خبر قبل لحظة من سقوط السماء- اسرائيل اليوم

الساعة 11:00 ص|11 نوفمبر 2011

قبل لحظة من سقوط السماء- اسرائيل اليوم

بقلم: يوسي بيلين

قبل 75 سنة، في 11 تشرين الثاني 1936، هبط في اللد ستة رجال  بسترات ثقيلة. العرب قاطعوهم، اليهود لم يتحمسوا لهم. سافروا المكاتب التي اعدت لهم في فندق بلاس في القدس.

على مدى عشرات الاسابيع التالية اصبح الفندق مقرا رئيسا لهم في جولاتهم في البلاد وفي مداولاتهم مع زعماء الحاضرة اليهودية ومع قسم من الزعماء العرب الذين وافقوا على لقائهم.

الهجرة الخامسة، التي جلبت الى البلاد عشرات الاف المهاجرين من المانيا، خلقت حقيقتين على الارض: فقد زادت الحاضرة الى 400 الف يهودي مقابل 900 الف عربي، ورفعت مستوى حياتها. الزعامة العربية فزعت، طالبت بوقف الهجرة، وفي العام 1936 اعلن عن اضراب عام وبدأت احداث عنف قاسية ضد اليهود.

 حكومة بريطانيا شكلت لجنة لفحص أسباب العنف ورفع توصياتها. العرب طالبوا بوقف الهجرة كشرط للتعاون، واليهود الذين قاطعوا ادعوا بان بريطانيا خانت الانتداب، ولا معنى للحديث معها.

على رأس اللجنة كان اللورد روبرت وليم فلسلي بيل. وفي غضون وقت قصير تبين أن الرجل المركزي في اللجنة هو بالذات اصغر اعضائها مكانة، البروفيسور كوبلند. وكلما تواصلت الجولات واللقاءات تعزز في استنتاجه بان في الطريق الوحيد لحل عقدة الوعود المتضاربة لبريطانيا لليهود وللعرب هو انهاء الانتداب البريطاني، وتقسيم المنطقة غربي نهر الاردن الى دولتين في كل واحدة يشكل فيها تجمع سكاني آخر مختلف اغلبية قومية.

وايزمن القى في اللجنة خطاب حياته. وركزت اقواله على الرغبة في انقاذ من يمكن انقاذه، قبل ان يكون الاوان قد فات. ضمن امور اخرى قال ان 6 مليون من يهود اوروبا "محبوسون في أماكن هم غير مرغوب فيهم فيها... ومن الافضل ان يكون  مكان واحد في العالم الواسع للرب تبارك اسمه يمكنهم فيه أن يعيشوا".

في بداية تموز 1937 نشرت لجنة بيل تقريرها الكامل واذهلت العالم. فقد أوصت بانهاء الانتداب، باقامة دولة يهودية على نحو 5 الاف كم الى جانب دولة عربية على نحو 20 الف كم، وبأرض يبقى فيها الانتداب البريطاني في منطقة القدس، بيت لحم والناصرة. ذهل الجميع من وضوح القرارات وقطعها. الطرفان غضبا عن أن القدس ليست جزءا من دولتيهما.

في 7 تموز تبنت الحكومة البريطانية توصيات اللجنة، وان كان في 23 تموز رفضت اللجنة العربية العليا التوصيات، وفي 3 آب 1937 رفضها الكونغرس الصهيوني ايضا.

النافذة اغلقت. في كانون الثاني 1938 قررت حكومة تشمبرلين تشكيل لجنة اخرى، هذه المرة برئاسة السير تشارلز ودهيد، لغرض رفع توصيات فنية حول تطبيق توصيات بيل، ولكن مع تعليمات سرية بموجبها يمكنها أيضا ان ترفض هذه التوصيات. وهكذا كان.

لاحقا قالت غولدا مائير أنها تشكر الرب بان ليس تصويتها منع اقامة الدولة اليهودية قبل سنتين من الحرب العالمية الثانية. من الافضل احيانا عدم التفكير في ما كان سيحصل لو ان الحاضرة اليهودية أيدت، بالقطع، بتلك الكوة اياها، وكم يهوديا كان يمكن انقاذه. لا ريب أن الرفض العربي يخفف قليلا من قض المضاجع في السنوات التي مرت منذئذ.