خبر يعالجون العليا- يديعوت

الساعة 09:35 ص|16 نوفمبر 2011

يعالجون العليا- يديعوت

يا رب، للسلطة خلقتهم

بقلم: ايتان هابر

لاول يوم كرئيس لوزراء اسرائيل وصل مناحيم بيغن في سيارة بيجو قديمة، كان وضعها حزبه تحت تصرفه. معه في السيارة، وراء المقود كان آريه جلعادي، ابن يوسكا، سائقه القديم – قديم. وفي المقعد الخلفي انحشر بيغن، يحيئيل كديشاي، الذي رافقه لسنوات قبل ذلك، ويونا كليموبتسكي، سكرتيرته المخلصة. ثلاثة اشخصا فقط رافقوه في طريقه الى الحكم.

في ذات اليوم لحس الاف مؤيدي الليكود أصابعهم: في مخيلتهم رأوا الاف المبايين الذين شغلوا كل المناصب في مكاتب رئيس الوزراء المختلفة يطيرون من مناصبهم. وكم كانت مفاجئة عندما اوضح بيغن للجميع مع بداية عمله بان المناصب العليا في مكتب رئيس الوزراء – دان بتير، ايلي مزراحي، برويكا كورن، يهودا ايفن وآخرين، ممن يعتبرون مبايين – سيبقون. وكان هذا من جانبه أكثر من تلميح، لوزراء آخرين ايضا للتصرف برسمية، وباستثناء عدد صغير من وظائف الثقة الا يحيلوا احدا عن كرسيه. وللحقيقة: لم يكن لليكود، الذي حلم لسنوات واجيال بالحكم، في حينه اناس جديرون بالمناصب العليا ايضا. مباي، المعراخ، العمل، كان لا يزال يسيطر في كل مكان.

منذئذ، سار بيغن والرسمية في طريق كل البلاد. الليكود بات في الحكم منذ نحو 30 سنة، مع وقفتين – ثلاث وقفات قصيرة، وفي هذه الاثناء تربى في الليكود جيل ولد فقط في حضن قصص مباي الظلامية وحكمه المطلق. وبينما كان في الجيل السابق حضور بارز لزعماء حيروت، اولئك الذين يسمون ايضا "امراء" مثل بيني بيغن، دان مريدور، عوزي لنداو، تسيبي لفني وآخرين، فان لمعظم ابناء الجيل الحالي في الليكود جابوتنسكي ليس سوى اسم شارع وواجب امتثال مرة في السنة على قبره. وحتى بيغن اياه، اصبح بالنسبة لرجال الليكود عنصرا تاريخيا ليسوا ملزمين نحوه بشيء. جابوتنسكي وبيغن رأيا في زمانهما، قيمة عليا في "الرسمية"؟ اضحكتم كبار الليكود اليوم. فهم يؤمنون، عن حق وحقيق، فقط بكلمات قصيدة "ايها الرب، للحكم اخترتنا"، وان كانوا لم يسمعوا ابدا قصيدة جابوتنسكي وكلماتها غريبة عليهم. النائب دوف حنين من حداش يعرف على ما يبدو قدرا اكبر مما يعرف رجال الليكود عن هذه القصيدة.    

لاكثر من 30 سنة كان رجال الليكود الحاليون يحتاجون لان يثبتوا في الحكم كي يصلوا ويكونوا مثل مباي في حينه. ولكن الراحة والعسل، الكثير من العسل، الذي يمكن نزعه من خلية الحكم يخربه منذ سنين مجالان هامان جدا في السيطرة والحكم: المحكمة ووسائل الاعلام. هذان هما المعقلان الاخيران اللذان ينبغي لليكود ان يحتلهما في الطريق نحو السيطرة المطلقة. بنيامين نتنياهو، الذي تنغرس قدم واحدة منه في اوساط تلاميذ جابوتنسكي الحقيقيين والقدم الاخرى لدى مؤيدي الليكود الذين سيكونون مستعدين لان يعيدوا للفلسطينيين حتى حائط المبكى، يفهم ذلك افضل من الاخرين. في البداية هجم رجاله على وسائل الاعلام الاشكالية، تلك التي تعكر صفوه كل يوم. وحرص نتنياهو على أن يبني صحيفة البيت التي توزع بالمجان بل وفهم على نحو سليم ايضا بان الاذاعة تسبق التلفزيون، ونصب في سلطة البث عصبة تفعل كما يأمرها.

بعد ذلك، الان، توجه عبر مؤيديه في الكنيست لمعالجة المحكمة العليا. هذه هي المعركة الحالية التي تجري هذه الايام في الكنيست. بيني بيغن، دان مريدور، تسيبي لفني، يعارضون باسم الرسمية التي تربوا عليها بصفتهم من جماعة جابوتنسكي؟ هم بالنسبة لنتنياهو نكتة السنة. الابناء "الامراء" اصبحوا ديناسورات من العهود السالفة. وهو يحتقرهم. ولو كان بوسعه لاحتقر جابوتنسكي ايضا. برأيه وبرأيهم فان هذا "اللجوج"، جابوتنسكي، الذي يذكره شيوخ قدامى في الليكود اكثر مما ينبغي، يعيش في مفاهيم منتصف القرن الماضي. في العام 2011 تغيرت تماما قواعد اللعب. وحتى عضو الكنيست، زعيم الليكود، لم يعد ينبغي له، لا سمح الله، ان يقرأ اكوام الملل التي كتبها الزعيم اياه، دزينة مجلدات، مدير عام معهد جابوتنسكي، يوسي احمئير وحده مع حفنة شيوخ لا يزالون يتصفحون الاف صفحاته.

هل لجابوتنسكي صفحة على "الفيس بوك"؟ إذن ماذا يساوي؟ ومن هو على الاطلاق؟ يمكن الطلب من زئيف الكين ويريف لفين بان يعالجا ايضا هذا الشيخ، وكذا بعصبة المضحكين اولئك، دان مريدور، بيني بيغن وشركائهما؟