خبر ملح على الجراح- معاريف

الساعة 09:40 ص|13 نوفمبر 2011

ملح على الجراح- معاريف

بقلم: شاي غولدن

(المضمون: اخراج البحر الميت – الذي بلا أدنى شك هو عضو شرف في كل قائمة عجائب سليمة – من القائمة الرسمية لعجائب الدنيا هو شهادة اخرى على عزلة اسرائيل الدولية، اغترابها وابتعادها عن جماعة الشعوب - المصدر).

        المفاجأة التي في صوت وزير السياحة، ستاس مسجنكوف، من اسرائيل بيتنا، هي المفاجئة. المفاجأة في أن البحر الميت – احدى العجائب الاكبر والاروع على الكرة الارضية – لم يحظَ بالاندراج في قائمة عجائب الدنيا السبعة. المفاجأة التي في صوته هي المفاجئة. فبعد كل شيء لا يوجد شيء مفاجيء في أن اسرائيل، الدولة التي تفعل كل شيء، بما في ذلك كل شيء، كي تقطع نفسها عن اسرة الشعوب، لا تستقبل في حضن تلك الاسرة، عندما يصدر الامر السياحي.

        فليتوجه رجاءا وزير السياحة، السيد مسجنكوف الى رئيس كتلته – وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان – ويطلب منه أن يلطف حدة تصريحاته ويهديء قليلا مواقفه في محاولة لاسترضاء عطف المقترعين في ارجاء المعمورة لمنح أصواتهم لاسرائيل وللبحر الميت في المنافسة الدولية. فاخراج البحر الميت – الذي بلا أدنى شك هو عضو شرف في كل قائمة عجائب سليمة – من القائمة الرسمية لعجائب الدنيا هو شهادة اخرى على عزلة اسرائيل الدولية، اغترابها وابتعادها عن جماعة الشعوب.

        فبعد كل شيء، كل من لديه عينان في رأسه يعرف بان البحر الميت هو دليل على عبقرية الباري وعجابة الطبيعة. ومع ذلك فهو خارج القائمة. لماذا؟ للسبب البسيط – اسرائيل تنظر الى نفسها بشكل يختلف تماما عما تنظر فيه دول العالم اليها؛ لن يجديها حق الاجداد الجغرافي ولا أي سحر آخر للبحر الميت عندما تقف امام اختبار الناخب الدولي.

        لقد أصبحت اسرائيل دولة منبوذة، مكروهة، ممقوتة لدى الكثير من الشعوب والاشخاص في العالم بسبب سلوكها. سيقول من يقول: "ماذا في ذلك؟" وعن حق: ماذا في ذلك؟ ومع ذلك فان المفاجأة هي في صوت وزير السياحة عندما أعلن بصوت هزيل عن الخسارة. وكأنه يمكن مواصلة ادارة سياسة خارجية فضائحية كهذه والتنافس على محبة العالم وكأنه لم يحصل شيء؛ وكأنه يمكن مواصلة بناء المستوطنات، ومواصلة "الاحتلال" (عفوا على استخدام الكلمة النكراء) وتوقع الحيادية في لحظة النقر على المفتاح للتصويت في موقع لجنة الجائزة على الانترنت. حان الوقت لان يعترف الاسرائيليون بان نتائج الموقف السياسي ذي نزعة القوة من جانب اسرائيل هي الابتعاد عن أسرة الشعوب، الاغتراب الدولي بل وحتى تجاهل حقيقة قاطعة جدا مثل انتماء البحر الميت لقائمة عجائب الدنيا.

        في المكان الذي يلتقي فيه السياسي بالتفكير، فان العداء الذي تراكم تجاه اسرائيل وسياستها هو الحكم؛ الكراهية الحاقدة التي يشعر بها قسم كبير من رفاقنا في أسرة الشعوب تجاهنا؛ هذه الكراهية لا تسمح بالتفكير.

        ويمكن لنا أن نتهم الاغيار قدر ما نشاء. يمكن أن نشكو ويمكن أن نبكي مرارة مصيرنا. يمكن أن نكتظ في غيتوات الاحباط ونثر الاتهامات على الاغراب "الذين لا يفهمون شيئا". ولكن يمكن ايضا أن نسأل أنفسنا هل سلوكنا على مدى السنين الاخيرة لم تكن محملة بالمصائب. هل الوقفة الخالدة للقوزاقي السليم لا تزال تثير الانطباع على أحد غير المتصفحين المخلصين لموقع روتر على الانترنت. وهل حقيقة أن البحر الميت، احدى العجائب الكبرى على وجه الكرة الارضية لم يندرج في قائمة عجائب الدنيا السبعة التي شكلها الجمهور في العالم، ينبغي أن تدلنا على شيء ما عن موقفنا في العالم؟ فهل تريد اسرائيل أن تكون منبوذة ومشجوبة مثل جنوب افريقيا في الثمانينيات والصرب في سنوات الالفين؟ الاحرى هي أنها في الطريق السليم. هل تريد المشاركة في المنافسات الدولية وتأمل بمعاملة نزيهة؟ من الافضل لها أن تفهم بانه طالما كانت تتصرف مثلما تتصرف حاليا فسينبذها الجميع. هذه هي الحقيقة الحادة والقاطعة. وليس لنا الى أين نذهب.