خبر اجراء هنيبال لا يُمكّن من قتل جندي لمنع اختطاف- هآرتس

الساعة 09:58 ص|01 نوفمبر 2011

اجراء هنيبال لا يُمكّن من قتل جندي لمنع اختطاف- هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: أوضح الفريق بني غانتس رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي انه يمكن تعريض حياة مختطف اسرائيلي للخطر لمنع اختطافه لكن الإصابة المتعمدة للجندي المختطف ممنوعة - المصدر).

        أوضح رئيس هيئة الاركان بني غانتس، أمس الاثنين، أن اجراء "هنيبال" لاحباط اختطاف جنود، لا يُمكّن من قتل جندي بقصد منع اختطاف. وقد تحدث الفريق غانتس في لقاء الحلقة العملياتية للجيش الاسرائيلي. وقد خُصص جزء كبير من اللقاء الذي يشارك فيه قادة وحدات قتالية من رتبة مقدم فصاعدا، لدروس قضية شليط.

        ان أمر "هنيبال" العسكري فيه اختلاف شديد في الجيش منذ دخل حيز التنفيذ في نهاية الثمانينيات. وقد سمح الأمر الذي صيغ على أثر عدة وقائع في المنطقة الامنية في جنوب لبنان، سمح لقادة ان يعملوا بصورة قد تُعرض للخطر حياة الجندي المختطف بقصد احباط الاختطاف. وقد جُمد الامر العسكري في العقد الماضي على خلفية نقد عام ودعاوى ناس احتياط.

        في التحقيق العسكري الذي تم على أثر اختطاف جلعاد شليط، تبين ان قائد دبابة اخرى في منطقة كيرم شالوم لاحظ نشيطين فلسطينيين يجتازان الجدار نحو الغرب الى قطاع غزة، ومعهما الجندي (الذي أُخذ بتهديد السلاح). وقد طلب قائد الدبابة إذنا باطلاق النار عليهما، لكنه بسبب الضجيج في شبكة الاتصال سمعه قادته متأخرين فقط. وفي النهاية أُذن باطلاق نار رشاشات من الدبابة لم تشوش على عملية الاختطاف.

        أفضت قضية شليط الى تحديث من جديد لأمر هنيبال واعادته الى حيز التنفيذ. في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" قبل نحو من سنتين قال قائد لواء "هناحل" في تلك المدة العقيد (اليوم العميد) موطي باروخ ان "الرسالة هي ألا يقع أي جندي في الأسر وهي رسالة لا تُفهم على وجهين". ففي حال محاولة اختطاف يأمر جنوده باطلاق النار على خلية المخربين ولو أفضى ذلك الى اصابة المختطف.

        قبل ذلك بنحو من سنة، في عملية "الرصاص المصبوب" بُث في القناة العاشرة توجيه قائد كتيبة في لواء غولاني الى جنوده قبل دخول القطاع وقال: لا يُختطف أي جندي في الكتيبة 51، بأي ثمن. يفجر نفسه مع القنبلة في المختطِفين ولا يُخطف".

        ان اعادة شليط قبل نحو من اسبوعين مقابل 1027 مخربا فلسطينيا زادت في حدة النقاش في الجيش الاسرائيلي لهذا الأمر ومعناه. ففي حين يبيح الأمر تعريض حياة الجندي المختطف للخطر، نشأ شبه "نظرية شفهية"، يؤيدها قادة كثيرون (حتى في رتب قادة ألوية بل فرق) تقول ان جنديا قتيلا أفضل من جندي مختطف. ويؤيد هؤلاء القادة لكن لا في حلقات رسمية في الأكثر، استعمال جميع الوسائل لاحباط اختطاف، وفي ضمنها ايضا اطلاق قذيفة دبابة، بل قصف من الجو للسيارة التي يستقلها المختطِفون مع المختطف.

        أُثير السؤال للنقاش في الاسبوع الماضي في اجتماع قادة في القيادة الجنوبية وأثار اختلافا. قال ضابط رفيع المستوى لصحيفة "هآرتس" انه "ينشأ هنا تفسير خطير، غير رسمي، للامر العسكري. إن اصابة متعمدة لسيارة لقتل المختطف هي أمر عسكري غير قانوني على نحو ظاهر. فيجب على القيادة العليا للجيش ان تُبين هذا للضباط".

        يقول البروفيسور آسا كشير الذي صاغ في التسعينيات المعيار الاخلاقي للجيش الاسرائيلي انه "في الأمر العسكري نفسه في صيغته الموجودة لا يوجد أي شيء مرفوض. لكن فكرة ان جنديا قتيلا أفضل من جندي مختطف فظيعة في نظري. وهذا عدم فهم شامل للامر: إن اطلاق قذيفة دبابة لقتل مختطف غير قانوني وغير اخلاقي. هذا تفسير مقلق ويحسن ان يُبين الجيش الاسرائيلي أنه غير مقبول".

        قال كشير الذي شارك في الاجتماع في الاسبوع الماضي ان قائد منطقة الجنوب، طال روسو، أوضح للقادة جيدا ما هي الصيغة الملزمة من اجراء هنيبال. وأمس، في الحلقة العملياتية، كرر غانتس ايضا التوضيحات: يجب على القادة ان يعملوا سلفا لمنع امكانية اختطاف، وفي حال وقع هذا، عليهم ان يحاولوا احباطه ولو كان ثمن ذلك المخاطرة بحياة الجندي – لكن لا باصابة متعمدة له قد تفضي الى موته.