خبر طلاب الجامعات.. واقع أليم ومعاناة لا تنتهي

الساعة 09:37 ص|01 نوفمبر 2011

طلاب الجامعات.. واقع أليم ومعاناة لا تنتهي  

فلسطين اليوم-غزة(محمد ارشي ومحمود القصاص)

ماتت بصفحات الكتاب قراءاتي .. واستسلمت لرياح الصفر علاماتي

جفت على باب التسجيل أوردتي .. وما أثمرت شيئاً محاولاتي

أصيح يا شؤون الطلاب ساعدوني .. والله لم تسمع يوماً نداءاتي

وأنت يا جامعتي ألا تبت يداك .. إذا آثرت طردي وأخذ كل ممتلكاتي

هي أبيات شعرية نظمها الطالب في جامعة الأزهر "رائد النواجحة "والتي تعكس واقع المعاناة التي يعيشها زملاؤه من طلبة الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة الذين أبدعوا في التغني بالأشعار والأهازيج التي تصف معاناتهم على مر الزمان، في صورة تعكس مدى سوء الوضع الاقتصادي في غزة والذي يدفع طلبة الجامعات ثمنه باهضاً من حياتهم التعليمية نظراً لانعكاسها على الرسوم الجامعية.

فها هم الطلاب يعانون معاناة كبيرة بسبب سياسة الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، فمنهم من اضطر لقطع دراسته بسبب الرسوم ، ومنهم من يقترض من هنا وهناك فيثقل أهله بالديون والهموم ، ومنهم من أنهى دراسته ومن ثم تم اعتقال شهادته, بسبب عدم دفع ما تبقى عليه من الرسوم ، وهناك بعض الطلاب من يشكو ارتفاع أسعار رسوم الساعات الجامعية ، حتى اضطر بعضهم إلى ترك الدراسة فصلا أو سنة وربما أكثر من ذلك .

ولا شك بأن الجامعات الفلسطينية تقوم بدور مهم وكبير، وقد حققت إنجازات كبيرة في هذا المجال، تستحق عليها كل الشكر والتقدير، ولكنه من غير المقبول أن نغمض الأعين عن معاناة المئات وربما الألوف من طلابنا وطالباتنا، عندما يشتكون من معاناتهم المتنوعة بسبب الرسوم الجامعية، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي السيئ في قطاع غزة، وباعتبار أن القائمين على العملية التعليمية الجامعية يدركون ذلك جيداً ولا يحركون ساكناً .

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" فتحت باب هذه القضية، وتحدثت للعديد من الطلبة والمسئولين، للوقوف على أسبابها وتداعياتها.

الطالب في جامعة الأزهر بغزة أحمد أبو طواحين تحدث عن وضعه الجامعي قائلاً:"الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة صعبة للغاية ولا نستطيع أن نسدد كافة الرسوم المطلوبة للفصل ولكن ليس من المعقول أن نقف صامتين مكتوفي الأيدي, مطالباً إدارة الجامعة أن تنظر بعين الرحمة والشفقة على الطلاب وتخفيض الرسوم".

ولاء العقاد طالبة الصيدلة في جامعة الأزهر قالت:"رغم تدني راتب الوالد إلا أنني مضطرة إلى إكمال الدراسة وأعاني الكثير حتى أجلب المال لتسديد الرسوم, وأطلب من الجامعة أن تقوم بمراعاة الأوضاع الاقتصادية والظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني وأن تكون المنح والقروض لجميع الطلاب والطالبات.

وكان رأي الطالب في الجامعة الإسلامية بغزة محمد منصور، حيث أكد أنه يقوم بتأجيل الفصل ليتفرغ للعمل وجلب المال ليتمكن من دفع قسط من الرسوم وإكمال مسيرته التعليمية،  مطالباً رئيس السلطة محمود عباس، ورئيس الوزراء بغزة إسماعيل هنية بالنظر للطلبة وتوفير جزء قليل من الرسوم حتى يتمكن الطلبة من الإفادة والاستفادة.

وأضافت الطالبة بالجامعة الإسلامية ليلى قاسم:"نعاني من مشكلة الرسوم ولا أحد ينظر للطالبة, وهناك مشكلة غلاء سعر الدينار وهو مأزق لدفع الرسوم", مطالبةً إدارة الجامعات عدم التحيز في توزيع المنح والقروض وأن يكون هناك مراعاة للظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني .

من جانبه قال الأستاذ "ناهد المغاري" مدير شؤون الطلبة بجامعة الأزهر بغزة لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن جامعة الأزهر دائما السباقة بتقديم يد العون والمساعدة للطلبة، حيث أن الرسوم الدراسية لم تُرفع قيمتها منذ أكثر من 8 سنوات على الإطلاق، مراعاةً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني.

وأضاف المغاري، أن جامعة الأزهر تعتمد بالدرجة الأولى على الرسوم الجامعية التي يسددها الطلبة, حيث أن الدعم الذي تتلقاه الجامعة من المؤسسات الخارجية جزء قليل جداً لا يُلبي كافة احتياجات الجامعة, مبيناً أن الجامعة لا يمكنها تخفيض رسوم الطلبة بتاتاً لأنها تسبب مشكلات كثيرة في مالية الجامعة.

وأوضح المغاري، أن الجامعة قدمت 3330 منحة لفئة الطلبة المحتاجين في عام2010-2011 في الفصل الأول بمبلغ إجمالي 547,791 دينار أردني, وأيضاً المنح التي تقدم من المؤسسات الخارجية مثل مؤسسة الرحمة ومؤسسة الطالب قدرت لـ1300طالب وطالبة بمبلغ 232,270دينار أردني مؤكداً أن الكثير من الطلبة يحصل على القروض التي يوفرها صندوق الطالب ووزارة الإقراض.

وفي السياق ذاته، قال عميد كلية الدراسات المتوسطة بجامعة الأزهر الدكتور محمد عجور لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": يجب رفع الرسوم وليس تخفيضها, لسد احتياجات الجامعة وأجور العاملين وبالنظر للوضع الاقتصادي الراهن الذي يعيشه الشعب الفلسطيني "نسعى جاهدين بكل الطرق وكل الحلول للطلبة عن طريق المنح والقروض وتوزيعها على فئة الطلبة المتفوقين".

في نفس السياق، نبه مدير صندوق الطالب بالجامعة الإسلامية بغزة باسل أبو زعيتر لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن من يحدد سعر الرسوم الجامعية وسعر الساعات هي إدارة الجامعة بشكل عام حيث تقوم بدرس الإمكانيات العامة سواء إمكانيات الطلبة أو إمكانيات المجتمع.

 

وأكد، أن الجامعة منذ 11سنة لم تتلاعب بأسعار الرسوم رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني, لذلك تسعى الجامعة جاهدة بعدم رفع الرسوم.

 

وبين أبو زعيتر، أن هناك فئة من الطلبة المحتاجين تحاول الجامعة أن تضع لهم ما يسهل العملية الدراسية, حيث قامت الجامعة بتقديم3500منحة لفئة الطلبة المتفوقين والحافظين لكتاب الله, كما تقوم بعمل إحصائيات كل فصل لمعرفة أعداد الطلبة المحتاجين من خلال الذهاب إلى بيوتهم ومعرفة مقياس دخل كل طالب من هؤلاء الطلبة.

في النهاية، شَكَلت المنح الدراسية إحدى المحددات التي تهيئ ظروف ومتطلبات الطالب الجامعي الفلسطيني، لدرجة أنه أصبح أول ما يفكر فيه الطالب في هذه المرحلة هو مدى كفاية المنحة التي سيتقاضاها إن كان هو من المحظوظين وكان له نصيب منها.

ولكن للأسف بقدر ما أعانت المنح الكثير من الطلبة يبقى وراء الستار طلاب لا يعلم عن معاناتهم أحد لأن أسباب عدم قبولهم في المنح الدراسية تبقى قيد شروط لا ذنب لهم بها.

ويبقى القول أن هناك طلاباً لا يحصلون على الدرجات التي تُخولهم للحصول على منح دراسية ويحصل عليها آخرون لهم الحق في ذلك بمجرد اتصال هاتفي لمسئول ما أو واسطة لا يمكن رفضها مطلقاً، ولكن من يقنع النعامة أن دفن رأسها في التراب لا يحميها من الخطر؟!