خبر أيها المجانين انزلوا عن السطح- هآرتس

الساعة 10:40 ص|04 نوفمبر 2011

أيها المجانين انزلوا عن السطح- هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

حتى افيغدور ليبرمان، الذي ذات مرة اقترح قصف سد أسوان والان يقترح شن حرب على غزة لتصفية حماس نهائيا، ادعى هذا الاسبوع في برنامج "كله حكي" باننا نتحدث اكثر مما ينبغي في الموضوع الايراني. بل انه اقتبس قولا شهيرا فقال: "اذا كنت تريد أن تطلق النار فاطلق، ولا تتحدث". ليبرمان، الأكثر المتطرف بين المتطرفين، الذي لم يكشف النقاب اذا كانت مع أو ضد الهجوم على ايران، على علم بالجنون الذي في تهديداتنا بمهاجمتها.

من كان يصدق بانه منذ وقت قصير مضى كانت الرقابة تمنع كل نشر يتعلق بالموضوع النووي. وفي اقصى الاحوال طولبنا بان نذكر ثلاث كلمات "حسب مصادر أجنبية". وكأن من يكن شيئا ضدنا في هذا المجال لا يعرف عن نفسه ما نعرفه نحن.

عندما تسمح الرقابة بما كان محظورا فقط قبل وقت قليل مضى، فلعل هذا ليس صدفة: إما ان يكون هذا معد لاعداد الرأي العام بان الاسوأ والاكثر اخافة من شأنه أن يقع أم للضغط على الولايات المتحدة بان تعمل هي نفسها ضد ايران، أم للتبرير لماذا نحن نتلبث في التنازلات للسلطة. نتنياهو وباراك يتبنيان نصيحة ميكافيلي تجاه ايران: "اختر لك عدوا وغذي عداءك له".

الفرق بين الوضع الان وبين الوضع في حرب لبنان الاولى، التي كان يفترض أن تستغرق 48 ساعة واستغرقت 18 سنة، كان أن مناحيم بيغن (الذي فهمه في المواضيع الامنية في السؤال للجنود في الجبهة: "هل كانت لديهم أجهزة اطلاق نار؟") وثق بعينين مغمضتين بوزير الدفاع شارون ورئيس الاركان رفول. ذات الرجلين اللذين كسراه بعد طريق من المعاناة النفسية والجسدية.

الان الثنائي بيبي وباراك هو الذي يهدد بقيادة الحرب التالية اذا ما وقعت لا سمح الله، خلافا لتوصية القيادة العسكرية والامنية. الانطباع هو أن باراك ونتنياهو لا ينجحان في تقديم التنازلات اللازمة لتسوية سياسية مع الفلسطينيين، وقررا اخافة الشعب والعالم بالتهديد النووي الايراني وبالحاجة الى القضاء عليه.

السلاح النووي الذي حسب مصادر أجنبية يوجد لدى اسرائيل، يسمى سلاح يوم الدين – أي، معد لحالة خطر متطرفة على وجود اسرائيل. امكانية استخدامه طرحتها مرة واحدة غولدا مائير في بداية حرب الغفران عندما تحدث موشيه ديان باننا على شفا خراب البيت الثالث. هذه الامكانية لم تطرح على جدول الاعمال بشكل حقيقي. عندما سقطت هنا صواريخ سكاد العراقية، عقب حرب الخليج وكانتقام على تصفية المفاعل النووي اوزوريك من قبل سلاح الجو وبأمر من مناحيم بيغن، انكشف جمهور فازع فر كل يوم بعشرات الافه من تل أبيب.

في اثناء الحرب التقينا عدة محللين في حديث مع رئيس الاركان دان شمرون. وفجأة وقعت صافرة. رئيس الاركان نزل فورا الى قبو القيادة، وعندما بدأنا بالخروج، همس أحد المحللين، من الشعبيين جدا اليوم في التلفزيون فقال: "اخشى ان هذا لن ينتهي بدون نووي". وقد انتهى هذا بدون نووي وفقط مع قتيل واحد في تل أبيب. صدام حسين ايضا انتهى في مرحلة لاحقة جدا على ايدي الامريكيين.

عندما شغل شارون منصب وزير البنى التحتية في حكومة بيبي الاولى كشف لي النقاب في حديث شخصي عن أن بيب اهتم في ذاك اليوم في الموضوع النووي. "لن تصدق"، قال شارون، "رفول (في حينه وزير الزراعة) وأنا، الشيخين، ذهبنا الى بيبي وحذرناه من أن هذا ليس موضوع للانشغال به، خشية أن يتحطم الصمت عن وجوده ويأخذوه منا". رد بيبي كان حسب شارون: "فقط أردت ان أعرف".

فؤاد بن اليعيزر يقول انه يتصبب عرقا في الليالي. كما ان ايلي يشاي قال مؤخرا انه يصعب عليه النوم حين يعرف ماذا يحصل. يشاي كان حاضرا في لقاءات بيبي وباراك (على انفراد) مع الحاخام عوفاديا. خسارة أن الحاخام لم يصفعهما عدة صفعات رنانة كعادته بعد أن سمع ما على لسانهما.

عندما نسمع أن بيبي يحاول تجنيد أغلبية في الثمانية لمهاجمة منشآت نووية في ايران، فهذه ليست فقط فضيحة كما صرح دان مريدور بل خيال مغرق. هناك حاجة لانعدام مسؤولية فتاكة لوضع مليون ونصف من السكان تحت النار من ايران، من حزب الله، من حماس وربما حتى من السلطة. وكل هذا في ضوء معارضة وشك هيئة الاركان، وقائد سلاح الجو ومحافل استخبارات.

حتى لو كان التهديد بقصف ايران يرمي الى الضغط على الامريكيين للعمل فان هذا هو المكان لتكرار القول الوزاري الذي صدر ذات مرة: ايها المجانين انزلوا عن السطح.