خبر صفقة التبادل جمعت عائلة العيساوي للمرة الأولى منذ 24 عاماً

الساعة 01:27 م|02 نوفمبر 2011

صفقة التبادل جمعت عائلة العيساوي للمرة الأولى منذ 24 عاماً

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

منذ العام 1987 بدأ أبناء الحاجة أم رأفت العيساوي ب" التسرب" من بين أيديها... فكان اعتقال "رأفت ومدحت" مرة واحدة وأعمارهم لم تتجاوز ال14 و 13، ومنذ ذلك الحين وحتى "إتمام صفقة التبادل" مع الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط لم تجتمع العائلة في عيد واحد....

كان اعتقال رأفت ومدحت، وبعد الإفراج عنهم اعتقل فراس ليلحق به سامر وشادي، وفادي، وبين اعتقال احدهم وخروج الأخر عاشت العائلة 24 سنه كاملة كانت أقساها استشهاد فادي والحكم على "سامر " 30 عاما، بعد قضائه 4 سنوات من قبلها.

تقول أم رأفت العيساوي:" كان ابني سامر آخر من تبقى منهم في السجن و لم أتوقع أن يخرج يوما، كنت دائمة التفكير فيه و مستقبلة، وهل سأكون على قيد الحياة بعد الإفراج عنه بعد كل هذه السنوات، حتى الآن لا أصدق انه بيننا وأن أبنائي الخمسة في بيتنا معا".

وكما فرحتها، كانت تحضيراتها للعيد الذي ستقضيه معهم:" لم يمض علينا عيد منذ 87 وكانوا مجتمعين في البيت، أو على الأقل نصفهم، في معظم الأوقات أكون أنا وبناتي فقط، وفي السنة الماضية كان الجميع في السجن وابنتي شيرين أيضا".

وتخطط أم رأفت للعيد القادم إليها بعد غياب طويل بكثير من الفرح:" سأعد كل الحلويات وأدعو الأهل والأقارب جميعا لينضموا إلينا و سنضحي الذبائح و نوزع الحلوى".

ورغم استشهاد "فادي" الا انه الوالدة تشعر بالراحة الآن بعد خروج سامر و لمة جميع أبنائها:" ما كان يزيد حزني على فادي عدم وجود أشقائه معنا، كنت أخاف عليهم أكثر من حزني على فقدانه، فهو عند ربه و هم عند الاحتلال.

وتستذكر أم رأفت تاريخ كلا منهم في المعتقلات:" رأفت وعمره 38 عاما، و قضى في السجن ما مجموعة 7، و مدحت 37 عاما و اعتقل 19 عاما، و فراس 36 و قضى خمس سنوات، سامر 14 عاما، و شادي الأصغر فيهم و قضى من عمره في السجون 13 عاما".

وتستذكر أيضا أم رأفت كيف كانت تقضي يومها في العيد:" عيد الفطر كان الأصعب لان فادي استشهد في رمضان، فكان مناسبة لبدء الحزن من جديد، أما الأضحى فكنا نقضيه في الزيارة في المعتقلات، بدون أي احتفالات أو مظاهر للفرح".

وتتابع أم رأفت:" كان العيد يوما عاديا، و أقل من ذلك فخلال 24 عاما متتاليا لم ادخل الحلويات إلى البيت في العيد".

والآن، و بعد الإفراج عن سامر بعد كل هذه السنوات  في صفقة الاسرى، ردت الحياة الى العائلة كلها و ليس " فقط سامر"، كما تقول الوالدة التي تحاول من خلال بحثها الدائم عن "عروس له" ان تحول العيد عيدين.