خبر باحث دولي لـ« فلسطين اليوم »:« إسرائيل » تحاول رسم شكل جديد للتعامل مع المقاومة بغزة

الساعة 08:28 ص|17 نوفمبر 2011

باحث دولي لـ"فلسطين اليوم":إسرائيل تحاول رسم شكل جديد للتعامل مع المقاومة بغزة

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

استبعد الباحث بمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت معين مناع اليوم الخميس، أن تُقدم "إسرائيل" على القيام بحرب شاملة على قطاع غزة، كونها منشغلة بالملف الإيراني، لكنها بدأت برسم شكلاً من أشكال التعامل الأمني مع غزة، وإعادة تفعيل نشاطها الاستخباري ضمن سياقات متعددة.

 

أما ضربة إيران، فرأى مناع أن الفترة المنظورة لن تشهد تنفيذ الضربة، نظراً لأن محور المقاومة مازال متماسكاً وقوياً، وردود فعلهم قوية، فضلاً عن أن أمريكا لن تقبل بهذه الخطوة.

 

مشروع شرق أوسطي مهدد

ورأى مناع في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن التهديدات "الإسرائيلية" والاستعدادات الأمريكية للقيام بضربة لإيران تأخذ منحين وهما التهديد بالضربة، وتنفيذها، حيث يتعلق التهديد بالضربة بحاجة ملحة لدى "إسرائيل" وأمريكا يفرضها عليهم الجانب الاستخباري لمثل هذه العملية، فإسرائيل تدرك كما الولايات المتحدة أن مشروع الشرق الأوسط بات مهدداً في ظل وجود إيران، حيث تعتقد أمريكا أن وجود إيران قد يؤثر على مكانتها لعقود طويلة قادمة.

 

وذكر، أن التهديد بالضربة لها أكثر من مستوى، تبدأ من تكلفة الحرب ضد إيران، حيث أن تكلفتها الأمنية والإستراتيجية والمالية كبيرة وباتت أمريكا والدول الأوروبية غير قادرة على التكفل بها، مضيفاً أن شن حرب ضد إيران أمر غير مطروح.  

      

أما المستوى الثاني حسب الباحث مناع، فيتعلق بإمكانية توجيه عمل عسكري ما أو ما يعرف بـ"القوة الناعمة" لتحريك الربيع العربي، يهدف من خلاله زعزعة النظام الإيراني وأمنه الداخلي كوسيلة للضغط على "إيران"، من خلال ضربة عسكرية محدودة تهدف لتأخير البرنامج النووي.

 

زعزعة..ارتباك

وأشار مناع إلى أن زعزعة الأمن الداخلي لإيران من الصعب أن يكون له تداعيات على المنطقة العربية وخاصةً الوضع الفلسطيني، إلا من باب الارتباك الذي يمكن أن يحدث تجاه إيران.

 

أما على صعيد القضية الفلسطينية، فبين الباحث مناع أن خيار المقاومة سيخسر ميزتين، أهمها الدعم اللوجستي المتمثل في إيران، وبخسارة الظهير العربي الداعم لخيار المقاومة، الأمر الذي قد يحدث نوعين من التأثير، يتمثل بإعادة رسم الخطوط السياسية للمشروع الوطني، وإعادة رسم مسار سياسي جديد بما يتناسب مع وجود نظام عربي له سقف سياسي مرن والتفكير في جهة ثانية تكون ظهير عربي.

 

لذا استبعد مناع، أن يكون هناك ضربة في الفترة المنظورة، نظراً لأن محور المقاومة مازال متماسكاً وقوياً، وردود فعلهم قوية، حيث أن أمريكا لن تقبل بهذه الخطوة.

 

تصور جديد

وبخصوص التهديد بحرب شاملة على قطاع غزة، رأى مناع أن "إسرائيل" بدأت ترسم شكلاً من أشكال التعامل الأمني، وإعادة تفعيل نشاطها الاستخباري في سياقات متعددة، وبدأت تُدشن تصور جديد، يتعلق باستمرار الضربات الجزئية، والتوغلات في مناطق محدودة وقصف المقرات وأماكن محددة.

 

وأضاف مناع، أن "إسرائيل" تُلوح بأمر الحرب لرفع سقف التهديد للمقاومة الفلسطينية، ولكنها تقوم بعمليات لا تعرضها لتكلفة عالية، حيث تتفرغ لخططها جراء سوريا ولبنان وإيران.

 

وعن إمكانية تنفيذ الحرب على غزة، رأى مناع أن هذا أمر غير مطروح بالنسبة لـ"إسرائيل" إلا على مستوى التهويل لاعتبارات ليست أقلها الوضع في مصر، حيث أن "إسرائيل" لم تعد قادرة على ردة الفعل المصري، خاصةً في ظل وجود انتخابات قادمة في مصر في غضون شهرين، ولن تحتمل تلك المغامرة.

 

وأضاف، أن التحولات الكبرى، يلزمها أهداف كبرى، وفي الوقت الراهن فالهدف بالنسبة لـ"إسرائيل" هو إيران، على الرغم من أهمية هدف المقاومة الفلسطينية.