خبر باحثة:المناكفات الإعلامية الحزبية تؤثر سلباً على وحدة الهدف الفلسطيني

الساعة 08:01 ص|03 نوفمبر 2011

باحثة:المناكفات الإعلامية الحزبية تؤثر سلباً على وحدة الهدف الفلسطيني

فلسطين اليوم- غزة

أكدت رسالة ماجستير نوقشت في جامعة الأزهر في قطاع غزة، حول "الإعلام الحزبي الفلسطيني وأثره على المشروع الوطني الفلسطيني" للباحثة أسماء سلطان، أن الإعلام الحزبي التفت للصراعات الحزبية والمشاكل الداخلية أكثر من غيرها وتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل سطحي.

 

وأوضحت الدراسة، أن 82.33% من النخبة الفلسطينية عينة الدراسة، يؤكدون على إتباع الإعلام الحزبي لإستراتيجية إعلامية تخدم الحزب أولاً، وأن 80.83% منهم يؤكدون على تركيز الإعلام الحزبي على القضايا الحزبية غير الجوهرية على حساب القضايا الأساسية للشعب الفلسطيني، وذلك لعدم ربط المادة الإعلامية في وسائل الإعلام الحزبي بالواقع الفلسطيني، وعدم كفايتها من المعلومات حول القضايا الأساسية والتي تشمل قضايا القدس واللاجئين وحق العودة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً  القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني.

 

وخلصت الدراسة، إلى  أن 85.17% من النخبة الفلسطينية عينة الدراسة، يرون أن الانتماء الحزبي للوسيلة الإعلامية أثر علي سياستها الإعلامية، وأن الخلافات السياسية بين الأحزاب الفلسطينية تنعكس علي الرسالة الإعلامية بنسبة 80.33%.

 

وأثبتت الدراسة، أن الإعلام الحزبي الفلسطيني، خدم المصالح الإسرائيلية وخاصة خلال فترة الانقسام، وذلك من وجهة نظر النخبة الفلسطينية عينة الدراسة، بوزن نسبي قدره 74.50%، وإنه إعلام يدمر المجتمع ويفتته ويقسمه بنسبة 72.17%.

 

وعقبت الباحثة على هذه النتيجة، حيث تعتقد أن الإعلام الحزبي الفلسطيني ليس خللا في العملية الإعلامية، بل الخلل في حرفه عن وظيفته الأولى المتمثلة في دور الرقيب والكاشف على تصرفات الحكومة، ومقاومة المحتل الإسرائيلي، مؤكدة أن الإعلام الحزبي لعب في الماضي أدوار إيجابية وهامة لخدمة القضية الفلسطينية فيما يتصل بالصراع الإسرائيلي وتعزيز الهوية الفلسطينية، ولكنه انحدر في الوقت الراهن إلى مستويات متدنية، حيث كان أحد أدوات طرفي الاقتتال الفلسطيني، ملحقاً أضراراً كثيرة بفكرة النضال ومقاومة المحتل على كل المستويات فلسطينياً وعربياً ودولياً.

 

واشتملت الدراسة، على ستة فصول موزعة على قسمين الإطار النظري وتتضمن أربعة فصول احتوت على مفهوم الإعلام الحزبي وأهميته ووظائفه وخصائصه، ودوره في توجيه الرأي العام الفلسطيني  والتنمية السياسية، بالإضافة إلى  نشأة وتطور الإعلام الحزبي الفلسطيني، متطرقة إلى الإعلام الحزبي الفلسطيني في الإطار القانوني.

 

وتناولت الدراسة، مفهوم المشروع الوطني وبدايات التأسيس، ومراحل تطوره، مشيرة إلى تداعيات الإعلام الحزبي على المشروع الوطني، وخاصة فترة الأزمة السياسية الفلسطينية، حيث تطرقت إلى موضوعات الإعلام الحزبي والانتخابات التشريعية، والإعلام الحزبي وأحداث حزيران 2007، بالإضافة إلى الإعلام الحزبي الفلسطيني بعد الانقسام السياسي.

 

كما احتوت الدراسة، على دور الإعلام الحزبي في دعم المشروع الوطني، متطرقة إلى الإعلام الحزبي الفلسطيني وصنع القرار السياسي، والإعلام الحزبي وزعزعة الجبهة الداخلية، بالإضافة إلى  الإعلام الحزبي الفلسطيني والتحدي للهجمة الإعلامية الإسرائيلية.

 

أما القسم الثاني من الدراسة فقد اشتمل على الجانب العملي، وأفردت الطالبة له فصلين الفصل الخامس  وتناول توصيفا شاملا لإجراءات الدراسة  الميدانية التي قامت بها الباحثة لتحقيق أهداف الدراسة وتضمن تحديد المنهج المتتبع في الدراسة، وبناء وتصميم الأداة، ومجتمع وعينة الدراسة والمعالجة الإحصائية المستخدمة في تحليل النتائج.

 

وأوصت الدراسة، بضرورة التركيز علي تبني خطاب إعلامي حزبي مسئول يتحلي بروح الحوار والتعددية والوطنية ويعمل علي إنهاء الانقسام الفلسطيني وعودة الوحدة الوطنية من خلال خطة إعلامية وطنية موحدة .

 

كما أوصت الدراسة، بضرورة العمل علي تجاوز القضايا الإعلامية الداخلية الحزبية والتركيز علي بناء النظام فلسطيني إعلامي قادر علي الاستجابة لمتطلبات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والعمل علي فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي علي كافة الصعيد واطلاع العالم عليها  ونقل معاناة الشعب الفلسطيني بكل أشكالها علي العالم الخارجي.

 

وأكدت الدراسة، على أهمية الانتقال بالإعلام الحزبي الفلسطيني من مستوي المحلية إلي واقع العالمية، من خلال إنشاء قنوات إعلامية تُبث باللغة الانجليزية للخارج، من اجل دعم القضية الفلسطينية والتأكيد علي القضايا الأساسية للشعب الفلسطيني.

 

وأشارت الدراسة، إلى أهمية العمل علي وضع الجهة الحكومية المسؤولة عن الإعلام الحزبي الفلسطيني، في مواجهة ما ينشر من القيادات الحزبية، والقائمين علي وسائل الإعلام الحزبي، بالإضافة إلى ضرورة مراعاة القائمين على وسائل الإعلام الحزبية خصوصية المجتمع الفلسطيني وعدم القفز فوق حقائق الواقع عند بث الرسالة الإعلامية، والعمل على تذويب أي خلاف وصهر كل الطاقات في خدمة القضية الفلسطينية من اجل انجاز المشروع الوطني الفلسطيني.