خبر تقديرات أجنبية في نقاش الشأن الايراني- هآرتس

الساعة 09:14 ص|03 نوفمبر 2011

تقديرات أجنبية في نقاش الشأن الايراني- هآرتس

بقلم: آري شبيط

(المضمون: السؤال الملح الذي يجب ان يوجه لبنيامين نتنياهو ولاهود باراك في استعدادهما لمواجهة ايران الذرية هو هل أعدا الظروف المناسبة سياسيا وعسكريا وأمنيا لاحتمال توجيه ضربة الى ايران - المصدر).

        ان القرار في الشأن الايراني هو قرار جيلنا. لم يكن قرار أصعب منه ولم يكن قرار أهم منه منذ كان قرار ديمونا. اذا عملت اسرائيل في ايران قبل الأوان فان التأثيرات قد تكون حاسمة. فستكون حرب أبدية مع ايران، وحرب فورية مع حماس وحزب الله وعشرات آلاف الصواريخ على عشرات المدن في اسرائيل.

        واذا تأخرت اسرائيل عن العمل في ايران فان التأثيرات قد تكون وجودية. فان قنبلة ذرية في أيدي مسلمين متطرفين قد تُغير حياتنا من الأساس وقد تُقصر مدة حياتنا. لهذا يجب ان يُتخذ القرار في الشأن الايراني برأي بريء وفي اتزان. لا يجوز أن يختلط بمصالح شخصية، وتقديرات اجنبية وغرائز طاغية. يجب على حكومة اسرائيل ان تتخذ القرار في مصير اسرائيل بنقاش عميق ومسار منظم ومجال معقم.

        أنظروا حولكم: النقاش ليس عميقا، والاجراء غير مغلق والمجال غير معقم. يوجد تسرب خطير لمواد مشعة خطرة الى الميدان العام. فمن جهة ليس رئيس الحكومة ووزير الدفاع صريحين مع الأمة. ومن جهة اخرى تستعمل مجموعة من كبار رجال الامن مجموعة من كبار وسائل الاعلام للتشهير برئيس الحكومة ووزير الدفاع.

        وفي خلال ذلك تنشر بابراز أنباء معروفة، وأنباء مبكرة وأنباء مبالغ فيها. وفي خلال ذلك تُسمع تحذيرات تبسيطية أحادية الجانب ولا يوجد نقاش في المجموع، ولا يوجد فهم للتعقيد. حدث ضرر حقيقي بالامن القومي. وجرى عمل تخريبي على الاستراتيجية القومية. ان اسرائيل تُدفع الى جنون اجهزة. وفي اسرائيل ينتشر تلوث ذري.

        يعارض دان مريدور وبني بيغن، وهما شخصان حكيمان ومستقيمان، هجوما فوريا على ايران، وكلاهما يعتقد أن ما حدث هنا في هذا الاسبوع شديد الخطر. وكلاهما لا يتذكر أنه تم في اسرائيل قط عمل مُشاع الى هذا الحد في مجال حساس الى هذا الحد. لو أن معايير هذا الاسبوع كانت معايير الثمانينيات لامتلك صدام حسين قنبلة ذرية. ولو ان معايير هذا الاسبوع كانت معايير الستينيات لما وجدت ديمونا.

        لا يمكن تدبير أمور دولة والابقاء على دولة باشاعة الامور. اذا كانت اسرائيل راغبة في الحياة فلا يجوز لها ان تخلط بين حق الجمهور في المعرفة وبين حق ايران في المعرفة. لا يمكن اتخاذ قرار الجيل كما يحب الجيل اتخاذ القرارات، أي بارسال رسالات قصيرة الى برنامج "البقاء".

        ان النقاش العام الذي يصح اجراؤه في شأن ايران هو نقاش مختلف.

        من المعلوم منذ عقد أننا نواجه أجلا مسمى ايرانيا. ويؤخر الأجل المسمى مرة بعد اخرى، لكنه نافذ وقريب. فاذا لم تقع معجزة دولية أو معجزة ايرانية داخلية، فسنبلغ المفترق.

        حينما نقف على المفترق سيواجهنا امكانان. إما المنع وإما الردع. إما الخروج لهجوم عسكري وإما الخروج من المواجهة الذرية. وسواء كان هذا أم ذاك، فسيحدث ضجيج ضخم في الشرق الاوسط، وسواء كان هذا أم ذاك، فسيحدث ضجيج ضخم في دولة اسرائيل. فما كان لن يكون. وسينشأ فضاء جديد.

        وهكذا فان النقاش الذي يجد اجراؤه الآن ليس في أنه هل نرسل الطائرات قبل ان تتلبد السماء بالغيوم. ان النقاش الذي يجب اجراؤه هو: هل نشرت حكومة اسرائيل فوق دولة اسرائيل قبة حديدية سياسية تحميها في اللحظة المناسبة. وهل عدّلت حدة الصراع وضاءلت الاحتلال وجعلت الحدود مستقرة؟ وهل اكتسبت قلب العالم؟ وهل وحدت الشعب؟ وهل أعدت أنظمة الجبهة الداخلية؟ وهل أعدت اسرائيل لتحدٍ لم يكن له مثيل منذ تحدي 1948؟.

        ليس بنيامين نتنياهو واهود باراك توأمين هاذيين مشعلين للحرب في الغرف المغلقة. قد يكونان مخطئين لكنهما ليسا قليلي الفطنة. انهما يُدبران المعركة مع ايران بتفكير عميق. وهكذا فان السؤال الحقيقي الذي ينبغي ان يوجه الى الاثنين ليس هو هل يسارعان الى انتاج وضع استراتيجي جديد هنا، بل السؤال هل أعدا اسرائيل كما ينبغي للوضع الاستراتيجي الجديد. ويمكن الحديث في هذا، ويجب الحديث في هذا. وتجب المسارعة والعمل في هذا الشأن المصيري.