خبر ردع إرهاب المستوطنين .. بركات شلاتوة

الساعة 01:41 م|01 نوفمبر 2011

في الآونة الأخيرة توسّعت دائرة الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون “الإسرائيليون” بحق الفلسطينيين الآمنين، وحقولهم وكرومهم ومساجدهم وقراهم، في حملة ما يسمونها “جباية الثمن” رداً على قيام حكومة الاحتلال بإخلاء بعض البؤر الاستيطانية العشوائية، أو رداً على أي مقاومة يبديها الفلسطينيون دفاعاً عن أرضهم وعرضهم.

ومع انطلاق موسم قطاف الزيتون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا يمر يوم من دون اعتداءات لهؤلاء الإرهابيين على المزارعين الفلسطينيين وحقولهم، كما لم تسلم من اعتداءاتهم وفسادهم المساجد التي أحرقوا العديد منها في عدد من القرى الفلسطينية، آخرها في “طوبة الزنغرية” في الجليل المحتل . كما يقومون باعتداءات متواصلة على الرعاة الفلسطينيين ويسرقون أغنامهم ومواشيهم، ويحرقون حقول الزيتون من دون أي رقيب أو حسيب، لا بل إن قوات الاحتلال تقوم بحمايتهم والتستر على اعتداءاتهم، وتشتبك مع الفلسطينيين في حال حاولوا وقف همجيتهم.

معروف أن هؤلاء المتطرفين جبناء إلى أبعد حد، لكنهم يعلمون أنهم يواجهون شعباً أعزل وغير مسلح، فيما هم مدججون بأحدث الأسلحة الآلية، كما أنهم واثقون بأن جنود الاحتلال سيقومون بحمايتهم إذا ما تصدى لهم الفلسطينيون بحجارتهم ومقاليعهم، لكن رغم كل ذلك يكفي أن يسمعوا صوت رصاصة واحدة باتجاههم ليولوا مدبرين إلى غير رجعة .

لذلك ينبغي على الفلسطينيين وضع حد لغطرسة هؤلاء، وإنهاء اعتداءاتهم وذلك من خلال لجان شعبية تسهر على حماية القرى والتجمعات الفلسطينية من تدنيس هؤلاء، لأنه إذا ما تم السكوت على همجيتهم، سوف يتمادون في غيهم، وكان ذلك واضحاً عندما تجرأوا قبل نحو شهرين على الدخول إلى قلب مدينة بيرزيت في الضفة الغربية وكتبوا شعارات عنصرية معادية على أسوار جامعتها، رغم أن المنطقة تقع ضمن “السيادة” الأمنية الفلسطينية .

من واجب السلطة الفلسطينية أن تعمل على دعم إقامة هذه اللجان الشعبية وإمدادها ببعض الأسلحة الخفيفة، لإبعاد هؤلاء الجبناء قبل أن يقوموا بارتكاب مجازر بحق القرى والتجمعات الفلسطينية، وينبغي أن تقتنع السلطة أن ذلك ليس عملاً عسكرياً يخالف توجهاتها في “النضال السلمي”، لأن ذلك من شأنه أن يمنع مجازر محققة يُخَطّط لها ضد الفلسطينيين بهدف طردهم والاستيلاء على أرضهم.

قد يقول قائل إن الاحتلال لا يسمح بوجود هذه اللجان، خاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرته “مناطق سي”، والرد على ذلك أنه ليس من الضروري أن تكون هذه اللجان علنية، بل ينبغي عليها العمل بسرية تامة، تماماً كما تمارس التنظيمات عملها الحزبي والنضالي بسرية . ففي الانتفاضة الأولى، أي قبل مجيء السلطة، كانت القيادة الموحدة، تقرر كيف تتعامل مع المستجدات، وتقوم بفرز مجموعات لحماية الأهالي من بطش هؤلاء المستوطنين .

من خلال التجربة والواقع المعاش فإن “الإسرائيليين” جبناء، وفي مرات عديدة تعرض جنود الاحتلال لضرب مبرح من قبل الفلسطينيين العزل ومع ذلك كانوا أجبن من أن يردوا على ذلك، وتحداهم الشبان الفلسطينيون مراراً أن يلقوا سلاحهم ويقوموا بمقابلتهم وجهاً لوجه وفرداً لفرد، فكانوا يرفضون ويفضلون التمترس خلف أسلحتهم الآلية.