خبر قبل أن يفوت الأوان- يديعوت

الساعة 09:42 ص|17 نوفمبر 2011

قبل أن يفوت الأوان- يديعوت

بقلم: يونتان يفين

الهزيمة النكراء للبحر الميت في السباق الى قائمة عجائب الدنيا السبعة تملأني حزنا مفهوما وفرحا بالعدل الشعري. فمنذ عقود ونحن ننكل بهذه القطعة الربانية النادرة، نترك سياسيين أقزام يبيعونها للصناعيين الطماعين مقابل فتات ونواصل حياتنا على نحو عادي فيما أن بقعة الماء الشرقية آخذة في الجفاف. والان فجأة تذكرنا بان نبعث بالرسائل القصيرة للمشاركة في المسابقة. أردنا، ليس اقل وليس أكثر، للعالم أن ينظر الى بقايا هذه البقعة الجميلة فيثور عجبه. وقاحة اسرائيلية حقيقية.

من الماء الى الماء: الان يهطل مطر كثيف في الخارج، وهذا بالطبع أمر مفرح. في بلادنا كل قطرة كفيلة بان تنقذ ولو بقليل بحيرة طبريا، والاهم من ذلك بشرة وجه رنانا راز. ولكن الحقيقة هي أني لا اهتم بذلك. وذلك لان الدولة لا تهتم بذلك. نحن لا نزال نستحم ونغسل الاواني والسيارات بمياه الشرب ووزير حماية البيئة منشغل بتعطيل نفث الهواء وبالادوات الموسيقية بين الثانية والرابعة. أما الماء التي نشربها نطهرها أو نستهلكها من زجاجات بلاستيك لسارقي الينابيع.

مسألة مشوقة أكثر هي من أجل من نرغب نحن في ان نحافظ على بحيرة طبريا. من سيستفيد من ثمار اهتمامنا؟ بعد أربعين سنة، من سيعيش في دولة اسرائيل. من سيبقى هنا، مع الزيادة الاصولية والعربية المناهضة للصهيونية، مع سيطرة محافل متطرفة على جدول اعمال جمهور رهينة، مع قوانين قومية نكراء تنم عنها رائحة فاشية واضحة؟ من أجل من سننقذ بحيرة طبريا، وببساطة: ماذا سيبقى في 2005 من ديمقراطيتنا العرجاء الوحيدة في الشرق الاوسط؟ يمكن منذ الان ان نسمعهم، اعضاء حرس الولاء، كارهي العرب والمسلمين، مخربي "شارة ثمن"، مقترعي الليكود الذين لم يعودوا يعرفون حزب بيغن ولكنهم سيواصلون التصويت له الى الابد. يمكن أن نسمعهم يعلنون "نحن سنبقى"، في درجات مختلفة من عدم الثقة والتزمت الهاذي، المعفي من أي صلة عملية. ليس لنا مكانا نفر اليه؟ بالتأكيد يوجد. العالم قد يكون وحشيا، ولكن الجميع لديهم جوازات سفر أجنبية.

حتى فاركي العيون بالمناسبة لن يبقوا هنا عندما يصبح الوضع لا يطاق حقا. بعد أن يعود اليساريون طيبو النفوس الى بولندا والمانيا، وعندما يحظر قانون جديد الخروج الى الشارع ببنطال قصير. هم ايضا سيفرون الى العم في امريكا او الاقرباء في فرنسا، فقط الى أن يتحسن الوضع قليلا، بالطبع. ولكن المؤقت سيكون دائما وودعا وليس الى اللقاء على اسرائيل. إذ في موعد ما ممثل ما معين للرب سيصل ايضا الى دار الحكومة الى الغرفة ذات زر القنبلة.

كم هو بعيد وأخروي ومجنون يبدو هذا السينارو الفظيع. إذ لا يوجد أي احتمال في ان يتحقق. سيصده المواطنون أسوياء العقل. الحكومة، الاصوليون أنفسهم سيفهمون بان عليهم أن ينضموا الى النادي المنهار. حاخامو اليمين سيفرضون النظام على رعاياهم. صحيح حتى الان الوضع يتدهور فقط والجميع يسكت، ولكن ماذا سيكون الحال عندما يصل الاختبار الحقيقي؟ وبالفعل، عندما يصل الاختبار الحقيقي، فاننا على ما يبدو سنستيقظ اليه متأخرين.

حزب ديمقراطي – مدني الان. انتخابات الان. ولتذهب بحيرة طبريا الى الجحيم.