خبر « سرايا القدس » أبدعت في حرب الصورة وأوجدت إستراتيجية نوعية في مجابهة العدو

الساعة 10:17 ص|14 نوفمبر 2011

"سرايا القدس" أبدعت في حرب الصورة وأوجدت إستراتيجية نوعية في مجابهة العدو

فلسطين اليوم- غزة

أكد المحلل السياسي "حسن عبدو" أن سرايا القدس نجحت لحد كبير في حرب الصورة، وأبقت على مفاجآت لم تكشف عنها وتحفظت عليها، وأثبتت من جديد أنها قادرة على إدارة أي معركة لوحدها مع العدو الصهيوني.

وأشاد المحلل السياسي في مقابلة خاصة مع موقع "الإعلام الحربي" لـ"سرايا القدس" اليوم الاثنين, بالحرب النفسية التي استخدمتها السرايا خلال جولة التصعيد الأخيرة, مشيراً إلا أنها حرب مشروعة وتستخدمها كل الدول للدفاع عن نفسها وهي ايجابية وليس كما يقول البعض".

 

وأثنى المحلل السياسي على دور "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, خلال جولة التصعيد الأخيرة, مؤكداً أن السرايا استطاعت الاستفادة وأخذ الدروس والعبر من الحرب الصهيونية على قطاع غزة.

 

وأضاف,"عبدو","أن العدو الصهيوني يمتلك إمكانيات عسكرية ضخمة ولكنه غير قادر على تحقيق النجاح بسبب فشل السيناريوهات التي كان يستخدمها بالماضي والتي كانت تحقق نتائج سريعة".

 

وقال "عبدو", "الخيار العسكري ليست هي حلول أزمات ومأزق الكيان الصهيوني، فقد أفشلت المقاومة هذا الخيار ووضعت الاحتلال في أزمة كبيرة وكشفت ضعف بنيانه, كما جرى في حرب تموز بلبنان عام 2006, وحرب غزة عام 2008-2009م".

 

تطور نوعي

وتابع "عبدو" حديثه قائلاً, "أن السرايا كذلك استطاعت تطوير أساليبها وأدواتها وإمكانياتها وأدخلت جملة من التحسينات على أدائها العسكري، وأثبتت ذلك من خلال مجابهة العدو الصهيوني منفردةً بجولة التصعيد الصهيوني الأخير, ومن ردها الواضح والقوي على اغتيال قادتها بمدينة رفح جنوب القطاع".

 

واعتبر "عبدو", "محاولة قادة العدو الصهيوني إلصاق التهم بأن الإمكانيات والتطورات النوعية التي استخدمتها "سرايا القدس" خلال التصعيد الأخير هي ليست وليدة إمكانيات فلسطينية محلية وإما هي لقوى خارجية يريد أن يلصق بها تهمة الإرهاب".

 

وأردف قائلاً, "العدو يحاول أن يظهر سيناء وكأنها ممر، ومأوى للمقاومة من خلال حديثه أن راجمة الصواريخ المحمولة التي استخدمتها "السرايا" لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية ليبية الصنع, وأن مقاتلين ليبيين دخلوا لقطاع غزة وانضموا للجهاد الإسلامي، فهذا يأتي في سياق التخبط والكذب الصهيوني".

 

وقال "عبدو"، "ان فيديو راجمة صواريخ الجراد المحمولة الذي نشره موقع "الإعلام الحربي" نقله الإعلام الصهيوني بعد دقائق معدودة ونقلته كافة الشاشات والقنوات العالمية والمحلية، فهذا يندرج في إطار حرب الصورة والكلمة، وهي حرب نفسية استخدمتها السرايا ضد الكيان الصهيوني".

 

حرب الصورة

وأضاف, "السرايا نجحت لحد كبير في حرب الصورة, حيث أبرزت قدرات المقاومة وأبقت على مفاجآت لم تكشف عنها وتحفظت عليها, كما قال الناطق باسمها "أبو أحمد", أن هناك العديد من المفاجآت وليست الراجمة فقط".

 

واعتبر "عبدو"، " تضخيم الاحتلال لقدرات المقاومة الفلسطينية وبالأخص "سرايا القدس" هو دليل على عمق المأزق الذي يمر به الكيان الصهيوني في ظل تطور قدرات وإمكانيات المقاومة وفشله في وقف هذا التطور المستمر".

 

وشدد "عبدو" على أن المقاومة الفلسطينية تعيش حالتين فقط هي إما أن تقاوم وإما أن تستعد للمقاومة, مشيراً على أن المقاومة وعلى رأسها "سرايا القدس" ستثبت صدقها في أي جولة صهيونية قادمة كما أثبتت ذلك بالتصعيد السابق الذي قادته السرايا بالميدان".

 

وبخصوص تهديدات الاحتلال بشن حرب ضد جبهات المقاومة بالمنقطة, قال "عبدو", "هناك حاجة داخلية صهيونية للاشتباك مع المحيط لان نظرية اليمين الصهيوني تقوم بالأساس على إدامة الاشتباك مع المحيط من أجل الإبقاء على وحدة المجتمع الصهيوني باعتباره مجتمع مهاجر وهم جماعات وليس شعب".

 

وأكد المحلل السياسي "حسن عبدو" في نهاية حديثه,على أن الاحتلال لن يوقف عدوانه وحينما يجد الفرصة سيقوم بالتصعيد سواء على جبهة غزة أو جنوب لبنان أو سوريا وإيران", مشيرا إلى أن "العدو أصبح يهدد ويتوعد ويعربد ولا يفعل شيئا وهذه ظاهرة جديدة في الكيان".

 

هشاشة الجبهة الداخلية

من جانبه أكد "أبو احمد" المتحدث باسم سرايا القدس، على أن تهديدات العدو المتواصلة بشن عدوان جديد على غزة أصبح بدون معني إذا ما قورن بما كان يحدث سابقا من تنفيذ عمليات عسكرية قاسية ضد القطاع دون مقدمات أو تهديدات كالتي نسمعها الآن، وهذا يدل بشكل واضح على ضعف ما تسمى " بقدرة الردع " لدى العدو وان جبروته وسطوته التي كانت في الماضي تبهر العالم بدأت تتآكل وتندثر جراء الصمود البطولي للمقاومة في فلسطين ولبنان وجبهات الممانعة المختلفة في المنطقة .

 

وأضاف، "أبو أحمد"، في حديث خاص لموقع "الاعلام الحربي" اليوم الاثنين، أن المواجهة الأخيرة بين سرايا القدس والعدو كشفت مدى هشاشة جبهته الداخلية التي لم تستطع أن تتحمل أكثر من خمس ساعات من تساقط صواريخ الجراد فاضطرت لطلب التهدئة من الوسطاء خوفا من انهيار تلك الجبهة، التي دخلت في حالة من التخبط والخوف لم يسبق لها مثيل وبدا المغتصبين خلالها كالجرذان المذعورة التي تبحث لها عن مخبأ تحت الأرض لتحمي نفسها من غضب الأسود.

 

وختم "أبو احمد" حديثه بالتأكيد على أن التطور النوعي الذي تشهده قدرات المقاومة لا سيما سرايا القدس لم يأت وليد اللحظة بل نتيجة جهد كبير ومتواصل تقوم به المقاومة على جبهات كثيرة للحصول على إمكانيات متطورة تستطيع من خلالها الدفاع عن نفسها وعن شعبها في ظل العدوان المتواصل الذي يشنه العدو عليها .