خبر بيبي الجديد مقابل بيبي القديم -يديعوت

الساعة 09:11 ص|30 أكتوبر 2011

بيبي الجديد مقابل بيبي القديم -يديعوت

بقلم: سيفر بلوتسكر

لا تتجاوز شعبية رئيس الوزراء نتنياهو استطلاعات الرأي العام، على نحو عام 30 في المائة، بل أقل منها. وفي مرات كثيرة في السنتين ونصف السنة الاخيرة التي مرت كان ربع الجمهور فقط راضيا عن أدائه بصفته رئيس الحكومة. وهذه درجة منخفضة؛ فان نسبة الراضين عن أداء اريئيل شارون إذ كان رئيس الحكومة لم تكد تنخفض تحت 50 في المائة، وعن أداء اولمرت تحت 40 في المائة.

بيد أنه تسجل في حالة نتنياهو بين الفينة والاخرى قفزات للشعبية الى أعلى، وآنذاك يحصل في استطلاعات الرأي العام على درجة عالية عن أدائه. فمتى يحدث هذا؟ هناك من يقولون: حينما يُظهر زعامة. وهناك من يقولون: حينما يُظهر تشددا سياسيا. وهناك من يقولون: حينما يُمثل دور المصاب والمطارد.

ان تفسيري لرسم شعبية نتنياهو المتعوج يربط الاهتزازات بالصراع الدائر بين "بيبي القديم" و"بيبي الجديد". فحينما تكون يد بيبي الجديد هي العليا، تقفز شعبيته الى أعلى. وحينما يتغلب بيبي القديم ويسيطر على رئيس الوزراء، يسبب قطيعة بينه وبين الجمهور. ويحدث هذا لأن الجمهور، بمختلف الدرجات التي يعطيها لنتنياهو، يؤدي اليه رسالة تقول: دع حماقاتك العقائدية وأصغ إلينا. كُن متشبها بمباي وستكون ذا شعبية. وكُن حيروتيا – وستبقى مع تأييد ربعنا. والاختيار بيديك.

يمكن ان نقول في تعميم ان الجمهور يريد ان يدير رئيس الوزراء هذا بنيامين نتنياهو من الليكود سياسة اقتصادية واجتماعية وأمنية ودبلوماسية لحزب يسار – مركز واسع. حينما يتبنى نتنياهو مبدأ الدولتين، كما في خطبة بار ايلان، يرفع نسبة الراضين عن أدائه. ويحدث له شيء مشابه حينما يتبنى دعوة "الرباعية" الدولية الى محادثات مع الفلسطينيين ومخطط التفاوض مع حماس – ويسهم بذلك في اطلاق جلعاد شليط. ويرتفع تأييد نتنياهو الآن ايضا لأنه تبنى خطوات اقتصادية تناقض بـ 180 درجة تصور بيبي القديم العام: فهو يرفع نسبة ضريبة الدخل ويزيد المخصصات. المفتاح اذا موجود في كلمة "يتبنى". ان أيام مجد بيبي لا تأتي ردا على مبادراته الذاتية. انها تأتي حينما يُدير رئيس الوزراء ظهره لتصوره العام المعروف، ويتبنى غير مختار سياسة اخرى، لأن الشعب يريد، وحينما يحدث هذا تعلو شعبيته. ما هي الاستنتاجات التي يستطيع نتنياهو استخلاصها من هذا؟ أحد الاستنتاجات سياسي: فقد تم الافتراض حتى الآن أن مجال انتخابه الطبيعي هو الكتلة اليمينية بل اليمينية المتطرفة من الجمهور الاسرائيلي وانه سيحتاج هناك الى مواجهة ليبرمان. لكن هذا كما يبدو خطأ. فبيبي الجديد اذا بقي جديدا، فسيستطيع ان يشق الطرق الى قلوب اسرائيليين يفضلون سياسة اقتصادية أكثر يسارية، وسياسة خارجية وأمنية أكثر حمائمية. وهناك سيلتقي بصفة خصم، من بارك انتصارها، النائبة شيلي يحيموفيتش.

والاستنتاج الثاني اجتماعي – اقتصادي: ان الجمهور قد عاقب نتنياهو إذ كان وزير مالية عقابا شديدا لأنه سلك سلوك بيبي التقليدي وهو: الاقتطاع من مخصصات الدعم الاجتماعي، ولأنه عمّق عدم المساواة، وقام باصلاح بخر الذي كرهه الجمهور ويكرهه. وحينما كان في المعارضة نما صورة "بيبي جديد" وسوغت خطواته الاقتصادية الاولى (الغاء رفع ضريبة القيمة المضافة، ومائدة مشتركة مع الهستدروت) سوغت هذه الصورة عنه. والآن ايضا، ونتنياهو وشتاينيتس يأتيان الحكومة برزمة ثقيلة من فرض الضرائب على الايرادات العالية واستحقاقات ضريبية مُكبرة لأزواج شابة مع اولاد، فانهما يركبان موجة الشعبية.

والاستنتاج الثالث زعامي: يجب الاصغاء الى أشواق الشعب. وصحيح انه توجد هنا معضلة؛ فالزعيم الحقيقي الذي يعمل لمصلحة الشعب قد يعمل احيانا في مواجهة أكثر الشعب، لأن الشعب يخطيء ايضا. بيد أنه في السنتين والنصف التي مرت كان الشعب عامة، أي أكثرية الجمهور، أكثر حقا من رئيس حكومته.

والاستنتاج الرابع فوري: وهو انه اذا كان نتنياهو يزن ان يقصف ايران فمن المرغوب فيه ان يفحص هل تلائم ارادته الاستنتاجات الثلاثة المذكورة آنفا.