خبر قرية المعصرة..خمس سنوات على انطلاقة شرارة مقاومتها الشعبية ضد الجدار

الساعة 09:35 ص|30 أكتوبر 2011

قرية المعصرة..خمس سنوات على انطلاقة شرارة مقاومتها الشعبية ضد الجدار

فلسطين اليوم- رام الله

بيت لحم-  من نجيب فراج- لا يختلف الناشطان محمود زواهرة ومحمد بريجيه مع بعضهما البعض حينما يبدأن بسرد قصة مسيرات قرية المعصرة حيث ينتميان اليها ضد جدار الفصل العنصري التي مضى على انطلاقها خمس سنوات بالتمام و الكمال .

 

فبهذه المناسبة حرص الناشطان واللذان يطلق عليهما أهالي القرية و معارفهما بالتوأمان من إحياء هذه الذكرى التي مرت في السادس عشر من شهر أكتوبر ،وتمثلت عملية أحياء هذه الذكرى بالعديد من المظاهر ومن بينها اللجوء إلى وسائل الإعلام من اجل تسليط الضوء على القرية و معالمها وموقعا الجغرافي ونضالها ضد جدار الفصل العنصري خصوصا ضد الاحتلال و والاستيطان و الاحتلال على وجه العموم.

 

تقع القرية على بعد 13 كيلو متر من جنوب بيت لحم ويبلغ عدد سكانها 950 نسمة وهي محاطة بالعديد من المستوطنات ومن بينها فرات و نفي دانيال والون شفوت ونيكوديم حيث يقطنها نحو 60 ألف مستوطن ومن بينهم وزير خارجية إسرائيل ليبرمان ،ويوجد في القرية مدرستين الأولى ثانوية وهي مختلطة ويبلغ عدد طلبتها 350 طالب و طالبة والثانية أساسية ويبلغ عدد طلابها 150 طالبا كما تضم مستوصف صحي يقدم الخدمات لكافة فرى الجنوب التسعة ،ويوجد في القرية أيضا مركز ثقافي ومركز نسوي وجمعية زراعية ،ومع ذلك فان القرية تحتاج إلى بنية تحتية بكل الاتجاهات فهي بحاجة إلى شبكة مجاري وطرق زراعية وطرق معبدة وشركات كهرباء من اجل أن يتمكن السكان من الاتساع العمراني والوصول إلى مناطق (ج) التي تتجاوز نسبتها 90% من اجل خلق حياة في هذه الأماكن المهملة، كما تحتاج القرية إلى تمتين جبهتها لكي تقاوم المخطط الاستعماري من خلال تعزيز صمود الأهالي ،فعلى سبيل المثال فان مسجد (الخليل ابراهيم)الواقع بالقرب من شارع المستوطنات المهددة بالهدم بدعوة عدم الحصول على تراخيص بنائه.

 

 ارتبط الناشطان بريجية وزواهرة وهما شابان في مقتبل العمر ببعضهما البعض منذ أن فكرا بكيفية مقاومة الاحتلال فشاركا يوم الجمعة الموافق 16/10/2006 في المسيرة الأولى ضد جدار الفصل العنصري الذي بدأت قوات الاحتلال بالتخطيط لاقامته، فكانت المسيرة عفوية حيث هب عشرات الشبان و المواطنين للدفاع عن أرضهم وللتصدي لجرافات الاحتلال التي بدأت تاكل الاخضر و اليابس وتهدم الجدران الاستنادية وتقتلع الاشجار، فبحسب ما يقوله الناشط زواهرة فان المحصلة النهائية للأضرار التي لحقت بالقرية منذ ذلك الحين هو اقتلاع 5000 شجرة زيتون وأكثر من 10000من اللوزيات غالبيتها العظمى تتجاوز عمرها دولة اسرئيل، وقد بني الجدار على بعد 12 كيلو متر من الأراضي المحتلة عام 48 الذي كان معترف بها كحدود اي أن الموضوع ليس امني على الإطلاق ، إذ أن الجدار التهم 257 دونم من أراضي القرية وعزل حوالي 3000 دونما آخر ، وهو جزء من مخطط سيعزل في المآل الأخير 26000 من أراضي قرى الريف الجنوبي وهي تمتد من حدود قرية الخضر غرب بيت لحم الى حدود بلدة بيت أمر إلى الشمال من مدينة الخليل وهي من أفضل الأراضي الزراعية والتي تضم مصادر للمياه من ينابع وآبار وأراضي خصبة إضافة إلى أنها تحوي غابات وكروم العنب التي تشكل الغلة الزراعية لمجل الضفة الغربية ،وهذا بالتالي سيعزل محافظة الخليل عن محافظة بيت لحم تمهيدا لمنع الفلسطينيين من استخدام شارع رقم 60 ليستفرد به المستوطنون لوحدهم ليضطر الفلسطينييون استخدام طريق سعير لربط المحافظتين بعضهما ببعض وهذا الطريق يستغرق أضعاف ما يستغرقه الشارع الرئيس.

 

يعتبر الناشطان بريجية وزواهرة ان المسيرات التي ظلت متواصلة كل يوم جمعة على امتداد الخمس سنوات الماضية التي كانت بمثابة كسر حاجز الخوف من قبل المواطنين الذين دأبو على الانتظام في هذه المسيرات ليقولوا ومعهم العشرات من المتضامنين الاجانب ونشطاء حركة السلام الاسرئيلية لا للاحتلال ولا للمستوطنين ولا تعايش مع المحتل مهما كانت النتيجة، لقد اعتاد نحو 200 شخص في كل يوم جمعة على مدى الخمس سنوات الخروج في شوارع القرية يرفعون الإعلام و الرايات و اللافتات المناهضة للاحتلال ليجوبون شوارعها وصولا إلى مكان إقامة الجدار وهم يواجهون بصدورهم العارية آلة الحرب الإسرائيلية وعشرات جنود الاحتلال اللذين يتعاملون مع المتظاهرين العزل بعنف شديد فيضربون ويقمعون ويجرحون ويعتقلون ولكن النتيجة كانت دوما أن العنف الإسرائيلي يجعل المتظاهرين اشد عودا واصلب موقف وأكثر ثقة على مواصلة مقاومة الاحتلال لأنها الطريقة الأضمن لإنهاء الاحتلال وهو هدف سامي لا يمكن الا أن يتحقق .

 

وبهذا الصدد يستذكر بريجية وعلى مدار الخمس سنوات بأنه قد جرى اصابة 200 متظاهر بجراح من جراء العنف الإسرائيلي من بينهم جواهر بريجية التي فقدت السمع جزئيا نتيجة لانفجار قنبلة ارتطمت في أذنها اليسرى ،هذا إضافة إلى إصابات بكسور لعشرات المتظاهرين، كما جرى اعتقال العشرات الآخرين اللذين فرض عليهم السجن والغرامة من بينهم الناشط حمزة علاء الدين الذي لا زال محتجز حاليا فيما بلغت إجمالي الغرامات التي فرضت على النشطاء يفمية 100,000 شيكل هذا عدى عن المداهمات الليلية وتحطيم الأبواب وضرب قنابل الصوت باتجاه منازل النشطاء وإرهاب أطفالهم إضافة إلى التعرض لهم عند الحواجز العسكرية أثناء تنقلهم بين المدن كما حصل مع كل من حسن بريجية ومحمود علاء الدين ومحمد بريجية ومحمود زواهرة والكثيرين منهم .

 

وبهذا فقد روى زواهرة قصة ذلك الجندي من حرس الحدود الذي كان يرابط عند حاجز الكونتينر المطل على طريق وادي النار الذي يربط بين شمال الضفة وجنوبها، اذ سبق لهذا الجندي أن خدم في قرية المعصرة وعندما كان محمود زواهرة في سيارته باتجاه رام الله أوقفها الجندي فتعرف عليه وأخذه إلى غرفة منزوية وقال له (لقد نزلت علي من السماء) واخذ يضربه كالمجنون بأعقاب البندقية لدوافع انتقامية لا أكثر .

 

ويقول الناشطان والى جانبها كافة أهالي القرية بان كل هذه الملاحقات والاستهدافات للقرية ومواطنيها لن تجدي نفعا في تخويفهم على الإطلاق بل ستكون أسباباً للتشبث بأهدافهم ونضالهم حتى نيل كافة الحقوق الوطنية وهذا حال شعبنا بأسره حتى لو استمر النضال مائة عام أخرى.