خبر المحرر « سلمي » يروي تفاصيل عمليته البطولية المتمثلة بطعن 20 إسرائيلياً في « تل أبيب »

الساعة 08:10 ص|14 نوفمبر 2011

المحرر "سلمي" يروي تفاصيل عمليته البطولية المتمثلة بطعن 20 إسرائيلياً في "تل أبيب"  

فلسطين اليوم-غزة

أكد الأسير المحرر "زياد سلمي" أنه يشعر بالفرحة لأنه تنسم الحرية بعد رحلة من العناء في سجون الاحتلال الصهيوني".

وأضاف "سلمي"، "كنت أتمنى أن تشمل صفقة التبادل كافة الأسرى وبالأخص أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.

وبارك الأسير الجهادي المحرر جهود المقاومة الفلسطينية ودعاها لخطف المزيد من الجنود الصهاينة للإفراج عن كافة الأسرى الأبطال في سجون ومعتقلات الاحتلال.

في حديث خاص مع موقع سرايا القدس ، استرجع الأسير المحرر شريط ذكرياته من يوم تنفيذ العملية في غرة مارس 1993م حتى يوم تحريره.

التجهيز للعملية

وعن كيفية اعتقاله قال الأسير الجهادي المحرر زياد سلمي" "كغيري من الشباب كنت متحمساً لمقارعة الاحتلال ورد كيده عن شعبي, فبدأت بالحجارة، وبعدها وددت أن أفعل شيئا أكبر، فقررت الانخراط في حرب السكاكين، وأن أنفذ عملية طعن بالسلاح الأبيض مقتديا بذلك بالشهيد رائد الريفي" من الجهاد الاسلامي.

وتابع "اشتريت السكين التي سأنفذ بها العملية وكان حجمها كبير وضربتها قاتلة، بالإضافة إلى سكين أخرى، وقمت بتوفير كارت دخول مزور للكيان الصهيوني.

وأضاف "فضلت أن تكون عمليتي في شهر رمضان؛ لحرصي على أن استشهد وأنا صائم, ومع صباح يوم العملية توجهت مع العمال إلى معبر "بيت حانون" ودخلت معهم, ثم صعدت في الحافلة المتوجهة إلى تل الربيع المحتلة "تل أبيب".

وسرد "كان هدفي أن أصل إلى منطقة مليئة بالمستوطنين حتى أقتل أكبر عدد منهم، وعند وصولي "تل أبيب" نزلت عند شارع يسمى "عاليا" فوجدت به ضالتي وكان شبة مزدحم".

تنفيذ العملية

ويكمل سلمي "كان هدفي الأول الشهادة، وما إن نزلت من الحافلة حتى أخرجت سكيني، فرأيت شابين يقفان على زاوية الشارع، فبدأت بهما وأرديتهما صرعى بضربة واحدة لكل منهما, بعدها بدأت بالتجول أطعن كل من أجد أمامي, حتى قطعت أربع شوارع وأنا أطاردهم لمدة عشر دقائق، فكان نصيبي طعن عشرة آخرين".

بعد ذلك "قاموا بمحاصرتي ورميي بالحجارة، فقمت بمهاجمتهم مرة ثانية ومطاردتهم حتى ضربت غدرا بضربة على رأسي من قبل مستوطن كان مختبئ خلف أحد السيارات، سقطت على الأرض وفقدت سلاحي فانهال علي كل من كان يطاردني بالضرب المبرح بالعصي والمواسير، مما أدى إلى تكسر عظامي وصرت انتظر الشهادة من شدة الضرب وأنا ملقى على الأرض".

الاعتقال

اقتادت الشرطة سلمي إلى المستشفى، وفي صباح اليوم التالي وجد نفسه ملفوفا بالجبس والجبائر بالكامل, ليتم نقله بعدها إلى مستشفى سجن الرملة لتبدأ معها مرحلة التحقيق التي استمرت مدة شهر ونصف.

وحول تلك المرحلة من التحقيق قال: "تميزت بالضغط النفسي القاسي، وتم خلالها إنزالي إلى ما يسمى بغرف العصافير, إلا أني كنت متنبها جدا لها، حتى جاء الحكم علي بمؤبدين و200 سنة، وهنا بدأت الرحلة بين السجون، وكان من ضمنها سنتين في العزل الانفرادي".

وفي داخل السجن، عمل المحرر سلمي على استغلال وقته بالقراءة، فحصل على شهادة الثانوية والتحق بالجامعة العبرية وأنهى بها أربعة فصول إلا أن خلافا بينه وبين مدير السجن حال بينه وإكمال الدراسة، فتوقف.

وأوضح أنه وغيره من الأسرى منذ اليوم الأول لدخولهم السجن لم يفقدوا الأمل بالحرية، واستذكر موقفا حدث بينه وبين أحد المحققين الذي قال له "ما الذي فعلته بنفسك؟"، "فكانت إجابتي بأني هنا عندكم فترة بسيطة وسأخرج بعدها"، فسألني "كيف ذلك؟"، فقلت له "بصفقة تبادل والله لن ينسانا".

ولم يبد المحرر سلمي أي ندم على ما فعل أو على السنين التي قضاها وراء القضبان, "إلا أن أصعب اللحظات التي مرت عليه كانت محاولة اغتيال أخيه الأكبر شوقي التي أصيب خلالها".

عهد ووفاء للشقاقي

وختم المحرر المجاهد "زياد سلمي" حديثه للإعلام الحربي, بالترحم على الشهيد المعلم والمفكر الدكتور "فتحي الشقاقي" الذي طلت ذكراه في السادس والعشرين من الشهر الماضي.

 

ودعا "سلمي" الشعب الفلسطيني بالتوحد ورص الصفوف من اجل تحرير كافة تراب فلسطين من دنس المحتل الغاصب.

 

والجدير ذكره بأن الأسير الجهادي المحرر "زياد سلمي" اعتقل على يد قوات العدو الصهيوني بتاريخ 1/3/1993م بعد قيامه بعملية طعن لعدد من المغتصبين الصهاينة بمدينة تل الربيع المحتلة "تل أبيب" والتي أدت إلى مقتل صهيونيين وإصابة عشرة آخرين, وقد أصيب المجاهد "سلمي" بالعملية واعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني ووجهت إليه العديد من التهم الأخرى, وقد حكم عليه  العدو الصهيوني بالسجن مؤبدين و 200عام , قضى منهم ما يقارب 19 عام وأفرج عنه بصفقة وفاء الأحرار.