خبر فلسطين في مجلس الأمن: وداعاً للأصوات التسعة

الساعة 06:36 ص|05 نوفمبر 2011

فلسطين في مجلس الأمن: وداعاً للأصوات التسعة

فلسطين اليوم-الأخبار اللبنانية- محمد دلبح

مؤشّرات الفشل المنطقي للطلب الفلسطيني نيل عضوية كاملة في الأمم المتحدة تزداد، ولم تعد محصورة بالفيتو الأميركي المحتّم، إذ إنّ نيل الطلب 9 أصوات من أصل 15 أصبح احتمالاً صعب المنال.

ومع اقتراب موعد التصويت المرتقَب في الحادي عشر من الشهر الجاري على الاعتراف بدولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، يرتفع عدد الدول التي حسمت موقفها من التصويت، لتصبح الصورة أكثر سوداوية من الجهة الفلسطينية، مع حديث عن احتمال عدم اضطرار الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض (الفيتو) الخاص بها ضدّ الحقّ الفلسطيني، بما أنّه بات صعباً تأمين الأصوات التسعة المطلوبة. آخر الدول التي حسمت قرارها بالامتناع عن التصويت لصالح الدولة الفلسطينية، بعد البوسنة وكولومبيا، كانتا فرنسا وبريطانيا، وإن كانت باريس قد انفردت حتى اللحظة بالاعلان عن قرارها رسمياً، إلا أن شبكة «سي أن أن» الأميركية نقلت عن مسؤول قوله إن بريطانيا ستمتنع عن التصويت. وكانت تقارير أخرى، لم يجر تكذيبها، قد أكدت أن كولومبيا والبوسنة ستحذوان حذو باريس ولندن، ما يهدد بعدم حصول الفلسطينيين على 9 أصوات ضرورية من أصل 15 للحصول على تأييد المجلس. ومع تراجع الأمل بالحصول على اعتراف بفلسطين من مجلس الأمن، بدأ يدور في أروقة الأمم المتحدة الحديث عن احتمال التوصل الى توافق حول رفع مستوى التمثيل الفلسطيني إلى مستوى مراقب في الجمعية العامة. وحاولت فرنسا تبرير قرارها بالامتناع عن التصويت بالتذكير بأن «الطلب الفلسطيني لن يجد أي فرصة بالوصول إلى مجلس الأمن نتيجة المعارضة التي أعلنتها الولايات المتحدة بشكل خاص». لذلك، خلص بيان وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن «الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة لن يجد أي خيار سوى الامتناع عن التصويت». وأشار البيان إلى أن باريس تجدّد اقتراحها الداعي إلى إعطاء فلسطين صفة دولة مراقبة غير عضو من خلال قرار يصدر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ليكون خطوة إضافية باتجاه انضمامها إلى المنظمة الدولية. وفي ما يشبه جائزة الترضية، تعهدت وزارة الخارجية الفرنسية بأنها «ستستمر بالالتزام مع السلطة الفلسطينية لبناء القواعد الاقتصادية والمؤسساتية لدولة فلسطين المستقبلية». وفي السياق، رجّحت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أن تصدر الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن تقريراً بحلول يوم الثلاثاء المقبل حول الطلب الفلسطيني. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فإنّ المسعى الفلسطيني اقترب مجدداً من الرفض في مجلس الأمن. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين تأكيدهم أنّ لجنة العضوية في مجلس الأمن اجتمعت خصوصاً مع الدول الأعضاء من أجل طرح مواقفهم الفردية بشأن الطلب الفلسطيني، مشيرين إلى أن المؤشرات تدل على أن المجموعة لن تكون قادرة على التوصل إلى إجماع في هذا الصدد. ولفت الدبلوماسيون إلى أنه يُرجح أن يكون التقرير «جافّاً»، وقد يكون الفلسطينيون غير قادرين على حشد الأصوات التسعة اللازمة للموافقة على قرار العضوية، «وهو ما من شأنه أن يجعل الولايات المتحدة تتجنب استخدام الفيتو».

وأوضحت الصحيفة أنه في حالة فشل طلب العضوية في مجلس الأمن، يُتوقع إحالة الموضوع إلى الجمعية العامة لبتّه. ولا يمتلك أي من أعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم 193 حق نقض المبادرة، لكن ستكون المنظمة الدولية فقط قادرة على منح صفة مراقب للفلسطينيين، وهو ما يشبه الوضع الحالي لدولة الفاتيكان.