء ليمس بتمويل منظمات حقوق الانسان. وما تزال القناة العاشرة تُطارَد. والروح السيئة لليمين السيء جعلت حكومة نتنياهو في الشهر الاخير حكومة سيئة وظلامية. وقد بدأ الليكود بخلاف نظرية جابوتنسكي يسلك سلوك اسرائيل بيتنا. وبدأت الكنيست، بخلاف تراث بيغن تسن قوانين مثل "الدوما". وبخلاف كل ما آمن به بنيامين زئيف هرتسل، بدأت دولة اسرائيل تبدو مثل روسيا فلاديمير بوتين.

كان لنتنياهو في حياته القليل جدا من الاصدقاء المقربين. ولم يعد واحد من هؤلاء الاصدقاء المقربين يستطيع تحمل ما يحدث وأرسل الى صديق حداثته رسالة لم يرسل مثلها إليه قط. "أنا أعرف وأتذكر جيدا القيم الليبرالية التي رُبيت عليها في البيت في شارع "هبورتسيم" وفي سني نضجك في الولايات المتحدة"، كتب البروفيسور عوزي بيلر. "أرفض أن أصدق أن آراءك وتصورك تُماهي الاجراءات المدمرة التي تفرق بين أجزاء الشعب، وتمس بحرية التعبير وتهدد وجودنا باعتباره دولة حرة وتسبب ضررا بالغا بصورتنا في العالم المستنير...

"يا بيبي لا تخشى ولا تخف. إجمع حولك القوى الصهيونية الليبرالية السليمة من اليمين واليسار واخرج للدفاع عن صورة دولة اسرائيل وصبغتها... لا تدع القوى الفظيعة للتطرف اليميني والديني والمسيحاني تحطم الحلم الصهيوني الرائع... ولا تُمكّنها من أن تجعلنا، نحن الجمهور الكبير الذي يحمل الدولة على كتفيه، نخشى مما ستكون عليه دولة اسرائيل بالنسبة لأبنائنا وأحفادنا... أعود وأقول لك يا بيبي لا تخف. فسيتذكرك الشعب والتاريخ بأنك في اللحظة الاخيرة حقا أنقذت الدولة من فناء الحلم الصهيوني المتنور؛ لا، والعياذ بالله، باعتبارك سمحت لقوى الظلام المعادية لليبرالية باضعاف الحياة الرسمية الاسرائيلية وجعل اسرائيل دولة رجعية متطرفة مصابة بجنون الفصام".

نوصي نتنياهو ان يقرأ رسالة صديقه بيلر جيدا. ان المُقدم على كل شيء هو الديمقراطية الاسرائيلية؛ الدفاع عن فصل السلطات وعن سلطة القانون وعن حقوق المواطن وعن حرية الصحافة. والمُقدم على كل شيء ايضا هو تثبيت الدولة اليهودية بصفتها ديمقراطية غربية. ان تحالف اسرائيل مع الولايات المتحدة واوروبا يقوم على قيم مشتركة، والمس بهذه القيم سينقض التحالف.

لكن المُقدم على كل شيء هو شعور النخبة المستنيرة في اسرائيل بالانتماء. فهذه النخبة فنيت في معركة السلام والمعركة في مواجهة المستوطنات. وخسرت السلطة وخسرت الهيمنة على الجمهور. وكل ما بقي لها هو المجتمع الحر الاسرائيلي وهوية اسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية. والهجوم على الحرية وعلى الديمقراطية سيجعل هذه النخبة لا تكون هنا ببساطة. ستُسلم المفاتيح لأشباه بوتين، وأنصار شاس والمستوطنين وتدعهم يتمتع بعضهم بصحبة بعض.

يحب افيغدور ليبرمان وزئيف ألكين وياريف لفين السخرية من نخبة رحافيا. لكنه لا وجود لاسرائيل من غير نخبة رحافيا ورمات أفيف ورعنانا. وستكون اسرائيل ضعيفة مهينة بغير علماء يساريين، ومثقفين يساريين وأصحاب مشروعات هاي تيك يساريين. ولن تستطيع ان تسيطر على يهودا والسامرة، ولن تستطيع ان تحمي نفسها من ايران ولن تستطيع ان تثبت لعواصف الشرق الاوسط.

لهذا حان الوقت ليستمع نتنياهو الى بيلر ورؤوبين ريفلين وبني بيغن ودان مريدور. وحان الوقت ليعود الى قيم هرتسل وجابوتنسكي وبيغن.

عُد الى رحافيا يا بيبي. ربما تكون رحافيا واهنة النفس لكن رحافيا هي التنور والقوة. وقد كانت رحافيا هي أنت في أيامك التي كانت أفضل.