خبر مخاوف جدية في غزة من عدوان إسرائيلي واسع

الساعة 06:28 ص|02 نوفمبر 2011

 مخاوف جدية في غزة من عدوان إسرائيلي واسع

فلسطين اليوم- غزة

تعيش محافظة شمال قطاع غزة حالة من الترقب والقلق الشديدين في أعقاب تواتر التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان على قطاع غزة، وعكست حالة الإرباك والاهتمام بسماع الأخبار من كل جانب مخاوف المواطنين واعتقادهم بقرب اندلاع حرب أو شن عملية عسكرية إسرائيلية.

وزاد من مخاوف أبناء المحافظة التي تقع أقصى شمال قطاع غزة زيادة الحشود العسكرية في محيط حدودها المشتركة مع إسرائيل والبالغ طولها نحو 13 كيلو مترا، وهي الأكبر من بين مختلف المحافظات.

ولوحظ بشكل واضح تجمع أرتال الدبابات والمدرعات على الحدود الشرقية للمحافظة وتحديداً في محيط مقبرة الشهداء شرق بلدة جباليا، وسمعت عن بعد عدة كيلو مترات أصوات هديرها وهي تتحرك طوال ليلة أول من أمس على طول الحدود، بينما حلقت بكثافة الطائرات الحربية والاستطلاعية والمناطيد التجسسية.

وقال المواطن إسماعيل النجار إن الظروف اليوم تشبه إلى حد كبير تلك الأيام التي سبقت الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وأشار إلى أن معظم سكان محيط منطقة السوق في جباليا حيث يعيش يشعرون بمخاوف حقيقية من احتمال شن عدوان إسرائيلي جديد.

وأكد النجار الذي فقد عددا من أقاربه خلال الحرب الأخيرة أن الكل يتحدثون عن الحرب ولا حديث إلا القليل عن المناسبات الأخرى رغم أهميتها في هذا الوقت، خاصة قرب حلول عيد الأضحى المبارك.

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أخبار زيادة الحشود العسكرية حول القطاع، وذكرت بعض الصحف العبرية أن قيادة جيش الاحتلال قررت إرسال تعزيزات عسكرية من دبابات وآليات عسكرية نحو حدود قطاع غزة، موضحة أنها تتألف من كتيبتي مدفعية وكتيبتي مدرعات استعداداً لشن عملية عسكرية واسعة النطاق ردا على الاستمرار بتساقط الصواريخ الفلسطينية تجاه البلدات الجنوبية لإسرائيل.

وأضافت الصحف نفسها أن جيش الاحتلال حشد المزيد من القوات حول قطاع غزة، ‏حيث وصلت في الساعات الأخيرة من مساء أول من أمس عشرات المدرعات إلى المناطق الواقعة شمال القطاع، منوهة إلى أن التقديرات تشير إلى أن الاستعدادات العسكرية في المنطقة ستنتهي خلال الساعات القليلة المقبلة‏.

ويتوقع أن تكون محافظة الشمال وككل مرة مركزاً لأي هجوم أو حرب إسرائيلية قادمة كونها الأقرب للتجمعات السكانية الإسرائيلية، كما أن أكبر عدد من الصواريخ والقذائف التي تستهدف البلدات الإسرائيلية ينطلق من المحافظة نفسها.

وسيطرت التوقعات بشن عدوان جديد على أحاديث المواطنين، وأصبح الحديث عن العيد أو صرف رواتب الموظفين وإضراب العاملين في أونروا أمرا ثانوياً لاسيما في ظل تواتر الأخبار عن قرب وقوع هذا العدوان خلال الساعات القادمة وجهود مصرية لمنعه.

ولم ينم الكثير من المواطنين طوال ليلة أول من أمس ترقباً لما سيحدث، وانهمك عدد من الشباب والمواطنين الذين تجمعوا أمام أحد المحال التجارية في تحليل أبعاد التهديدات الإسرائيلية والجهود المصرية لوقف العدوان، وأجمع المشاركون في النقاش على ترجيح وقوع عدوان واسع، عازين ذلك إلى الحشود العسكرية والتحليق الدائم والمكثف لطائرات الاحتلال وإصرار إسرائيل على التخلص من الصواريخ.

وقال الناشط السياسي في أحد الأحزاب سائد جودة إن الرغبة الإسرائيلية في شن العدوان تعود إلى فشلها الذريع في وقف إطلاق الصواريخ باتجاه أراضيها رغم استخدامها معظم الأساليب العسكرية المتقدمة، وتوقع أن تكون الحملة الإسرائيلية أكثر شراسة من الحرب الماضية في محاولة للقضاء على إطلاق الصواريخ.

ودعا مواطني المحافظة الذي يقارب عددهم نحو 300 ألف إلى أخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد حتى لو أرجئت العملية بعض الوقت، مؤكدا أنها تبقى خياراً إسرائيلياً.

وقال أحد المقاومين الذي توجه برفقة مقاوم آخر مدجج بالسلاح على دراجة نارية للتمركز "الرباط" قبالة الحدود إن الوضع الأمني خطير، وأكد أن هناك توجها إسرائيليا للتصعيد، مؤكدا جاهزية المقاومة للتصدي له.

وأضاف المقاوم الذي غطى وجهه بقناع أنه تلقى وزملاؤه الأوامر بالاستعداد لأسوأ الاحتمالات.

وبدت على المقاوم الذي كان يحمل أسلحة وعتادا إضافيا ملامح الجدية العالية، وبدا أكثر حرصاً على التواري عن كاميرات طائرات الاستطلاع التي تحلق في كل مكان.

وكانت محافظة شمال قطاع غزة وخصوصاً شرق جباليا وغرب مدينة بيت لاهيا من المناطق الأبرز لمسرح العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، وكان نصيب هاتين المنطقتين من الدمار نحو 48% من الدمار الذي حل بقطاع غزة خلال تلك الحرب.

ونقلت صحيفة اليوم السابع عن مصدر مصري وصفته بالمطلع أن إسرائيل أبلغت مصر أنها قررت تعليق عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة لمدة 24 ساعة اعتباراً من منتصف ليلة أمس الثلاثاء، وذلك استجابة للمساعي المصرية الرامية إلى تثبيت التهدئة بين إسرائيل وقطاع غزة.