خبر خطر يهدد إسرائيل- هآرتس

الساعة 11:02 ص|11 نوفمبر 2011

خطر يهدد إسرائيل- هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

بعد فترة صمت طويلة جدا، اذا استثنينا همس باراك في أذن بيبي ويده تغطي فمه، كشف باراك عن الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن اسرائيل وهو الاعلام بالطبع. فهو الذي يجري حملة تخويف غوغائية في مسألة التهديد الذري الايراني لاسرائيل. وقال باراك: "هذه الحرب ليست نزهة، لكنه لن يكون في أي سيناريو خمسون ألف قتيل ولا خمسة آلاف حتى ولا خمسمائة". والجدل في هذا الشأن يحدث خوفا زائدا عند الجمهور، أضاف. "ان وصف أنه كأنما يجلس شخصان، رئيس الحكومة وأنا في غرفة مغلقة، يقودان اجراء هجوم، هو هاذ"، زعم. اجل انه هاذ.

اذا لم يخطر حتى هذه اللحظة ببال الموقع أدناه ان تهاجم اسرائيل ايران – بفرض أن هذا أكبر منا وليس فيه مسؤولية – فان استشاطة باراك غضبا على الشعب ووسائل الاعلام أصابتني بالقشعريرة. في حرب الخليج أُطلق 39 صاروخ سكود على مركز البلاد وقُتل شخص واحد. لكن أمة كاملة مع أقنعتها الواقية هربت ذعرا من مركز البلاد. وبن غوريون الذي قال في عملية "كديش" ان تل ابيب لا تستطيع ان تتحمل القصف، هدد بألا يخرج للعملية قبل ان تغطي 24 طائرة فرنسية تل ابيب.

كانت ايام في "فترة الانتظار" قبل الايام الستة حفروا فيها في الليالي سرا قبورا في جادة روتشيلد. وانتهت تلك الحرب كما تعلمون نهاية مختلفة ونحن ندفع ثمن النصر ذاك حتى هذا اليوم. ان الحكومة نفسها هي التي تثير الذعر ولا سيما تسريبات ان ايران تستعد للقضاء على اسرائيل. فلا نعجب مع كل الاحترام لكرامتنا من ان لايران مصالح أشد تنوع في منطقتنا وخارج منطقتنا. فقد حذر احمدي نجاد مثلا الولايات المتحدة قبل وقت ما من ان صواريخه تستطيع ان تصل اليها. وايران تهدد اوروبا والسعودية وما حولها وروسيا. ان الذي يجب ان يقلقنا هو انه في السنة الثانية والستين منذ نشأت اسرائيل، يبدو أننا الدولة الوحيدة في العالم التي ليست لها حدود ثابتة، دولة مهتزة تقصف بلداتها في الجنوب منظمات ارهابية تستطيع الوصول من غزة الى بئر السبع وأسدود. وكم ينقصنا حتى تصل الى تل ابيب دون ان تكون لها قنبلة ذرية؟.

لم يعتد الجمهور الاسرائيلي على نحو عام الخروج لمظاهرات من النوع الذي أسقط ديغول في فرنسا – اذا استثنينا الاحتجاج العاصف الذي أشعله موتي اشكنازي بسبب مفاجأة حرب يوم الغفران والذي أفضى الى سقوط حكومة غولدا مئير، وقد سقطت لكن قولها انه "لا يوجد شعب فلسطيني" ما يزال يحوم فوقنا. اجل كانت مظاهرات مضادة للمدفوعات، وحول حرب لبنان والاتفاق مع م.ت.ف، وكانت هبة اليمين على ثمن السلام التي بلغت الى حد قتل اسحق رابين. لكن حزب الله في حرب لبنان الثانية نجح في جعل أكثر سكان الشمال يهربون بقصف يومي من غير ان ينشأ احتجاج. وأُنشئت مرة اخرى لجنة تحقيق وتساءل الشعب مرة اخرى عن مبلغ كون حكومته مسؤولة عن الحرب التي لم يتضح حتى اليوم هل كانت ضرورية.

كان احتجاج الخيام الكبير عفويا ومفاجئا. وهو في ذروته، بغير دعم سياسي – حزبي، أدى الى مظاهرة من 400 ألف شخص. وكان نجاحه الفوري الكبير بأنه خفض اسعار جبن الكوتج وأفضى الى ان انشأت الحكومة لجنة محترمة كان يفترض ان تجيب عن عدد من المطالب التي أُثيرت في المظاهرات مثل مسألة السكن. والرأي السائد ان الاحتجاج لم ينجح في احراز انجازات ذات شأن سوى الانتعاش لمجرد وجودها بهذا الحجم، وسبب ذلك هو ان المظاهرة لم تمس لا الموضوع السياسي ولا الموضوع الامني أو مسؤولية الحكومة عن عدم التقدم في مسيرة السلام، وبهذا لم تعرض سلامة حكومة بيبي – باراك للخطر.

هذه الحكومة لا يقلقها حتى الآن المعارضة النائمة. ولا تبدو في الأفق شخصيات تتحدى وجودها وأداءها الفاشل. والجمهور العريض غير مكترث تماما وكل ما يريده ان يوجد هدوء. ان الجبل البركاني من كراهية الاخوة الذي تثيره البدعة الخطرة المسماة "شارة ثمن" والتي ترمي الى تخويف من يساعد على التنازلات – قد يفضي الى حرب أهلية. الوضع الحالي خطير لم يسبق له مثيل والسؤال ما الذي يجب ان يحدث بعد كي يخرج مئات الآلاف من المتظاهرين اولئك للنضال من اجل تسوية سلمية وحدود آمنة. ان جبن الكوتج لن يهرب.