خبر « هآرتس »: من حرب لبنان الثانية إلى صفقة شاليط: هكذا « هُزمت » إسرائيل

الساعة 07:38 ص|10 نوفمبر 2011

"هآرتس": من حرب لبنان الثانية إلى صفقة شاليط: هكذا "هُزمت" إسرائيل

بقلم: موشيه آرنس

وزير حرب أسبق

 

في تلك الأيام الفظيعة، قبل عشر سنين، حينما أصاب "الإرهاب" الفلسطيني مواطنين إسرائيليين في كل يوم تقريبا، كان هناك من زعموا أنه لا يمكن أن يُهزم "الإرهاب" بوسائل عسكرية. واعتقد آخرون أنه يمكن ويجب أن يُهزم "الإرهاب" بوسائل عسكرية فقط. وبعد المجزرة في ليل الفصح في فندق "بارك" في نتانيا في العام 2002، انتهى الجدل. فقد خرج الجيش الإسرائيلي لعملية "السور الواقي" – وحسم "الإرهاب" الفلسطيني، الذي خرج من مناطق "يهودا" و"السامرة".

تم ذلك بوسائل عسكرية فقط. إن وجود الجيش الإسرائيلي من جديد في "يهودا" و"السامرة" يُمكّن من إحراز معلومات استخبارية في الوقت المناسب، وإقامة القدرة المطلوبة للكشف عن خلايا "الإرهاب" قبل أن تصبح فعالة والقضاء عليها. وليُهزم "الإرهاب" ينبغي القضاء على القدرة على تنفيذ عمليات. لأنه سيكون هناك "إرهاب" ما بقيت القدرة موجودة. وقد تعلموا هذا أيضا في أماكن أخرى في العالم.

نُسي هذا الدرس بعد أربع سنين، في حرب لبنان الثانية. فقد أُطلقت صواريخ "حزب الله" على إسرائيل مدة أسابيع، وأعلنت المنظمة أنها ستطلق صواريخ حتى وقف إطلاق النار. وبعدها بقي في حوزتها صواريخ كثيرة. وزاد عددها منذ ذلك الحين ليصبح عشرات الآلاف ولكثير منها القدرة على إصابة كل منطقة في إسرائيل.

في تلك المرة هزم "الإرهاب" إسرائيل. ولا يزال "إرهاب" "حزب الله" منذ ذلك الحين يهددها بل عظم ليبلغ أبعادا مخيفة. لسنا محتاجين إلى تحذيرات حسن نصر الله أو إلى تدريبات الدفاع المدني التي أُجريت، الأسبوع الماضي، كي لا ننسى. يوجد عزاء ما في حقيقة أن لجنة فينوغراد حققت في إخفاق الحرب وتم التعرف إلى الأخطاء. والسؤال هل جرى تعلم الدرس ذي الصلة؟.

ليس واضحا هل أخذ مخططو عملية "الرصاص المصبوب" التي تمت قبل سنتين في حسابهم الدرس الذي كان يمكن تعلمه من إخفاق حرب لبنان الثانية. فقد قصفت "حماس" مواطنين في الجنوب مدة أسابيع العملية الثلاثة، بما فيها يوم وقف إطلاق النار. وقد بقي في أيدي "المخربين" في القطاع مخزون من الصواريخ زاد منذ ذلك الحين زيادة كبيرة، فالعملية لم تقض على قدرتهم على تنفيذ عمليات "إرهابية".

إن الاعتقاد بأن أنظمة افشال الصواريخ كالقبة الحديدية ستحمينا هو وهْم. ويفضل أيضا ألا نتعود اعتقاد أننا نستطيع تحمل وضع يحتاج فيه مليون إسرائيلي إلى البقاء في الملاجئ بين الفينة والأخرى. إلى الآن كانت أيدي "المخربين" في غزة هي العليا وهذه هزيمة أخرى لإسرائيل.

قد يكون على الإسرائيليين أن يبتلعوا حبة مرة أخرى. لأن إسرائيل في قضية جلعاد شاليت أُصيبت بهزيمة أخرى على أيدي "المخربين" في غزة. من حقنا في الحقيقة أن نحتفي بعودة شاليت لكنها كانت في واقع الأمر هزيمة لإسرائيل. إنها هزيمة إستراتيجية قد تكون آثارها بعيدة المدى. إن امتداحنا بالتكافل القومي وقيمة حياة الإنسان عندنا لا يستطيعان أن يُغيرا حقيقة أن ذلك كان نصرا آخر لـ "الإرهاب". وإذا وُجد الكثير من مثل هذا النصر فقد تصبح إسرائيل في خطر كبير.

لهذا ينبغي أن نفهم ما الذي تشوش كي لا يحدث هذا مرة أخرى. لأنه ينبغي أن نفترض أنه ستوجد اختطافات إسرائيليين أخرى من الجنود أو من المواطنين. لماذا لم ننجح في أن نجد شاليت قبل "الرصاص المصبوب" أو في أثنائها أو بعدها؟ وأية عملية كان يجب أن تُنفذ كي نجده؟ وعلى أيهم كان يجب أن تُلقى المهمة؟ أكان ذلك من مسؤولية أجهزة الأمن أم الجيش الإسرائيلي؟ أم ربما من مسؤولية فريق مشترك؟ ومن كان يجب أن يكون مسؤولاً عن إنشاء فريق كهذا؟.

ينبغي أن نجد على عجل أجوبة عن هذه الأسئلة كي لا نصاب بهزيمة أخرى على أيدي "المخربين".