خبر لك يا لندنشتراوس- يديعوت

الساعة 09:55 ص|01 نوفمبر 2011

لك يا لندنشتراوس- يديعوت

بقلم: امنون ابراموفيتش

أفضت بنا سنين كثيرة من السياسة المتدهورة والاعلام الوخاز وجمهور شبعان من خيبات الأمل الى اعتقاد ان قادة الدولة هم جماعة من الناس المستهزئين والفارغين من الشعور بالرسالة وممن تحركهم مصلحة شخصية وتعوزهم رؤيا عامة.

هذه الحال خطيرة بالطبع على الديمقراطية، ومدمرة للوجود والكيان وصورة الحياة، لكنها في الأساس متطرفة ومبالغ فيها وليست صحيحة في الحقيقة.

أنا أومن بأن لكل شخص ايمانه الخاص. وأن من يعتقد خلاف ذلك ليس انتهازيا أو فاسدا. خُذوا على سبيل المثال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. انه ذكي ومثقف ومتحضر وانتُخب في عمر السادسة والاربعين لرئاسة الحكومة أول مرة. وبعد مرور عقد ونصف تقريبا وقد أصبح يناهز الستين انتُخب ثانية. يعلم نتنياهو ان رئاسة الحكومة ليست مجدا كبيرا، وان الهالة ضئيلة وثمنها باهظ، وأنه لا يوجد منصب آخر يقل الاستمتاع فيه ويُشاخ فيه سريعا مثلها. حينما تولى أول مرة منصبه كان رجلا وسيما رياضيا، وحينما أنهى أصبح في شيخوخة وضعف.

لم يعد نتنياهو ليصنع سلاما مع أبو مازن. فهو لا يؤمن به. ولم يعد يعالج الاقتصاد والمجتمع لأنه من اجل هذا يجب ان يغلق دولة الحريديين ويجفف دولة المستوطنين وهو غير قادر على ذلك. حرر جلعاد شليط من الأسر، لكنه يعلم ان الصفقة ستسمى بعد سنة "صفقة بيبي" لا "صفقة شليط". وأنه في الانتخابات التالية سيأخذ ليبرمان واليمين الفكري شعار "بيبي قوي في مواجهة حماس" ويستبدلون به شعار "بيبي قوّى حماس".

عاد نتنياهو لأمر واحد فقط هو ايران. فهو مقتنع بأن الحديث عن واجب مقدس. وهو يؤمن بأنه جاء الى العالم من اجل ذلك أو العالم العام على الأقل. وهو على ثقة من انه إن لم يكن هو فلا يوجد آخر وآنذاك تكون الدولة قد حلت بها الكارثة.

قرن اهود باراك نفسه الى شعور نتنياهو بالرسالة الأصيلة والى مخاوفه. منذ نحو من سنتين يسألونني تكرارا، ما صلتك بالشأن الايراني. ليس هذا حقيقيا. انه حيلة دعائية، وأنت تجري خلف الريح. وماذا تريد من اهود باراك – فأنت تعلم انه لا يوجد من هو أشد اعتدالا من باراك ولا نظير له في معارضته لحرب مُدبرة.

يزعم معارف قدماء خبراء من الجيش والسياسة وعالم الاعمال انه يفضل دائما مصلحته الشخصية على مصلحة المجتمع. وفي جميع هذه الاحاديث أجد نفسي أُدافع عنه وأقول دائما أنتم تظلمونه، فهو لا يفضل مصلحته الشخصية على مصلحة الجماعة، انه ببساطة لا يُفرق بينهما.

وقعت في الماضي أحداث اتخذ فيها باراك مواقف انبعثت عن باعث شخصي واضح. وقد فقد آنذاك ثقة المستويات المختصة. يسمون هذا الامر في مقالات في صحف الرياضة: "خسارة غرفة تبديل الملابس".

بعد ذلك جاءت عملية "الرصاص المصبوب"، وهي عملية مدبرة في الشتاء، لم يُردها باراك السياسي (الخارجي)، لكن باراك السياسي (الداخلي) لم يكن يستطيع التخلي عنها لأننا كنا في عشية انتخابات ولم يكن وزير الدفاع يستطيع ان يمضي الى الانتخابات وفي كل يوم وليلة يسقط على النقب سبعون صاروخا.

بعد مرور زمن، قبل نحو من سنة، نشر هنا استطلاع للرأي العام يقول ان أكثرية غالبة تبلغ 87 في المائة من الجمهور تعتقد ان وزير الدفاع باراك يعمل عن بواعث شخصية. وهو استطلاع آسر من جهة اكاديمية وعلمية – فقد برهن على أنه عندما تفقد "غرفة تبديل الملابس" ستنتهي الى أن تفقد الجمهور ايضا.

في يوم الجمعة الاخير جعلت "يديعوت احرونوت" الشأن الايراني في مقدمة اهتماماتها، وبحق وعلى نحو مسؤول. يجب ان يكون المُجنِّد الآتي لنفسه هو مراقب الدولة لندنشتراوس، المشغول في هذه الايام الى ما فوق رأسه. زيادة على عمله المعتاد، يفحص ايضا عن الحريق في الكرمل، والسيطرة على سفينة "مرمرة" وتمويل انتخابات نتنياهو التمهيدية ورحلاته الى الخارج، والاعتذار القسري للقناة العاشرة وغير ذلك. يُخيل إلي أن ترتيب أولويات رسميا يوجب على المراقب أن يتفرغ وأن يحصر عنايته في الملف الايراني، ملف عملية اتخاذ القرارات، الموضوع في خزانته والذي يعرفه جيدا؛ وأن يبادر الى اصدار تقرير كما يقتضي ما تُبينه المواد.

سيشكر له التاريخ، وسيشكر له شعب اسرائيل والغرب والمنطقة جميعا – ما عدا المنتَقَدين هنا عندنا، وخامنئي واحمدي نجاد هناك في طهران.