خبر نهاية الغموض- يديعوت

الساعة 10:17 ص|09 نوفمبر 2011

 

نهاية الغموض- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

الان بات رسميا: تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي نشر أمس وضع حدا لعصر الغموض بالنسبة للبرنامج النووي الايراني.

رغم اللهجة الحذرة، المتحفظة، رغم ميل محرري التقرير للحديث بتعابير الاحتمالية وليس بالحقائق القاطعة، فان الصورة العامة واضحة: ايران تفعل كل ما في وسعها كي تطور سلاحا نوويا وكي تركبه على رؤوس الصواريخ التي في حوزتها. النفي الايراني كاذب. التهديد حقيقي.

يضع التقرير تحديا غير بسيط أمام الادارة الامريكية وحكومات باقي الاعضاء في الناتو. حتى يوم أمس كان بوسع اعضاء الناتو أن يناوروا بين مستويات مختلفة من العقوبات. الانشغال في التهديد الايراني كان كثيفا، ولكنه لم يوضع في رأس سلم الاولويات. التقرير لم يجدد شيئا للحكومات ذات الصلة، ولكن ألزمها بان تتصدى للمسألة الايرانية علنا. رأي الجمهور لن يكتفي بحسابات عمومية على نمط "كل الخيارات على الطاولة" وهو يرغب في أن يعرف أكثر.

التقرير يضع في موقع غير مريح حكومتي روسيا والصين، اللتين حتى يوم أمس عرقلتا كل محاولة لجعل العقوبات فاعلة. قادة روسيا والصين ربما لا يشعرون بالحاجة الى رفع التقارير الى شعوبهم، ولكنهم حساسون جدا لمكانتهم في الساحة الدولية. نشر التقرير يلزمهم بان يحسموا – هل هم يتعاونون مع المساعي النووية الايرانية، بالعمل او بالقصور، ام أنهم يفضلون ان يروا ايران بلا نووي. هم لا يمكنهم أو يواصلوا الامساك بالعصا من طرفيها.

ينبغي للتقرير أن يثير أسئلة قاسية في مصر. والاسئلة ينبغي أن توجه الى محمد البرادعي الذي كان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويتنافس الان على الرئاسة المصرية. هل عرف البرادعي في اثناء ولايته بحجوم البرنامج النووي الايراني، ولماذا نفى وكبت. أولم يخن المصلحة العليا لدولته.

التقرير يؤكد المعاضل في حكومة اسرائيل وجهاز الامن. مشكوك أن يكون أحد في اسرائيل فوجيء من المعطيات التي نشرت. ليس في اسرائيل جدال، لا حول النوايا الايرانية ولا حول الحاجة الى صدها. ولكن نشر التقرير يعيد الكرة الى الساحة الدولية. اسرائيل ليست وحيدة. هذا هو الوقت للعودة الى التمسك بالسياسة التي بلورها ارئيل شارون عندما كان رئيسا للوزراء: عرض ايران كمشكلة للعالم، مشكلة يمكنها أن تحل من خلال الاسرة الدولية، بطريقة دبلوماسية، اقتصادية أو عسكرية.

في هذا الزمن توجد اهمية كبيرة جدا لمكانة اسرائيل وحكومتها في اسرة الشعوب. ليس جيدا أن يكون الرئيس الامريكي والرئيس الفرنسي يتحدثان عن رئيس وزراء اسرائيل بصفته كذابا. من الافضل أن يصدقاه. ليس جيدا أن تدخل حكومة اسرائيل في مواجهات في الساحة الدولية على مواضيع هامشية، يعود مصدرها الى السياسة الاسرائيلية الداخلية. وهكذا فانها تساعد الحكومات في العالم على التملص من واجباتها في موضوع هام مثل النووي الايراني.

غني عن البيان الخروج في أقوال متبجحة عن نتائج خطوة حربية اسرائيلية حيال ايران مثل تلك التي اطلقها امس وزير الدفاع. الحكومة لا يمكنها أن تشكو من وجود نقاش جماهيري عندما يحرص قادتها على ان يلوحوا المرة تلو الاخرى بشريط أحمر في وجه الثور الايراني. فليقرروا – إما صمت مطبق أو ضجيج يومي. حتى هم لا يمكنهم أن ينحنوا في الاتجاهين في نفس الوقت.

وأخيرا، قادة النظام الايراني. تحقيق النووي جد هام لهم: فهو سيضمن لهم حصانة تجاه الاعداء من الخارج والاعداء من الداخل على حد سواء. وهو يوحد معظم الايرانيين خلفهم، حتى وان كان النظام من نواحٍ اخرى مكروه ومنبوذ. يمكنهم أن يستخفوا بالعالم ويواصلوا البرنامج ويأملوا بان يسلم العالم بشر القضاء مثلما سلم في الهند، في الباكستان وفي كوريا الشمالية. يمكنهم أن يختاروا طريق المفاوضات. اذا كان العالم قلقا بهذا القدر من البرنامج النووي فسيكون مستعدا لان يدفع الكثير كي يتوقف.