خبر الزهار:استدعاءات السلطة للأسرى المحررين شيء مخزي

الساعة 11:32 ص|01 نوفمبر 2011

الزهار: لن تتنازل عن الإفراج عن باقي الأسرى واستدعاءات السلطة للمحررين مخزي

فلسطين اليوم: غزة

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور محمود الزهار على حقّ المقاومة الفلسطينية في دفاعها عن نفسها ضد جرائم الاحتلال في قطاع غزة، والتي كان آخرها استهداف تسعة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وقال الزهار لوكالة فارس :"أن الاحتلال الصهيوني ومن خلال جرائمه الأخيرة يحاول التنغيص على الشعب الفلسطيني في ظل أجواء الاحتفال بالأسرى المحرَّرين، ضمن صفقة "وفاء الأحرار" التي أبرمتها حركة حماس مع كيان العدو مقابل الإفراج عن 1027 أسيراً وأسيرة من سجون الاحتلال.

وأكد الزهار على حقّ المقاومة الفلسطينية في دفاعها عن نفسها ضد جرائم الاحتلال في قطاع غزة، والتي كان آخرها استهداف تسعة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وقال الزهَّار:" أعتقد أنَّ الجانب الصهيوني سيخسر، وسيخسر من كلِّ هذه المحاولات البائسة والمجرمة ضد شعبنا في غزة".

وشنت طائرات العدو الصهيوني السبت الماضي أكثر من 14 غارة على أهداف مختلفة في قطاع غزة مما أدى إلى استشهاد أكثر من 11 شهيدا أغلبهم من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وجدد القيادي في حركة "حماس" التأكيد على أن حركته لن تتنازل عن الإفراج عن باقي الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني مهما كانت الأثمان والنتائج.

وقال الزهار "نوجه رسالة واضحة لمن يعنيه الأمر بأننا لن نتنازل عن الإفراج عن أسرانا في سجون العدو الصهيوني مهما كانت النتائج".

وأضاف "على من يعنيهم الأمر أن يستوعبوا الدرس، أن أمامهم فرصة أن يفرجوا عن أسرانا بأي صورة يرونها، سواء بقرارات تخصهم أم بقرارات دولية، أو تدخلات أممية".

وبخصوص الدفعة الثانية من صفقة التبادل، كشف أن حركته ستتابع القضية بعد عيد الأضحى المبارك مع الأشقاء المصريين، منوهاً إلى أن القاهرة ستواصل اتصالاتها مع الاحتلال للتأكد من التزامه بمعايير الصفقة.

وبخصوص تهديدات الاحتلال باستهداف الاسرى المحررين قلل الدكتور الزهار من أهمية تلك التهديدات، محذراً الاحتلال من المساس بأي من الأبطال المحررين.

وقال: "تهديدات الاحتلال للأسرى المحررين تأتي في سياق التقليل من خسارته الكبيرة التي مني بها جراء الثمن الباهظ الذي دفعه لقاء تحرير جنديه الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط".

وأضاف: "التهديدات تكشف أيضاً حجم الإفلاس الذي يعيشه الاحتلال أمام إنجازات المقاومة الفلسطينية التي أرغمته على توقيع الصفقة وفق شروطها، وفي محاولة منه لإرضاء الرأي العام الصهيوني الرافض للتنازلات التي قدمتها حكومة بنيامين نتنياهو".

وفي تعليقه على استدعاء أجهزة السلطة للأسرى المحررين، وصف القيادي الزهار الاستدعاءات بالشيء المخزي، قائلاً:" ليس هكذا يتم معاملة شخصيات وطنية قضت شبابها في سجون الاحتلال من أجل فلسطين".

وبخصوص توجه الرئيس أبو مازن إلى الأمم المتحدة لطلب العضوية لدول فلسطين أكد الزهار أن حركته مع قيام دولة على حدود عام 67 أو أي شبر من فلسطين، لكن دون الاعتراف بالاحتلال أو التنازل عن أي شبر منها".

ودعا إلى ضرورة الإسراع في المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني، قائلاً "من يقول بتحرير فلسطين وعدم التنازل بذرة تراب منها لا يقبل بأن تنفصل الضفة غزة وهي ليست منفصلة بالأصل".

وقال "إذا كانت الجهود تقول بإقامة دولة على حدود 67 فتعالوا نتعاون لهذه المرحلة ولكنها ليست حدودنا لأن حدودنا معروفة وهي كل فلسطين بل هي أكبر من فلسطين".

وفي سياق آخر نفى الزهار الأنباء التي تحدثت عن اتفاق "فتح وحماس" على عقد لقاء قريب بينهما في العاصمة المصرية القاهرة لبحث ملفات المصالحة العالقة بين الطرفين، وقال :" لم يتم حتى الآن الاتفاق مع فتح لعقد لقاءات جديدة، وننتظر ما ستحمله الأيام".

وأكد الزهار، أن تصريحات عزام الأحمد القيادي في حركة فتح بهذا الخصوص لا أساس لها من الصحة.

وقال القيادي في حماس إن" هذه اللقاءات لا تخرج بشيء، ففي اللقاء الأخير بالقاهرة فشلنا في انجاز ملفين صغيرين هما المعتقلين وجوازات السفر لأهل غزة".

وجدد الزهار استعداد حركته للبدء بتطبيق بنود اتفاقية المصالحة التي وقعت في القاهرة برعاية مصرية وعربية مطبع أيار/مايو الماضي.

من جهة اخرى اعتبر الزهار ما يجري في المنطقة من ثورات شعبية وانتفاضات أسقطت أنظمة بأكملها، يأتي في سياقٍ رباني لدورة حضارية جديدة ليس فيها ظلم وإجرام غربي، وقال "إنها تحقيق لرؤية ربانية تتحقق فيها أهداف الشعوب وتطلعاتها نحو حياة كريمة.

وأكد أن عودة الإسلاميين للواجهة السياسية ينذر بمستقبل واعد للمنطقة العربية، وبخاصة القضية الفلسطينية التي تنتظر هبة عربية "تُخلخل" أركان العدو وتلحقه بركب الأنظمة البائدة.

والأمة الإسلاميَّة –والكلام للزهار- بحاجة إلى الإطار المركزي الجامع الذي يعبر عن دين الأمة وعن طموحاتها، "ويوفر المنعة الاقتصاديَّة والعسكريَّة، ويحسن كذلك من ممكنات استغلال ثروات الأمة الطبيعيَّة، وخصوصًا الموارد الإستراتيجيَّة مثل النَّفط".

وحول ما إن كان الغرب سيفسح المجال أمام الإسلاميين لخوض غمار السياسية وإصلاح ما أفسدته الأنظمة السابقة، علق القيادي بحماس: "الغرب مخيّر بين التعايش مع الإسلاميين أو التصادم معهم، وإن تعايش معهم فسيكون ذلك في مصلحته، وإن قرر معاداتهم فسيدفع الثمن بلا شك".

وفيما يتعلق بتخوف العدو الصهيوني من اتساع نفوذ الإسلاميين في المنطقة على المدى القريب شدد الزهار على دور الثورات في توجيه البوصلة العربية اتجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أن من حق العدو الخوف من صعود الأحزاب الإسلامية؛ "لأن الثورات العربية وصعود الإسلاميين سيمس كيانه"، وفق قوله.

وبما أن سقوط أنظمة الطغاة يهدد العدو الصهيوني ويثير قلقه فإن الجار –السلطة بالضفة- ملزمة بأخذ الحيطة والحذر، وعليه استبعد الدكتور محمود الزهار أن تغيّر السلطة من حالها فيما يتعلق بوقف التنسيق الأمني والاعتقال السياسي، قائلا: "السلطة لا تستخلص العبر مما يجري حولها، ورؤيتها مرتبطة بما تحت أقدامها"؛ في إشارة إلى ركونها واعتمادها على العدو.

وشدد الزهار على قوة العلاقة التي تحكم حماس بالأنظمة العربية الجديدة في المنطقة، مستطرداً: "علاقة حماس بالأنظمة الجديدة ستكون أفضل وسيكون عمقنا استراتيجياً بكل أبعاده السياسية".

وحول نتيجة زيارته الأخيرة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان أكد الزهار أن الظروف التي يعيش فيها الفلسطيني في لبنان غير مقبولة أبدًا، وأن هناك سياسة خاطئة متبعة تجاههم، داعيًا إلى تصويبها.

وعبر الزهار عن شعوره بـ"الألم لما رآه من مأساة يعيشها اللاجئين في لبنان"، مشيرا إلى أنه سيجتمع بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لمطالبته بالضغط على لبنان من أجل تحسين ظروف العيش للفلسطينيين وإعطائهم حقوقهم المدنية والإنسانية.

ونبه إلى أن منح الحقوق وحمايتها يقوّي الفلسطيني على الصمود ومقاومة مشاريع التوطين، على غرار الفلسطينيين في الأردن وسوريا ومصر، مضيفًا أن "إقرار الحقوق لا يُنسي اللاجئ الفلسطيني بلاده لأنها تسكن في كل خلية من خلايا جسده".

وطالب الزهار الدولة اللبنانية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بتحمل مسؤوليتها تجاه المخيم والإسراع في عملية الإعمار وتأمين الأموال اللازمة لإنهاء البناء.