خبر ضعف الإقبال على شراء أضاحي العيد في غزة

الساعة 07:17 ص|03 نوفمبر 2011

ضعف الإقبال على شراء أضاحي العيد في غزة

فلسطين اليوم-غزة

يضطر السائقون الذين يتحركون على شارع صلاح الدين، الذي يربط شمال القطاع بجنوبه لإبطاء السرعة إلى حد كبير عند الاقتراب من الطرف الجنوبي من مدينة دير البلح، وسط القطاع، حيث يقطع المارة والمواشي الشارع طوال الوقت في طريقهم جميعا إلى سوق الماشية الشعبية الذي ينتظم طوال الأيام التي تسبق عيد الأضحى، في المنطقة التي كانت تضم مستوطنة كفار دروم، ودمرت خلال تطبيق خطة فك الارتباط في أغسطس (آب) 2005.

ونظرا للعدد الكبير من التجار والمزارعين الذين يأتون للسوق لبيع ما لديهم من مواشي، فإن السوق تمتد حتى تقترب من شارع صلاح الدين نفسه، مما يعوق حركة السير، ويجعل الكثير من السائقين يختارون التحرك عبر شوارع التفافية. غير أن الجلبة الكبيرة والغبار الذي ينبعث في كل مكان في الأفق بسبب تحرك المواشي فوق الأرض الترابية، لا يعكسان قوة الحركة الشرائية داخل السوق. فنسبة كبيرة من الموجودين في السوق من التجار والمزارعين الذين جاءوا لبيع مواشيهم ودوابهم.

 

وعلى الرغم من أن أسعار الأضاحي هذا العام معتدلة، إذ يبلغ متوسط سعر الخروف 250 دينارا أردنيا، فإن الإقبال على الشراء في السوق منخفض بشكل واضح، لدرجة أن الكثير من التجار باتوا يتنافسون فيما بينهم على كل من يقصد السوق للشراء. فقد طلب سلمان عودة، أحد تجار الماشية، نقل المواشي التي بحوزته صوب الجهة الشمالية من السوق، بعد أن شاهد هذا الكهل أن النسبة الأكبر من الذين يفدون لشراء الأضاحي تأتي من هذه الجهة، وهو بالتالي معني بأن تكون ماشيته أول ما يراه الزبائن عند قدومهم إلى السوق.

 

ولم يتمكن سلمان الذي قدم إلى السوق في الساعة السادسة صباحا ومعه 30 رأسا من الماشية، من بيع سوى سبعة خراف، مع حلول الساعة الرابعة أي بعد عشر ساعات على وجوده في السوق. ورغم أن هذه النسبة ضئيلة فإن سلمان يعتبر محظوظا مقارنة بغيره من التجار، الذين لم يتمكن الكثير منهم من بيع أي من الماشية التي بحوزتهم.

 

ويقضي المشتري ساعات طوال يتجول في السوق ويتنقل من بائع إلى آخر بحثا عن أرخص الأسعار وأنسبها إلى ميزانيته. فقد ظل أسامة، الذي يعمل مدرسا في إحدى مدارس وكالة غوث اللاجئين «الأونروا» في المنطقة الوسطى في القطاع، وعلى مدى ثلاث ساعات ينتقل من تاجر إلى آخر عساه يجد أضحية بسعر يراه معقولا، وفي النهاية لم تذهب جهوده هدرا ولم يعد إلى منزله حيث ينتظره الأطفال خالي الوفاض، إذ عثر على خروف بسعر 220 دينارا. ويقول أسامة إنه على الرغم من أنه يتقاضى راتبا شهريا بانتظام، فإنه يتدبر شؤونه بحذر شديد بسبب كثرة الالتزامات التي على كاهله.

 

ويلاحظ من يتجول في سوق الماشية أن الكثير من الذين يقصدون السوق يعودون دون أن يتمكنوا من شراء الماشية. وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط» إنه جاء لشراء أضحية لا يتجاوز سعرها 180 دينارا، لكنه خاب أمله في العثور على مثل هذه الأضحية.

 

ومما يزيد الأمور تعقيدا حقيقة أن كلا من حكومتي غزة ورام الله لا تقوم بدفع الرواتب للموظفين بانتظام، ولكن إذا ما وفت الحكومتان بدفع الرواتب قبل حلول العيد، فإن هذا سيكون راتب شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وليس راتب شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال أحد المدرسين في إحدى المدارس الحكومية في مخيم المغازي وسط القطاع، لـ«الشرق الأوسط» إنه لأول مرة منذ أن تزوج قبل 22 عاما لن يتمكن من شراء الأضحية لأن ما سيحصل عليه من راتب سيستخدمه في تسديد ما عليه من ديون. ويأمل الكثيرون ممن لم يتمكنوا من شراء الأضاحي أن يحصلوا على بعض اللحوم من الجمعيات الخيرية التي تقوم بتوزيع اللحوم كل عام على الفقراء والمعوزين.