خبر رواتب ماقبل العيد..تذهب أدراج الرياح وتبقى الأفواه مفتوحة

الساعة 10:36 ص|10 نوفمبر 2011

رواتب ماقبل العيد..تذهب أدراج الرياح وتبقى الأفواه مفتوحة

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

على الرغم من أن الموظفين في المؤسسات والوزارات الحكومية في حكومتي رام الله وغزة يتمنون دوماً صرف رواتبهم قبيل أيام العيد، إلا أنهم سرعان ما يتراجعون عن هذه الأمنيات، خاصةً وأن مصاريف العيد المتعددة تقضي على الرواتب وتذهب بها أدراج الرياح، لتبقى أيام مابعد العيد رهينة الانتظار.

فقُبيل عيد الأضحى المبارك بأيام قلائل، حصل موظفو السلطة الوطنية على رواتبهم لشهر أكتوبر/ تشرين أول كاملةً، فيما حصل موظفو حكومة غزة على سلفة بقيمة "1000" شيكل فقط، تسلموها ليلة ماقبل العيد.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تحدثت للعديد من المواطنين، الذي أبدوا استيائهم من تأخر الحكومتين في صرف رواتب الموظفين وانتظارهم حتى الأيام القلائل الأخيرة للعيد للحصول على رواتبهم الأمر الذي يدفعهم لشراء الملابس والمشتريات المتعددة للعيد وهو مايدفع التجار لغلاء الأسعار استغلالاً للموقف نظراً لحاجة الموظفين للشراء قُبيل العيد.

فقد أوضح المواطن بلال عوض الله (34 عاماً)، أنه يضطر لشراء مشتريات العيد بالسعر الذي يتم تحديده في السوق، لأنه لا يوجد مجال للتبضع سوى أيام معدودة، حيث يتم تأخير الرواتب لآخر لحظة.

وقال عوض الله:"في هذا العيد اضطررت لحجز "خروف العيد" عبر دفع قسط من سعره، وعند استلام كامل الراتب أكملت باقي مستحقات سعر الخروف، ناهيك عن مصاريف الملابس ومشتريات العيد المختلفة".

ونظراً لضيق الحال، وارتفاع الأسعار بشكل عام في غزة، وزيادة المصاريف اليومية، فلم يستطع عوض الله أن يجمع مبلغاً من المال من خلال رواتبه الشهرية الماضية ليصرفها خلال العيد فيضطر لانتظار راتب ما قبل العيد.

وهذا ما اتفقت معه أم سلامة حسنين التي تعمل في إحدى المؤسسات الحكومية، حيث أوضحت أنها يصعب عليها أن تكتنز مبلغاً من المال للأيام الصعبة، خاصةً مع وجود طالبة جامعية وأطفال لديها يدرسون في المدارس، في ظل غياب الأب الذي غيبه الموت بعد مرض عضال حصد أموال كثيرة.

وأشارت أم سلامة، إلى أن الأيام التي تتلو الأعياد تكون صعبة، حيث تحصد رواتب ماقبل العيد المال لتبقى الأفواه مفتوحة ما بعد العيد، موضحةً أنها في الأحيان تتدبر أمرها من خلال "العيدية" التي تحصل عليها من عدد من الأقارب خلال أيام العيد.

فيما تحدثت أم عامر أبو شديد عن وضعها الاقتصادي الذي كان أكثر صعوبة من غيرها، مشيرةً إلى أن وضعها يختلف عن الآخرين حيث تنتظر أيام العيد حتى تحصل على العيدية التي تساعدها أحياناً في مصاريف بيتها وأطفالها.

جدير بالذكر، أن قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، يُعاني أوضاعاً اقتصادية صعبة، نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه "إسرائيل" على الشعب الفلسطيني، على الرغم من الحديث عن فك الحصار خاصةً بعد إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط وإتمام صفقة تبادل الأسرى.