خبر كله شخصي -معاريف

الساعة 10:44 ص|02 نوفمبر 2011

كله شخصي -معاريف

بقلم: عوفر شيلح

(المضمون: يمكن التقدير بان جهاز الامن ينشغل في هذا الشأن بشكل جدي جدا. جزء من الاصداء تصعد بين الحين والاخر من الميدان نفسه، ولكن هناك أيضا لا يمكن لاحد أن يعرف اذا ما كان اتخذ قرار او حتى اذا كان أحد ما يعتزم رفعه الى النقاش والحسم الحقيقي - المصدر).

        كل ما تقرأونه وتسمعونه عن امكانية هجوم اسرائيلي في ايران يوجد له أساس سياسي، ايديولوجي او شخصي. هذا الموضوع المشحون يبحث في الغرف المغلقة بين أناس آراء الكثيرين منهم الواحد في الاخر ليست قابلة للطباعة في صحيفة تقرأها كل العائلة. والموضوع يرفع الى العناوين الرئيسة ليس بالذات في مواعيد ترتبط بسوء حقيقي للوضع في الموضوع، بل بشؤون اخرى مختلفة تماما.

        كل واحد يشتبه بما يقوله الاخر. ثمة من يدعي بان وزير الدفاع باراك، الذي سمع ذات مرة شكاكا جدا في الجدوى المحتملة للهجوم قبل احتساب المخاطر، غير ذوقه على نحو حاد وقاطع جدا. وقد اكتسب باراك بحق سمعة مَن مِن الصعب معرفة لماذا يقول ما يقوله ويفعل ما يفعله. ولكن خلافا لرئيس الوزراء نتنياهو، الذي رأيه في موضوع ايران يعتبر شبه مسيحاني، لا أحد يستبعد امكانية ألا يكون باراك يريد شيئا غير أن يكون الشخص الذي يقترح حلا، ولكن لا يقصد بالضرورة تحقيقه. من جهة اخرى، فان معارضي الهجوم في المستوى السياسي الداخلي والخارجي وعلى رأسهم بوغي يعلون وشاؤول موفاز، يشتبه بان دوافعهم ليست مصلحة شعب اسرائيل بل شيء آخر، اكثر شخصية بكثير.

        الامر المشوق هو أن المواقف تكاد لا تتغير. الهزة الاقليمية، مثلا، كان يفترض بها أن تدفع مؤيدي الهجوم الى اعادة التفكير: حكم الهجوم في وضع تكون فيه مصر حسني مبارك تعتبر مؤيدة للخطوة التي ستشل فعالية خصمها الشيعي الخطير، ليس كحكم ذات الخطوة العسكرية حين يكون في مصر حكم ضعيف ورياح ديمقراطية تعبر عن رأي مختلف للشارع. النقاش في اليوم التالي يجب أن يكون مختلفا تماما مع تغيير الوضع في السعودية، الاردن وسوريا.

        ولكن عندنا، على الاقل تجاه الخارج، من تحدث في صالح الامر يواصل الحديث في صالحه ومن كان ضده يبقى ضده وكأن الحديث يدور عن حدث ينقطع عن الواقع الاقليمي والعالمي – هو في الحد الاقصى موضوع بيننا وبين الولايات المتحدة.

        شخصان على الاقل يدعيان انهما منعا بجسديهما قرارا بالهجوم في موعد سابق. هذا أيضا مشكوك ان يكون ممكنا شراؤه حرفيا. واضح أن قادة الاجهزة السابقين، ولا سيما مئير دغان، كانوا ضد – وواضح أن دغان كان قلقا بما فيه الكفاية كي يطلق لسانه على نحو نادر. واضح ايضا ان كل رئيس وزراء ووزير دفاع سيجد صعوبة في أن يقرر الهجوم في واضع يكون فيه قادة الاجهزة معارضين. في اسرائيل لكل يوم يوجد اليوم التالي ولجنة تحقيق الى جانبه.

        يمكن التقدير بان جهاز الامن ينشغل في هذا الشأن بشكل جدي جدا. جزء من الاصداء تصعد بين الحين والاخر من الميدان نفسه، ولكن هناك أيضا لا يمكن لاحد أن يعرف اذا ما كان اتخذ قرار او حتى اذا كان أحد ما يعتزم رفعه الى النقاش والحسم الحقيقي.

        وفوق كل هذا يحوم الشك في قدرة المنظومة الاسرائيلية على اتخاذ قرارات موزونة. فكلنا لا نزال نذكر حكومة اولمرت تصوت دون معارضة على خطوات معظم الوزراء في الغرفة عارضوها. كلنا نذكر اسرائيل تتدحرج الى حافة خطوة سخيفة مثل اغتيال وحدة عسكرية لرئيس دولة أجنبية، فقط لان احد ما طرح الفكرة وآخرون تحدثوا عن فحص القدرات.

        اذا ما طرح ذات مرة موضوع ايران على البحث، فستكون هذه لحظة كل من سيكون في الغرفة – ضابط أو موظف، وبالتأكيد وزير – للتصويت حسب ما يأمره به ضميره ووعيه وانطلاقا من تفكير نقي من كل عامل غريب. لشدة الاسف، ما يفكر فيه الاشخاص الذين سيشاركون في ذاك التصويت نظريا الواحد في الآخر يطرح امكانية ان ليس هكذا سيكون الامر.