خبر « الزنانة »... موتٌ يحوم في سماء غزة

الساعة 06:42 ص|05 نوفمبر 2011

 "الزنانة"... موتٌ يحوم في سماء غزة

فلسطين اليوم- أ. ف. ب

 يراقب الطفل شادي بعينيه طائرة استطلاع إسرائيلية يملأ صوتها سماء المدينة ويعبر بتهكم عن خوفه من صواريخها المفاجئة، قائلا "الزنانة شغلها الشاغل الضجيج والتشويش".

ويسمي الغزيون طائرات الاستطلاع هذه دون طيار "الزنانة" بسبب صوتها الصاخب. وهي تحلق على ارتفاع منخفض في أجواء القطاع خصوصاً في الأسبوع الأخير ويمكن رؤيتها بالعين لاسيما في المناطق المفتوحة.

ويتساءل شادي العمارين (12 عاما) وهو من سكان حي الزيتون شرق المدينة "هل في إسرائيل زنانة فوق رؤوس أولادهم"، مضيفاً بغضب إن "زناناتهم تحرمنا النوم".

وفي أذهان الغزيين، ترتبط طائرات الاستطلاع هذه وهي بدون طيار، باغتيال عشرات القادة والنشطاء الذين سقطوا بصواريخها. ويبدو أن استمرار تحليقها يزيد التوتر و"يعمق الصدمات النفسية" خصوصا للأطفال، حسب أخصائي في الطب النفسي.

ويقول سمير زقوت لوكالة "فرانس برس": إن هذه الطائرة تمثل "رمزاً للقتل والتدمير"، لذلك يسبب "ضجيجها صدمات نفسية قاسية خصوصا لدى الأطفال، من اضطراب وفزع بالليل وزيادة التبول اللاإرادي وعنف زائد".

ويعاني أكثر من 70% من أطفال غزة من "تأثير سلبي" بسبب الزنانة والقصف، حسب زقوت.

ويرى زقوت "أن تحليق الزنانة في الأجواء يجعل الطفل في حالة "توتر شديد تجعله يتوقع قصفا وقتلا وهذا الانتظار أصعب من الموت. فالعقل يبقى في حالة غليان دائم هكذا يريد الاسرائيليون"، على قول الخبير نفسه الذي قال: "هذه جرائم".

وتقول ابتسام أبو سيف (40 عاما) وهي ربة أسرة "حسبي الله على الزنانة، ترعب الكبار وأولادي الصغار لا ينامون في غرفتهم وحدهم ولا نهنأ بمشاهدة التلفزيون لتشويشها".

ويبدو أن الطفل احمد (تسعة اعوام) غير مقتنع بأن الزنانة تحلق في الجو، بل يرى انها "داخل بيته".

أما سائق سيارة الأجرة زياد الغريب (26 عاما) فيشبه هذه الطائرات "بالدبور المزعج".

ويعتقد الشاب وهو يمعن النظر في السماء لرؤية الزنانة أن إسرائيل "تريد أن نعيش بأجواء حرب دائمة بدلاً من الفرح بعيد الأضحى".

ويطلق بعض الشباب نكات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي وبواسطة رسائل قصيرة على الهواتف المحمولة، ويقول مصطفى وهو بائع في محل للحلويات بغزة إن الزنانة "استأجرت مساحة من سماء غزة وحولتها إلى منجرة"، في إشارة إلى أجهزة صناعة الأخشاب ذات الأصوات الصاخبة.

وبسخرية تضيف مادلين وهي تلميذة في الصف العاشر إن الزنانة استأجرت طريق غزة الجوي للعمل كسيارة أجرة "عمومي".

ولا تؤمن ابتسام ابو سيف بأن التهدئة حقيقية "طالما الزنانة ضيف حاضر"، وتقول إن "نوايا إسرائيل غير مطمئنة".

ولم تمنع التهدئة بين الفصائل في غزة واسرائيل "الزنانة" من مواصلة نشاطها بكثافة لرصد تحركات المقاومين، لكنها تختفي فجأة.

ويتخذ المقاومون احتياطات أمنية عديدة لتلاشي ضربات جوية إسرائيلية.

ووجهت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي نداء لعناصرها ان "اختفاء الزنانة مصيدة". وتتابع الرسالة "الانتباه الانتباه الزنانة في الأجواء ..عليكم اخذ الحيطة والحذر".

ويقول احمد الخطيب صاحب محل صيانة هواتف خليوية بسخرية: "الزنانة تزعج الناس وتحرمنا النوم ولكنها عمياء لا ترى صواريخ المقاومة".

ويعتبر الحقوقي مصطفى ابراهيم تحليق الزنانة "انتهاكا لأبسط حقوق الإنسان".

وفي إشارة رمزية للاحتجاج على الزنانة قام عشرات الشبان بكتابة "ارحلي" باللغة الانكليزية بقطع خشب صغيرة على ارض ساحة "الكتيبة" المزروعة بعشب النجيل غرب غزة.