خبر مبعوث الأمم المتحدة يحذر إسرائيل من تهديدات عباس بحل السلطة

الساعة 08:10 ص|31 أكتوبر 2011

مبعوث الأمم المتحدة يحذر إسرائيل من تهديدات عباس بحل السلطة

فلسطين اليوم _ القدس المحتلة

في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسطن روبرت سيري، إنه على إسرائيل أن تأخذ بجدية تهديدات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالاستقالة وحل السلطة.

 

وجاء أن المقابلة معه أجريت الجمعة الماضي، بعد يومين من مشاركته في اللقاءات التي أجراها مبعوثو الرباعية مع مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية المحامي يتسحاك مولخو، ومع رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات.

 

وبحسب الصحيفة فإن سيري يعتقد أن حكومة بنيامين نتانياهو والجمهور الإسرائيلي لا يصغيان بما يكفي لـ"الأصوات اليائسة" في رام الله، والأبعاد الخطيرة لذلك. وقال إن "الجمهور الإسرائيلي يعتقد أن الوضع جيد لأنه لا يوجد عنف.. ولكن حتى تستطيع القيادة الفلسطينية مواصلة التزاماتها في التعاون الأمني مع إسرائيل يجب أن يكون هناك أفق سياسي".

 

وقال أيضا إن "الوضع حزين ومتناقض، فمن جهة حقق الفلسطينيون تقدما كبيرا في بناء الدولة، ولكن من جهة ثانية، وبسبب غياب المفاوضات وليس بذنب إسرائيل لوحدها، فإن الفلسطينيين يبدأون بالتساؤل إذا ما كانوا في الاتجاه الصحيح، وهذا ما يجب أن يقلق إسرائيل والجمهور الإسرائيلي، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن الوضع الأمني الجيد في الضفة الغربية لن يستمر".

 

وأشارت "هآرتس" إلى أن سيري يلتقي أبو مازن أسبوعيا، وأن الأخير قد تحدث عدة مرات على مسمع منه بشأن نيته الاستقالة خلال شهور معدودة إذا استمر الجمود.

 

وقال أيضا إن "عباس إنسان حكيم وملتزم بعدم العنف وبحل الدولتين، ولكنه بدأ يفكر بأن ذلك غير ممكن". وأضاف أنه على إسرائيل أن تأخذ أقوال عباس بجدية، وإلا تتعامل معها على أنها "تهديد فارغة من أي مضمون"، وأنه "بدون أمل سيتحول ذلك إلى نبوءة تحقق ذاتها".

 

كما قال إنه سمع الكثير من الأصوات في رام الله تطالب بحل السلطة و"تسليم المفاتيح لإسرائيل". وتابع أنه في حال حصل ذلك على إسرائيل ألا تتوقع أن مساعدة المجتمع الدولي في دفع الثمن.

 

وفي رسالة موجهة إلى الجمهور الإسرائيلي قال سيري إن الإسرائيليين يعتقدون أنه يمكن الاستمرار بهذا الوضع، ولكنه يشكك في ذلك، مشيرا إلى أن "طابع إسرائيل كدولة يهودية في خطر".

 

وأضاف أنه في المنطقة منذ 4 سنوات، ويشاهد استمرار البناء في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، وبحسبه فإن "الإسرائيليين والفلسطينيين يتحولون إلى توأمين سياميين لا يمكن الفصل بينهما". مشيرا إلى أن الفصل هو ما يتيح تحقيق "حلم دولة يهودية للشعب اليهودي".

 

ويعتقد سيري أنه بالرغم من أزمة الثقة العميقة بين نتانياهو وعباس فإن المحادثات التي تجريها الرباعية الدولية مع الطرفين من شأنها أن تتيح فتح قناة محادثات سرية.

 

كما اعتبر سيري في المقابلة، أن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس كانت "تطورا إيجابيا". وأضاف أنه يجب على إسرائيل أن تعمل على تقوية عباس، مشيرا إلى أن علاقاته الجيدة مع كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وأنهم يدركون الأبعاد السيئة وأنه يجب مد يد المساعدة لعباس بعد الصفقة.

 

وقال إنه على إسرائيل أن تقوم بخطوات ملموسة بدون أي علاقة بتجديد المفاوضات، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تدرس إمكانية تحويل مناطق "ج" إلى مسؤولية السلطة الفلسطينية، وإنجاز المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى لصالح عباس.

 

وفي نهاية المقابلة، حذر سيري مما أسماه "ظاهرة التطرف المتصاعدة في وسط المستوطنين في الضفة الغربية". وقال إن "ظاهرة جباية الثمن مقلقة جدا، ورغم أن الحكومة الإسرائيلية تتنصل منها وتدينها، إلا أنه لا يتم إلقاء القبض على المنفذين وتقديمهم إلى المحاكمة، وهذا أمر مقلق".