خبر بالعيدية.. أسواق غزة تنتعش من جديد

الساعة 06:42 م|08 نوفمبر 2011

في ثالث أيام العيد

بالعيدية.. أسواق غزة تنتعش من جديد

فلسطين اليوم-غزة

بمجرد دخولك أي سوق من أسواق قطاع غزة أو محلاتها، سرعان ما يثير انتباهك حركة الشراء النشطة، وازدحامها بالزوار في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، على الرغم من أن موسم العيد قد انقضى.

وجرت العادة عند نساء قطاع غزة أن يشترين ما يلزمهن من ملابس وغيرها بعد اليوم الأول من العيد، نظرا لتلقيهن عيدية نقدية تساعدهن على شراء ما يلزمهن من الأسواق والمحلات التجارية في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه أهالي القطاع.

بفارغ الصبر

الفتاة العشرينية سهام محمد أحصت ما حصلت عليه من عيدية من والدها وأخوتها وأقاربها خلال أيام العيد، وتوجهت برفقة صديقاتها إلى السوق لشراء بعض الحاجيات التي لم تتمكن من شرائها من قبل لعدم توفر الأموال حينها .

وقدرت سهام عيديتها بأربعمائة شيقل حصلت عليها في أول يومين من أيام العيد من أرحامها، فقررت شراء كل ما يلزمها.

وأما وفاء عمران فقد فضلت أن تشتري بعيديتها بعض الأثاث لمنزلها كونها متزوجة حديثا ولم يستطع زوجها توفير كل ما يلزم المنزل بسبب الديون التي تراكمت عليه .

فقالت:" كل النساء تقريباً يدخل إلى جيوبهن مبلغ من المال في يوم واحد، ثم يصرف هذا المبلغ في الأيام التي تلي ذلك كما هو متعارف عليه فكل منا ينتظر هذه المناسبة لقضاء العديد من الحوائج في ظل وضع اقتصادي صعب يعاني منه الجميع "

حركة شرائية

التجار والباعة في عدد من الأسواق عبروا لـ"فلسطين اليوم" عن ارتياحهم لحركة المواطنين ابتداء من صبيحة اليوم الثاني للعيد فقال أبو شاكر وهو يقف أمام بسطته التي عرض عليها ملابس للفتيات والأطفال " حاولت قضاء جميع زياراتي في اليوم الأول من العيد وعدت للبيع في السوق باليوم الثاني نظرا لحركة المواطنين الشرائية التي اعتدنا عليها في هذه الأيام " .

وبابتسامة ارتسمت على ملامح وجهه رأى البائع أن الحركة ازدادت هذه الأيام إذا ما قورنت بالأيام التي سبقت عيد الفطر وأضاف " الأوضاع المعيشية للمواطنين تزداد صعوبة ولم يعد بمقدورهم شراء جميع احتياجاتهم نظرا لعدم توفر الأموال الكافية واعتماد مئات الأسر على المساعدات ، وعلى ما يبدو أن الجميع بات ينتظر العيد لشراء ما يلزمه من أموال العيدية " .

كل ما يلزم

الحاجة أم ماجد صحبت ابنتيها إلى السوق لشراء ملابس جديدة لهن من عيديتهما لم يستطع والدهما العاطل عن العمل توفيرها قبل أيام العيد ، وبدت الفرحة على وجوه الفتاتين اللتين أخذتا بالبحث عن حاجتهما من بين الملابس المعروضة على واجهة وداخل المحلات التجارية في سوق مخيم جباليا.

وتمكنت من شراء جميع احتياجات ابنتيها والعودة إلى المنزل بملابس جديدة أدخلت عليهما الفرحة التي لم تكن مرسومة على وجوههن قبل العيد لعدم توفر الأموال اللازمة لشرائها.

من جانبه قال التاجر أبو حمزة: نحن ننتظر هذه المناسبات فهي تفتح أبواب الرزق فنبيع للأطفال والشباب قبل العيد بينما يأتي دور النساء بعد انقضاء العيد "

ويضيف:" تتراوح قيمة العيدية مابين 20 - 50 شيقلا في المتوسط من كل شخص زائر تستغلها النساء لشراء ما يلزمهن فتجد الإقبال على الملابس والأثاث وفي بعض الأحيان الذهب"

ويشير التاجر إلى أن التجار ينتبهون لهذه الظاهرة جيداً، لذلك يفتحون محالهم التجارية في ثاني وثالث ورابع أيام العيد؛ حيث يلاحظ تواجد كبير للنساء في الأسواق.

أما تاريخيا فترجع عادة " العيدية " إلى عصر المماليك إذ كان السلطان المملوكي يصرف راتباً بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه وكان اسمها " الجامكية".

وفي العصر العثماني أخذت العيدية أشكالا أخرى حيث كانت تقدم نقودا وهدايا للأطفال، واستمر التقليد إلى العصر الحديث .

وبالرغم من سعادة النساء والأطفال بما يقدم لهن من عيديات تفرج عليهن الحال ويحاولن معها قضاء بعض حوائجهن إلا أن الكثير من الرجال يعتبرون أن العيدية تجهز على ما تبقى في الجيوب من أموال.