خبر كتاب « اسرائيلي » يكشف تعليمات المقاومة لأسر الجنود

الساعة 06:08 ص|11 نوفمبر 2011

كتاب "اسرائيلي" يكشف تعليمات المقاومة لأسر الجنود

 فلسطين اليوم-القدس العربي- زهير اندراوس

 يُعتبر د. رونين بيرغمان، المحلل للشؤون الاستراتيجيّة في صحيفة 'يديعوت احرونوت' والمختص في شؤون المخابرات وخفاياها من اهّم الصحافيين في الدولة العبريّة في مجاله، ذلك انّه يعتمد على مصادر رفيعة المستوى في الاجهزة الامنيّة الاسرائيليّة، وقد اصدر مؤخرا كتابا جديدا تحت عنوان معارك اسرائيل السرية لاستعادة اسراها. وفي غمرة تناوله لآلاف الوثائق التي وقعت يده عليها لتناول قضايا اختطاف الجنود والمستوطنين، يكشف المؤلف النقاب عن وثيقة تقع في 18 صفحة، وزعتها حركة حماس على المستويات الميدانية في كتائب القسام تحت عنوان (مرشد للمختَطِف)، وتضمنت شرحا مفصلا عن عملية الخطف، وتبدو انها اعدّت لخلاياها العاملة في الضفة الغربية، حيث يوصي معدو الوثيقة، بحسب الكتاب، بان يكون من سيقوم بعملية الخطف مجيدا للغة العبرية، والتحدث بها بطلاقة، وتجنب الحديث باللغة العربية بأي حال، والبحث عن جندي ضعيف البنية لسهولة خطفه، وتفضيل تنفيذ العملية في حالة جوية ماطرة، الى جانب استخدام مسدسات مزودة بكاتم للصوت، واستبدال السيارة التي تمّ بها الخطف بسيارة اخرى في حالة الضرورة. ويقدم الكتاب استعراضا باهم عمليات خطف الجنود والمستوطنين الاسرائيليين واسرهم، لا سيما داخل الاراضي الفلسطينية، التي تركّزت معظمها داخل مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، الى جانب تقديم استعراض تاريخي لصفقات التبادل منذ سنة 1948، وحتى كتابة هذه السطور، مما يجعل من هاجس الاختطاف والاسر لمجتمع المخابرات الاسرائيلية وقيادة الجيش حاضرا في معظم الاحيان. علاوة على ذلك، يكشف بيرغمان في كتابه الجديد النقاب عن قيام الجيش الاسرائيلي بتجنيد ثلاث فرق، مكونة من تسع كتائب، تضم اكثر من 1.800 جندي، للتدرب على سيناريوهات لمواجهة عمليات اسر تقوم بها حركات المقاومة الفلسطينية، بعد التهديدات التي دأبت الاخيرة على اعلانها، وهو ما دفع بهيئة اركان الجيش لاعلان حالة من الاستنفار، وجدت تعبيرها في توظيف هذا العدد غير المسبوق من الجنود للاستعداد لمواجهة عمليات الاسر المحتملة. والاكثر من ذلك ان الجيش استخدم عددا ممن يوصفون بأنهم من المع قادته للاشراف على اعداد هذه التدريبات، والاعداد لسيناريوهات محتملة لعمليات اختطاف يقوم بها الفلسطينيون، واوكلت مهمة الاشراف على تنفيذها لجنرالات بارزين. كما كثف الجيش من عمليات الحراسة في المناطق التي يتواجد فيها كبار قادته، والزمت هيئة الاركان ضباطها باتخاذ اجراءات احترازية لتجنب عمليات الاسر، كعدم لبس البزات العسكرية التي تظهر عليها رتبهم، ومناطق سكناهم، حتى لا يتمّ التعرف عليهم، وبالتالي اختطافهم على حد قوله.

تفاصيل مهمة وخطيرة تنشر لاول مرة في هذا الكتاب، الذي يعتمد على تحقيقٍ صحافيّ استمر عقدًا كاملا من الزمن، اطلع خلاله المؤلف على الاف الوثائق الامنية والاستخبارية، واجرى من اجله 400 مقابلة، وسافر الى 20 دولة حول العالم، للبحث في التفاصيل السرية التي وقفت خلف محاولات اسرائيل، الناجحة والفاشلة، في استعادة اسراها. يحاول المؤلف الاجابة عن سؤالين مهمين مفصليين: الاوّل: هل بذلت اسرائيل كل ما لديها من جهود جادة لاستعادة اسراها ومفقوديها فعلا؟ والثاني: هل اسرائيل مطالبة فعلا ببذل هذه الجهود، ودفع كل الاثمان لاستعادتهم؟

علاوة على ذلك، يتناول الكتاب طبيعة الوسطاء الدوليين، لا سيما الالمان منهم، الذين رافقوا اسرائيل في العديد من صفقات التبادل مع دول عربية ومنظمات فلسطينية، وكيف كان يتمّ النجاح اخيرا في اغلاق المفاوضات، والوصول بالصفقة الى برّ الامان. كما طرح الكتاب السؤال المخجل من وجهة نظره، وهو: لماذا اخفقت اجهزة الامن الاسرائيلية على اختلاف مسمياتها في العثور على الجندي غلعاد شليط الاسير في غزة، وهو على بعد كيلومترات معدودة منها فقط؟ وكيف نجحت في المقابل في اختطاف عدد من الرموز الفلسطينية لاستخدامهم كورقة مساومة لاستعادة جنودها؟ وما هو مصير جثة الجاسوس الاسرائيلي، ايلي كوهين، الذي اعدم في دمشق قبل عدة عقود؟ وهل من المعقول انه بعد هذه السنوات لم تعثر المخابرات الاسرائيلية والغربية على طرف خيط يوصلها الى ملاح الجو المفقود رون اراد؟ وغيرها من الاسئلة المثيرة التي تجد اجاباتها الطريق للنشر للمرة الاولى.