خبر أغلبية خاصة -معاريف

الساعة 09:30 ص|10 نوفمبر 2011

أغلبية خاصة -معاريف

بقلم: ياعيل باز ميلميد

(المضمون: المستوطنون، بتأييد نواب من نوع يريف لفين، ميري ريغف ودان دانون، ناهيك عن ان افيغدور ليبرمان ينبغي أن يكونوا أغبياء تماما في الا يستغلوا القوة الهائلة التي منحت لهم، في خلاف تام مع حقيقة أنهم لا يمثلون الاغلبية في الشعب وافعالهم ليست ارادة الشعب - المصدر).

        السيطرة المطلقة لليمين واليمين المتطرف على كل أنماط الحياة في البلاد تفسر بكليشيه: هذه ارادة الشعب. لليمين توجد أغلبية في الكنيست، اغلبية في الاستطلاعات، ولهذا يمكن الافتراض بان هذا هو ما يريده الشعب. ولهذا فمسموح ايضا السماح لمستوطنين متدينين، لرجال اسرائيل بيتنا ولمتطرفين اليمين في الليكود ان يملوا تشكيلة المحكمة العليا. كما يمكن تبييض البؤر الاستيطانية غير القانونية والكذب على الجمهور بان البؤر الاستيطانية التي كل اراضيها تعود بالطابو للفلسطينيين، ستخلى، مثلما أعلن بنيامين نتنياهو، الذي حسب طبيعته يشهد باراك اوباما ونيكولا ساركوزي، اللذان يتصلان به اتصالات دائما. اذن لعلمكم فقط – هما ليسا وحدهما.

        بعد أن وعد بنبرته الاحتفالية، المحفوظة لاحداث استثنائية، باخلاء بؤر استيطانية مثل جفعات اساف، التي تقوم كل منازلها الثلاثين على ارض فلسطينية خاصة، تبين أمس ان هذا لم يحدث ابدا. بضغط اليمين المتطرف وتأييد نتنياهو ووزراء اليمين، يبحثون الان في هذه اللحظة في النيابة العامة في ايجاد حل يسمح في المرحلة الاولى بتأجيل الاخلاء بنصف سنة. وبعد ذلك لنرى. لقد بات ممكنا منذ الان القول ان بيتا واحدا لن يخلى – لا في ميجرون، لا في عمونا ولا في جفعات اساف – وذلك خلافا لتعليمات صريحة من محكمة العدل العليا. ما هو القانون والنظام مقابل "ارادة الشعب"؟ ما هي اجراءات الحكم السليمة مقابل القوة المجنونة التي للمستوطنين ولمجلس يشع؟

        يمكن ان نواصل وصف السيطرة المطلقة لليمين وطرح جملة اخرى من النماذج الصعبة عن القدرة غير المحدودة لديهم في أن يقروا تقريبا كل شيء، في كل موضوع يعنون به. ولكن ليسوا هم من ينبغي لنا ان ننزل باللائمة عليهم، بل على المعارضة. نتنياهو لن يقوم باي خطة تثير عليه المستوطنين لانه أسير مفهوم الماضي في أنه اذا ما زال سحره عليهم، راحت عليه. المستوطنون، بتأييد نواب من نوع يريف لفين، ميري ريغف ودان دانون، ناهيك عن ان افيغدور ليبرمان ينبغي أن يكونوا أغبياء تماما في الا يستغلوا القوة الهائلة التي منحت لهم، في خلاف تام مع حقيقة أنهم لا يمثلون الاغلبية في الشعب وافعالهم ليست ارادة الشعب. انها ارادة قسم غير كبير من الشعب، كما تظهر كل الاستطلاعات.

        صحيح ان اليمين يحصل على اغلبية في هذه الاستطلاعات، ولكن ليس اليمين المجنون الذي سيطر على حكومة اسرائيل وكنيستها. هذا يمين معتدل، منطقي، وبالاساس يمين يؤيد سلطة القانون مثل دان مريدور، بيني بيغن وروبين ريفلين، الذين يعملون اليوم كمعارضة كفاحية أكثر بكثير من النواب الذين يفترض بهم أن يقوموا بهذه المهمة. الى اين بحث الجحيم اختفى حزب العمل عندما نحتاجه.؟     لماذا لم نسمع تصريحا واحدا عن رئيسته، شيلي يحيموفتش، في المواضيع الاكثر اشتعالا التي توجد الان على جدول الاعمال؟ أولم تستوعب بانها في منصبها الجديد لا يمكنها أن تواصل الكفاح في سبيل مواضيع اجتماعية فقط وعليها ان تنظم حزبها لحرب لا هوادة فيها ضد الجنون الذي تملك في هذه اللحظة منظومات حيوية عديدة؟ لماذا لم نسمع صوتها الواضح والطلق حول محاولة اليمين تصفية القناة 10 وكذا استقلالية المحكمة العليا وكذا واجب الحكومة في أن تنفذ تعليمات المحكمة نصا وروحا، مثل كل مواطني دولة اسرائيل؟

        من كديما توقعاتنا أدنى بكثير. حزب أحد نوابه الكبار، آفي ديختر، يقف خلف مشروع القانون القاضي بان تكون اسرائيل دولة يهودية، او نائب كبير آخر، مئير شطريت يقف خلف مشروع القانون لالزام وسائل الاعلام بدفع نصف مليون شيكل لمن يدعي ضدها بالتشهير، حتى بدون اثبات الضرر، فانه لم يعد يمثل ناخبيه، وهم كثيرون جدا وطيبون جدا. ومع ذلك خلافا ليحيموفتش، فاننا على الاقل نسمع صوت تسيبي لفني. فهي تحاول، بقوتها القليلة جدا اليوم، الصراع ضد التدهور الفظيع الحاصل في اسرائيل اليوم. هكذا ايضا النواب من ميرتس، ولكن تأثيرهم لاغ وباطل عقب عددهم.

        كل ما تبقى اليوم لملايين المواطنين الذين موقفهم مركز – يسار هو استجداء المعارضة كلها لانقاذنا، تماما هكذا، من غمار فظيع لتشريعات يمينية تهدد باغراقنا جميعا.