خبر فروانة: « 123 » أسيراً معتقلون منذ ما قبل أوسلو

الساعة 02:47 م|15 نوفمبر 2011

فروانة: "123" أسيراً معتقلون منذ ما قبل أوسلو

فلسطين اليوم: غزة

أعرب الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، عن ارتياحه الشديد إزاء التصريحات الأخيرة لرئيس السلطة محمود عباس، لدى استقباله مبعوث اللجنة الرباعية" توني بلير" والذي شدد خلالها على ضرورة الإفراج عن كافة الأسرى الذين اعتقلوا قبل أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو/ آيار عام 1994.

واعتبر فروانة أن تلك التصريحات تندرج في سياق المواقف الثابتة والمتواصلة الرئيس والقيادة الفلسطينية تجاه قضية الأسرى، وهي استكمالاً لجهوده المتواصلة من أجل مساندتهم وضمان الإفراج عنهم جميعاً لا سيما القدامى منهم.

وهي بمثابة تأكيد على منحه قضية الأسرى عموما جل اهتماماته ، ومنح أولوياته القصوى للقدامى المعتقلين منذ ما قبل أوسلو خصوصاً.

وأعرب عن أمله في أن يُضاف إطلاق سراح الأسرى القدامى كشرطاً إضافياً لاستئناف المفاوضات المباشرة ، على اعتبار أن السلام المنشود يتطلب الإفراجَ عن الأسرى كافة وخاصة القدامى منهم.

وفي السياق ذاته قال فروانة إلى أن حكومة الاحتلال كانت تُصر دوما على استمرار احتجازهم وعدم إطلاق سراحهم، فاستبعدت بعضهم من صفقات التبادل، واستثنت البعض الآخر من الإفراجات السياسية في إطار المفاوضات، على الرغم أنه كان من المفترض إطلاق سراحهم جميعا عقب التوقيع على اتفاق أوسلو.

وأضاف: بأنه وعلى الرغم مما حققته الاتفاقيات من انجازات وتمكنها من إطلاق سراح آلاف الأسرى، إلا أن أحد أبرز إخفاقاتها وسلبياتها هو عدم الإفراج عن كافة الأسرى الذين اعتقلوا قبل قيام السلطة الوطنية لتبقيهم سنوات طويلة في السجون وبعضهم تحرر وبعضهم الآخر لا يزال في السجون وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح " الأسرى القدامى".

وكشف فروانة بأنه إذا كانت الاتفاقيات لم تتضمن نصوصا واضحة يكفل الإفراج عن كافة الأسرى ، فان اتفاقية شرم الشيخ الموقعة في الرابع من سبتمبر عام 1999 ، جاءت لتعالج جزءاً كبيراً من الخلل ، فأوردت نصوصاً واضحة أبرزها :

( أن الحكومة الإسرائيلية ستفرج عن المعتقلين الفلسطينيين الذين ارتكبوا مخالفاتهم قبل 13 أيلول 1993 ، والذين اعتقلوا قبل 4 أيار 1994 ( أي قبل إعلان المبادئ وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية ) ، ولكن للأسف " اسرائيل " وكعادتها تنصلت من إلتزاماتها ، ولم تلتزم بما وقعت عليه، حيث أفرجت عن المئات منهم فيما استمرت في احتجاز مئات آخرين تحت ذرائع مختلفة.

وأوضح فروانة بأن صفقة التبادل الأخيرة ورغم نجاحها في الإفراج عن ( 176 ) أسيراً ممن كانوا معتقلين قبل أوسلو ، إلا أنها أخفقت هي الأخرى في الإفراج عنهم جميعاً ، فأبقت ورائها ( 123 ) أسيراً في سجون ومعتقلات الاحتلال ينتظرون من يحررهم.

مبيناَ إلى أن من بين الـ ( 123 ) أسيراً المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو وقيام السلطة الوطنية في مايو / آيار عام 1994 ، يوجد ( 11 ) اسيراً من القدس ، و( 15 ) أسيراً من المناطق المحتلة عام 1948 ، و( 29 ) اسيراً من قطاع غزة ، و( 67 ) أسيرا من الضفة الغربية ، بالإضافة إلى الأسير العربي صدقي المقت من هضبة الجولان السورية المحتلة والمعتقل منذ العام 1985 ، أي أنهم من مناطق جغرافية مختلفة وينتمون لفصائل عديدة.

وأشار فروانة الى أنه يوجد من بين " الأسرى القدامى " ( 52 ) أسيراً مضى على اعتقالهم عشرين عاما وما يزيد وهؤلاء يُطلق عليهم مصطلح " عمداء الأسرى " ، ومن بينهم أيضاً ( 23) أسيراً مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد ويُطلق عليهم مصطلح " جنرالات الصبر".

ويُعتبر الأسير " كريم يونس " من قرية عرعرة وهي إحدى المناطق التي أحتلت عام 1948 ، والمعتقل منذ السادس من يناير عام 1983 هو عميد الأسرى عموماً ، وهو واحد من الأسرى الذين لم تنجح المقاومة في تحريرهم ضمن صفقة التبادل عام 1985 ، وضمن  صفقة شاليط الأخيرة ، وكذلك ضمن صفقات التبادل التي أنجزها " حزب الله " ، فهل ستنجح الجهود الدبلوماسية والسياسية في الإفراج عنه وعن زملائه " الأسرى القدامى " ؟ وهل نحن بانتظار إفراجات نوعية ؟.

معربا عن أمله في أن تنشط المؤسسات الفاعلة والناشطة في مجال الأسرى في دعم ومساندة الأسرى القدامى والمعتقلين قبل أوسلو خصوصاً ، وإطلاق أوسع حملة للتضامن معهم على كافة الصعد، وان تمنح وسائل الإعلام مزيدا من المساحة لتسليط الضوء على قضيتهم ومعاناتهم  المتفاقمة، الأمر الذي سيساعد بالتأكيد وسيدعم الجهود الدبلوماسية والسياسية التي تُبذلها القيادة الفلسطينية وسيادة الرئيس من أجل ضمان الإفراج عنهم في أقرب وقت ممكن.