خبر على السلطة الامتناع عن التفاوض -هآرتس

الساعة 10:42 ص|02 نوفمبر 2011

على السلطة الامتناع عن التفاوض -هآرتس

بقلم: عميره هاس

(المضمون: تدعو الكاتبة الفلسطينيين الى عدم العودة الى مائدة التفاوض والى تعزيز المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة بقاء الاحتلال والسلب الذي تشارك فيه الرباعية نفسها - المصدر).

        بعد أن قُبلت فلسطين في اليونسكو، لن تعود لا دولة أو ارضا محتلة بقدر أقل مما هي اليوم. ولن يكون مواطنوها أقل قدرا من عدم الحرية مما هو اليوم تحت نير النظام الاسرائيلي. لكن العصيان المدني لسلطة اسرائيل والولايات المتحدة والرباعية يثير أمل ألا يعود الفلسطينيون الى مائدة التفاوض. لأن التفاوض أصبح عقبة في مسار نقض الاستعمار الذي هو الشرط الضروري للسلام.

        استقبل منتقدون للسلطة الفلسطينية طلب العضوية في الامم المتحدة بالمباركة لأنها فُهمت بأنها اغلاق لفصل طويل جدا وإن يكن متأخرا. وهو الفصل الذي شاركت فيه قيادة فلسطينية مقابل ضمانات مريبة وشظايا حقوق زائدة لطبقة ضيقة، في مسرح تفاوض، أما في الواقع فان المنطقة التي أُفردت لتحقيق حق الفلسطينيين في تقرير المصير قد أخذت تضيق. وتبين في هذا الفصل ان الاحزاب التي تتبدل في الائتلاف الاسرائيلي تختلف في شيء واحد فقط وهو ماذا سيكون عدد المحابس الفلسطينية بحسب الخطة الأم الاسرائيلية وكم ستكون مساحتها.

        فهم الفلسطينيون التوجه الى الامم المتحدة بأنه عمل ينشيء قواعد لعب جديدة. لهذا يستيقظ كثيرون من مؤيدي هذا الاجراء كل صباح ولهم قرقرة في البطون: هل آلة ضغط الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة نجحت، وعاد محمود عباس ومفاوضوه الأبديون مرة اخرى الى نفس مائدة التفاوض العقيم في حين من الواضح انه لا توجد نية اسرائيلية لتغيير الخطة الأم؟ يمكن أن نرى الى أي درجة جُعل مصطلح التفاوض السلمي كالزانية من ملاحظة من مبعوثة الاتحاد الاوروبي الى الرباعية، هيلغا شميد. ففي السادس والعشرين من تشرين الاول في محاولة أخيرة من الرباعية لثني الفلسطينيين عن خطوتهم في اليونسكو، قالت – بحسب مصادر في رام الله – ان طلب العضوية يشبه البناء في المستوطنات، أي أنه عمل تحرشي. لا يكفي أن دول الاتحاد لا تعاقب اسرائيل على بناء المستوطنات (معاليه ادوميم أو جفعات آساف، وكلها مخالفة للقانون بنفس القدر)، والآن تنشيء مبعوثة الاتحاد تماثلا بين عنف طويل للسيد المحتل ودفاع عن النفس مشروع للواقع تحت الاحتلال.

        ان اتفاقات اوسلو قد أحدثت تماثلا مزيفا بين محتل مستوطن وواقع تحت الاحتلال مسلوب اراضيه. وهذا التماثل سلب الفلسطينيين كنزا مهما في التفاوض في استقلالهم: وهو اعتراف مبدئي بالمسؤولية الاسرائيلية والدولية عن مظلمة جعلهم شعبا مسلوبا وطنه وحقوقه. ان دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة في واقع الامر شوشت حتى على التماثل. وهي في الأكثر وبخت اسرائيل في حين دفعت الى الأمام بمكانتها الاقتصادية والسياسية الدولية، مشيرة اشارة واضحة الى أن الاحتلال ذو مردود. وعاقبت وتعاقب الفلسطينيين وكأنهم المعتدون.

        هددت الرباعية، في انعكاس مشروط استعماري جديد بأن يوقف رب البيت الأكبر الانفاق على اليونسكو. يا أبناء البلاد سيكون هذا ذنبكم. هذا تهديد نافر يختلف كثيرا عن الموسيقى التي تنبعث عن "وول ستريت المحتلة" وتوائمها.

        ان اجراءات دبلوماسية في الامم المتحدة، مهما تكن منعشة في جرأتها، غير كافية. وكذلك التلميحات الى ان السلطة الفلسطينية قابلة للنقض غير كافية لايضاح ان مشعلي النيران في القدس وتل ابيب يعرضون للخطر سلام الفلسطينيين والاسرائيليين معا إن لم نقل سلام كثيرين آخرين في المنطقة وخارجها. لا بديل عن استراتيجية المقاومة الشعبية التي لا يوجد فيها أناس ذوو أهمية وحسَبْ يراقبون متنحين (ولا يوجد صواريخ قسام أو سُبل اصابة اخرى للمدنيين مما أثبتت خسارتها العملية والاخلاقية). لكن عدم العودة الى التفاوض هو خطوة ضرورية لضعضعة رتابة السلب التي تشارك فيها الرباعية.