خبر أولمرت: فشل توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين سنة 2009 كان مأساة

الساعة 05:45 ص|08 نوفمبر 2011

أولمرت: فشل توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين سنة 2009 كان مأساة

فلسطين اليوم _ وكالات

أعربت أوساط سياسية رفيعة في إسرائيل عن قلقها من الفشل في منع الفلسطينيين من طرح طلبهم الانضمام إلى الأمم المتحدة في نهاية الأسبوع، وذلك بعد أن قررت فرنسا الامتناع عن التصويت.

 

وقالت هذه الأوساط إنه كما يبدو، لن يكون هناك مفر من استخدام الفيتو الأميركي ضد انضمام فلسطين، وهذا سيئ جدا. لأن الفيتو لا يأتي «ببلاش» وإسرائيل ستدفع ثمنه باهظا للولايات المتحدة.

 

وقال مسؤول سياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، إن الروح القتالية التي تجلت في شهر سبتمبر (أيلول) ضد المشروع الفلسطيني قد خفت كثيرا. وهناك دول كثيرة، كانت تنوي الامتناع عن التصويت أو التصويت ضد الفلسطينيين، تنوي التراجع. وستصوت مع الفلسطينيين، مما يعني أن اقتراحهم سيحظى بأكثرية ولن يلغيه سوى الفيتو الأميركي. وهذا ما حاولت كل من إسرائيل والولايات المتحدة تفاديه، لما ستكون له من تبعات على سمعة الولايات في العالم العربي، خصوصا في هذه الفترة المسماة «الربيع العربي».

 

وأعرب هذا المسؤول عن تقديراته بأن تفشل مهمة إسرائيل والولايات المتحدة في هذه المهمة «إذا لم تندلع معركة مواجهة مباشرة مع الدول المتمردة».

 

وكان رئيس السلطة، محمود عباس، قد سلم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، طلبا رسميا في سبتمبر بقبول السلطة الفلسطينية عضوا كاملا في الأمم المتحدة. والمفترض أن يبحث الطلب في نهاية الأسبوع الحالي.

 

وقد مارست إسرائيل والولايات المتحدة ضغوطا شديدة على 15 عضوا في مجلس الأمن، بهذا الخصوص، حتى لا تستخدم واشنطن سلاح الفيتو، لأنها «لا تريد أن يسجل مثل هذا الفيتو عليها، أمام التغيرات في العالم العربي». وكان يكفي تجنيد سبع دول في مجلس الأمن ضد المشروع الفلسطيني، حتى يسقط ولا يبحث بتاتا، وهذا ما يعفي الولايات من استخدام الفيتو، ولكن فرنسا فاجأت بقرارها الامتناع عن التصويت.

 

وقالت المصادر الإسرائيلية إن الخوف حاليا من أن يكون النجاح الفلسطيني جارفا أكثر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خصوصا بعد قبول فلسطين عضوا كاملا في اليونيسكو. وأكدت أن الأمر يتطلب خطة إسرائيلية جديدة لمواجهة «الأخطار». وأن «هناك ضرورة في وضع سلسلة إجراءات عقابية قاسية للسلطة الفلسطينية، يتم إطلاع العالم عليها سلفا، حتى لا يقولوا لإسرائيل فيما بعد إنها فاجأتهم».

 

وإزاء هذا النشر، خرج رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، بتصريحات انتقادية حادة ضد نتنياهو وسياسته. فقال خلال محاضرة له في الكلية الأكاديمية تل أبيب يافا، إن هذه الحكومة تصب جل جهودها لمعارك سلبية مع الفلسطينيين، بدلا من أن تسعى لاستئناف المفاوضات.

 

 وتساءل: «لماذا هذا الجهد في إسرائيل لمحاربة المشروع الفلسطيني، في الوقت الذي لا تزال هناك حاجة ماسة لتبريد الأحداث الساخنة». وقال إن حكومة نتنياهو ضيعت وتضيع فرصة تاريخية لتحقيق السلام مع الفلسطينيين وتقود إسرائيل إلى عزلة غير مسبوقة في تاريخها، لأنها لا تجرؤ على اتخاذ قرارات مبدئية باتجاه السلام.

 

وقال أولمرت، إنه ومن خلال معرفته الشخصية وتقارير أجهزة الأمن على اختلافها، فإنه يرى في الرئيس عباس ورئيس حكومته سلام فياض ثنائيا مذهلا في حكمته وصدقه في السعي وراء السلام. وأضاف: «إنهما يبنيان وينشطان ويحاربان الإرهاب، ويؤكدان للجميع أنهما يريدان تحقيق السلام مع إسرائيل بنيات طيبة وإخلاص، وأنا لا أفهم ما نريد منهما أكثر من ذلك. أنا لا أفهم أيضا لماذا تقاطع حكومتنا قيادة فلسطينية كهذه، ولا تبادر إلى شيء معها ينقذ أولادنا وأولادهم من بؤس الحرب وويلاتها».

 

واعتبر أولمرت المفاوضات التي أجراها مع الرئيس عباس سنة 2008 «جميلة وناجحة»، ولكنه قال إنها لم تصل إلى نهاية سعيدة. وقال إنه شخصيا يأسف على عدم انتهائها بتوقيع في الأحرف الأولى.

 

ورفض أولمرت الدخول في أسباب الفشل في التوصل إلى توقيع، علما بأنه كان قال في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، إن عباس ذهب ولم يعد، بينما الفلسطينيون يقولون إنهم وهم يبحثون في اقتراحات أولمرت لكي يصادقوا عليها أو لا يصادقوا، فوجئوا بأولمرت يشن الحرب على قطاع غزة. ولذلك يحملونه مسؤولية الفشل في التوقيع عليها. وقال أولمرت: «فشلها يعتبر مأساة في تاريخ شعبينا».