خبر د. الحية: الدفعة الثانية من الصفقة ستشمل كبار السن والمرضى

الساعة 10:36 ص|09 نوفمبر 2011

د. الحية: الدفعة الثانية  من صفقة الأسرى ستشمل كبار السن والمرضى

فلسطين اليوم- وكالة فارس

 قال الدكتور خليل الحية -عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس- إن الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين حركته والاحتلال الصهيوني تشمل كبار السن والمرضى ومن أمضى فترات سجن طويلة.

وقال د. الحية في حوار خاص لـوكالة "فارس" الإيرانية  بان :" تعتبر صفقة "وفاء الأحرار" انتصارا للشعب الفلسطيني وللمقاومة بكل أطيافها، أكثر من انتصار حركة حماس وحدها, وانجاز حقيقي للمقاومة الفلسطينية التي حافظت على الجندي الصهيوني جلعاد شاليط خمسة أعوام على التوالي دون أن يعرف العدو مكان اسره في قطاع غزة".

 

وحول تأثير تلك الصفقة على الصعيد الوطني الفلسطيني أوضح الحية أن الصفقة شكلت نجاح وطني نراه في كل بيت فلسطيني نراه في كل بطل من أبطال من أبطال الصفقة الذين كانوا في عداد الموتى الأحياء، لافتا إلى أن المقاومة فاوضت بمفاوضات جديدة لم تعهد من قبل.

 

واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن صفقة التبادل جاءت لتراكم انجازات المقاومة الفلسطينية "التي أضحى لها أكثر من عقد من الزمان تراكم الانجازات بعد أن عاشت المنطقة عهدا من الهزائم"، مشيرا إلى أن المشروع الصهيوني في حالة من الانكفاء والانهزام التراجع.

 

وأكد الحية أن المقاومة أصبحت المشروع الذي يمثل الأغلبية الساحقة في العالمين العربي والإسلامي بعدما ثبت إخفاق مشروع التسوية "الذي لم يخدم مصالح الشعب الفلسطيني ولا حقوقه".

 

الأسيرات التسعة

 

وفيما يتعلق بقضية الأسيرات التسعة الباقيات في السجون الصهيونية أكد د. الحية أن الأسيرات التسعة كادت أن تؤجل الصفقة في اللحظة الأخيرة لولا أن مصر تعهدت بإخراجهن", مشددا على وجود وعود مصرية لإطلاق سراحهن.

 

وأشار إلى أن حركة حماس أصرّت على إخراج أسرى من مدينة القدس المحتلة وأراضي 48 لأنهم حملوا القضية الفلسطينية, ولم تقبل بالصفقة بدونهم رغم تعنت الاحتلال في بداية الأمر في هذا الملف.

 

ونفى القيادي الحمساوي وجود أي ملاحق سرية لصفقة التبادل, مؤكدا وجود اتفاق على رفع الحصار وإلغاء كل الإجراءات التعسفية بحق الأسرى في سجون الاحتلال.واستبعد الحية أن يتملص الاحتلال من الوفاء بتعهداته أمام الطرف المصري في تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة خصوصا في ظل الربيع العربي، لافتا إلى ضرورة التوافق الفلسطيني على رؤية استراتيجية شاملة لطبيعة الصراع مع العدو.

 

مصر تضمن الدفعة الثانية

 

وأما عن الضمانات التي أخذتها الحركة لالتزام الاحتلال الصهيوني بتطبيق المرحلة الثانية من الصفقة أكد الحية أن جمهورية مصر العربية هي من تضمن تنفيذ الدفعة الثانية من الصفقة، متوقعا أن يتلاعب الاحتلال بالمعايير السابقة التي حددتها المقاومة.

 

وطالب الحية كافة الأسرى المحررون بأخذ الحيطة والحذر من غدر العدو الصهيوني، وتابع :" الشعب الفلسطيني كله ليس بمنأى عن آلة البطش الصهيونية, ولا يوجد من يضمن الاحتلال في هذا الجانب لكن لا أحد فوق قدر الله".

 

ونوه الحية إلى أن المحررين الذين أبعدوا للخارج سيكون وضعهم أفضل، "لأنهم ذهبوا لدول عربية وإسلامية وسيجدون بيئة مناسبة لهم, كما إن هذه الدول ستوليهم اهتماما ورعاية خاصة, وحماس من جانبها ستقدم لهم كل الإمكانات المتاحة".

 

وحول قضية الأسرى المبعدين إلى قطاع غزة أشار إلى أنهم سينخرطون في الدراسة والعمل, "حيث يوجد قانون خاص بالأسرى يكفل لهم حقوقهم في العمل والوظائف، واصفا إياهم بخيرة الشباب الفلسطيني.

 

مستعدون للمصالحة

 

وفي سياق آخر جدد القيادي في حركة حماس استعداد حركته لإنجاز ملف المصالحة في أقرب وقت ممكن، مبينا أنها مرتبطة بإرادة قوية وبرنامج وطني.

 

وقال د. الحية :" حماس جاهزة ومستعدة للمصالحة وقدمت لهذا الملف أكثر مما كانت تتوقعه حركة فتح نفسها، إلا أن المصالحة التي تريدها حماس غير التي يريدها الآخرون".

 

وأضاف د. الحية :" عباس يرى في المصالحة انتخابات فقط، لأنها ستحقق له أمرين: إما أن يشكل حكومة يستبعد منها حماس، أو أنه يظن أن الشعب ملّ من الحصار وسيصوت ببطنه، أو أن يجري تزوير الانتخابات كما اعتادت فتح التي زيفت الانتخابات في المؤتمر السادس للحركة وفي انتخابات العام 1995".

 

ولفت الحية إلى أن اتفاق المصالحة ينص على أن تأتي الانتخابات بعد عام من تطبيق المصالحة، متمنيا أن تكون صفقة تبادل الأسرى عاملا مساعدا لإنجاح المصالحة إذا ما توفرت النية عند الرئيس عباس، "لأن القرار بيده وحده وفتح كلها تنفذ من خلفه".

 

وتابع: " لم يعد مقبولا لدينا الجلوس مع حركة فتح لمجرد مناقشة قضايا جزئية وفرعية"، مبينا أن ما تريده حماس هو تطبيق المصالحة بالتوازي بين جميع الملفات بدءً بالمنظمة، "وإلا فالزمن كفيل بحسم الخلاف بيننا وبينهم". حسب قوله.

 

علاقات طيبة

 

وأما عن زيارة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل المرتقبة إلى الأردن أكد د. الحية أن هذه الزيارة تأتي في إطار تطوير العلاقة بين الحركة والنظام الأردني، لافتا إلى أن الحركة تحرص كل الحرص على أن تكون علاقتها طيبة بجميع الدول العربية والإسلامية.

 

ولم يخف د. الحية أن العلاقة بين حماس ومصر ما زالت في مراحلها الأولى رغم أنها "تاريخية" حسب قوله، عازيا ذلك إلى أن النظام المصري الحالي يمر بمرحلة انتقالية ويعمل وفق السياسات المعمول بها سابقا، ومن سيضع السياسات الجديدة هو من سيتولى السلطة مستقبلا".

 

وحول علاقة حماس بالغرب وأوروبا قال الحية :" على الرغم من أن حركة حماس من أقوى الفصائل الفلسطينية جماهيريا وشعبيا إلا أن أمريكا وأوروبا ما زالتا مصرتين على مقاطعة الحركة"، مشددا على أن المستقبل سيكون لحركة حماس ومثيلاتها في المنطقة.

 

لا نتدخل في شئون الدول

 

وجدد د. الحية موقف حركته في عدم التدخّل في شئون الدول العربية الداخلية، مبينا أن ما دفع الشعوب العربية للثورات الأخيرة هو الظلم والفساد.وقال الحية في تعليقه على ثورة ليبيا :" ما جرى في ليبيا هو نتيجة الظلم والاستبداد الذي استمر لعقود طويلة من قبل القذافي"، لافتا إلى أن ليبيا يجب أن تتقدم في كل النواحي.

 

وعن فوز حزب النهضة الإسلامي في تونس أوضح الحية أن النظام التونسي السابق كان من أشد نظم العالم اضطهادا للإسلام لدرجة أن الشخص كان يدخل المسجد ببطاقة، والمرأة لم تكن تلبس الحجاب بحرية, والآن الشعب التونسي عانق الإسلام بهذه الانتخابات".

 

وأضاف : " اليوم تثبت الشعوب العربية أنها تنتمي للإسلام، لأن القيادات المسلمة أثبتت في كل المواقع الطهارة ونظافة اليد ونحن سعداء وفخورون بالشعب التونسي الذي كان أصيلا بدينه ونعتقد أن المرحلة المقبلة مرحلة الاسلام الصاعد"، متبعا :" نحن نرى أن الاسلام بوسطيته وعداليته يتصاعد إلى الأعلى في كل المجالات".