خبر هآرتس: تجدد الحفريات في مقبرة مأمن الله في القدس

الساعة 07:40 ص|14 نوفمبر 2011

هآرتس: تجدد الحفريات في مقبرة مأمن الله في القدس

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

قالت صحيفة "هآرتس" إن أعمال الحفريات الأثرية تجددت قبل نحو أسبوع في محيط المتحف المسمى "التسامح" والمقام على أرض مقبرة مأمن الله في القدس.

وأضافت أنه بالرغم من أن الجهات ذات الصلة ترفض الإدلاء بأية تفاصيل، إلا أن التقديرات تشير إلى وجود قبور لمسلمين دفنوا هناك طيلة المئات من السنوات.

كما لفتت الصحيفة إلى أن المبادرين إلى أعمال الحفريات بادروا إلى إخفاء الحفريات عن أعين الجمهور، وذلك من خلال جدار عال من الصفيح، علاوة على أن الحفريات تتم تحت ستار من الأغطية الكبيرة.

وأضافت أنه بالرغم من استقالة المهندسين الاثنين اللذين خططا للمتحف فإنه سيتم البدء في الأسابيع القريبة في إقامته في مقبرة "مأمن الله" التي استخدمت مدة تزيد عن ألف عام كمقبرة إسلامية أساسية في القدس. وكان ما يسمى "مركز فيزنطال" قد بادر إلى التخطيط لإقامة المتحف بعد فترة استخدمت فيها أرض المقبرة كموقف للمركبات.

يُذكر أنه في شتاء العام 2008- 2009 أجروا المبادرون لإقامة المتحف، بواسطة المعهد للآثار التابع لجامعة تل أبيب وبمصادقة سلطة الآثار، حفريات لنقل رفات من أكثر من 1000 قبر دفنت في المكان. وأشار تحقيق نشرته "هآرتس" في أيار/ مايو 2010، إلى شهادات عمال عملوا في المكان جاء فيها أنه تم إجبارهم على إجراء عملية النقل بسرعة الأمر الذي تسبب بأضرار للرفات، كما أنهم اضطروا للعمل في الليل وفي أحوال جوية قاسية لإنهاء العمل.

وبحسب الشهادات فإن الحفريات وصلت إلى الصخرة الأساس التي لا يوجد قبور تحتها. وأضافت أنه في إطار الاستعدادات لبدء أعمال الحفر مجددا، تم نقل أنبوب قديم ممن المكان، وتم اكتشاف قبور أخرى تحته.

وأضافت الصحيفة أنها حالوت استيضاح الأمر مع الجهات ذات الصلة بالحفريات إلا أنها رفضت الإدلاء بأية تفاصيل واضحة. وادعى الباحث في الأثريات غدعوت سوليماني، الذي كان أول من بدأ الحفريات في مقبرة مأمن الله وأشغل منصب مسؤول دائرة القدس في سلطة الآثار، أنه من المتوقع أن يتم العثور في المكان على قناة مياه قديمة يعود تاريخها إلى "أيام الهيكل الثاني" أو الفترة الرومانية المتأخرة، على حد زعمه.

ومن جانبه قال ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح أن دولة الاحتلال ستنبش ألف قبر إضافي في مقبرة مأمن الله في إطار المشروع العدواني المسمى بـ"متحف التسامح".

وأضاف أن أعمال الحفر والنبش في المقبرة مستمرة بشكل مكثّف بموافقة جميع الجهات الإسرائيلية المعنية وعلى رأسها دائرة الآثار وما يسمى بـ"بلدية القدس".

و أشار دلياني إلى وجود تعتيم إعلامي مريب يرافق عملية نبش القبور وأن ذلك متمثل برفض دائرة الآثار الإسرائيلية الإعلان عن أية اكتشافات منذ بدء عملية نبش القبور بالرغم من بديهية وجود آثار وهياكل عظمية في المقبرة التاريخية.

وأكد دلياني أن جرائم الاعتداء على القبور وخاصة في مقبرة مأمن الله ذات المكانة الدينية والتاريخية المتميزة، لا يخرج عن إطار التزوير التاريخي والحضاري الذي تقوم به دولة الاحتلال منذ إقامتها، وأن التطهير العرقي الذي تمارسه ضد أبناء شعبنا يطال الموتى أيضاً.

ولفت دلياني أن مسلسل الانتهاكات لمقبرة مأمن الله بدأ في عهد الانتداب البريطاني وفي التحديد عام 1933 من خلال مخطط مدني نُفذ لاحقاً على يد الإسرائيليين، وأن هذه الانتهاكات لم تتوقف منذ ذلك الحين حيث تم نيش وتدمير الآف القبور التي تحتوى رفات صحابة وعلماء وشهداء ورموز مقدسية شاهدة على عروبة القدس.