خبر الهجوم على ايران: اليوم التالي- يديعوت

الساعة 09:09 ص|30 أكتوبر 2011

الهجوم على ايران: اليوم التالي- يديعوت

بقلم: رونين بيرغمان

(المضمون: كل الاسباب التي تجعل هجوما اسرائيليا على المنشآت النووية الايراني غير مجد - المصدر).

        "المهمة اكتملت، كل المنشآت دمرت. نعود الى قواعدنا"، سيقول صوت قائد سرب الطائرات الصادر عن جهاز الاتصال في مقر القيادة في وزارة الدفاع. رئيس الوزراء، وزير الدفاع وقائد سلاح الجو سيتبادلون بينهم نظرات مليئة بالرضى ولكن هم ايضا سيعرفون بان هذه ليست نهاية القصة. تماما لا.

        كل من يعنى بمسألة اذا كان ينبغي قصف المنشآت النووية لايران يوافق على ان استخدام الهجوم العسكري العملي يجب أن يكون المخرج الاخير، بعد أن تكون استخدمت كل الامكانيات الاخرى: العقوبات، النشاط المضاد لتصدير المعدات الامنية الى ايران، الضغط الدولي والعمليات السرية لتشويش المشروع النووي لنظام آيات الله.

        لا خلاف في أن الخيار العسكري يجب أن يبقى حتى اللحظة الاخيرة حقا – تلك التي بعدها حتى الهجوم الناجع لن يلحق بالمشروع ضررا ذا مغزى. الجدال بين المحافل المختلفة يتركز في مسألة هل وصلنا الى هذه اللحظة، ولكن في كل الاحوال واضح للجميع بان الهجوم ينطوي على مخاطرات هائلة – ويعد بسيناريوهات معقدة للغاية لليوم التالي.

        الضرر للبرنامج النووي: تأخير 3 – 4 سنوات

        لقد تعلمت ايران الدرس من القصف الاسرائيلي على المفاعل في العراق في 1981 ونثرت منشآتها النووية في أرجاء الدولة. اضافة الى ذلك، لا يمكن أن نعرف كم منشأة نجحت في اخفائها. وتحمى المنشآت ببطاريات مضادة للطائرات تحرص طهران على تحسينها من يوم الى يوم، وبعضها مبنية تحت الارض. وحتى في المنشآت المعروفة ليس واضحا جزء من مبنى الانفاق، بحيث أنه حتى استخدام القنابل العميقة لا يعد بابادتها.

        يدور الحديث عن هجوم معقد للغاية. لاسرائيل قوة جوية محدودة، وليس في حوزتها حاملات طائرات. بين قواعد سلاح الجو والمنشآت النووية الايراني يفصل 1.500 كيلو متر على الاقل، ولهذا فهناك حاجة الى التزود بالوقود مرة واحدة في الطريق على الاقل. المعارك الجوية، اذا ما وقعت، ستحتاج الى تزويد آخر للوقود. وكون الحديث يدور بالضرورة عن هجوم قصير، فانه سيكون ملزما بالتركيز على عدد صغير من المواقع.

        نقطة يميلون الى نسيانها هي أنه حتى القصف الاكثر نجاحا لن يتمكن من شطب المعرفة التي جمعها العلماء الايرانيون في المجال النووي. في السطر الاخير: حتى الهجوم الناجح يمكنه أن يعرقل المشروع 3 حتى 4 سنوات. هذا كل شيء. في الساحة الداخلية الايرانية هناك من يعتقد أن هجوما على المنشآت النووية سيرص الصفوف خلف قيادة الدولة ويعززها بعد الضربة التي تلقتها في الاضطرابات في السنتين الاخيرتين. اضافة الى ذلك من المهم أن نتذكر بان ايران وافقت على ان تطبق على نفسها ميثاق على منع انتشار السلاح النووي (NPT) ومنشآتها العلنية توجد تحت رقابة الامم المتحدة. هذه الرقابة تجعل الامور صعبة على ايران وتبطئها في طريقها نحو القنبلة، وهجوم اسرائيلي كفيل بان يوفر لقادة الحكم في طهران الذريعة لطرد المراقبين.

        هجوم مضاد: صواريخ وموجة ارهاب عالمية

        من الصعب الافتراض بان الهجوم سينتهي بصفر خسائر اسرائيلية. صحيح ان منظومة الدفاع الجوية الايرانية ليست جيدة مثل تلك السورية، وليس لديها صواريخ من نوع SS22 تشكل تحديا جديا لسلاح الجو الاسرائيلي. ولكن رغم ذلك فان مواقع النووي في ايران هي من الاكثر تحصينا في العالم، وكميات هائلة من الصواريخ تحمي كل واحدة منها.

        يحتمل سيناريو يضطر فيه طيارون اسرائيليون الى ترك الطائرات فوق ايران. الجمهور في اسرائيل سيجد صعوبة في التصدي لسقوط جنود في الاسر، ويمكن فقط التخمين ماذا سيحصل اذا وصل عشرة طيارين لنا الى غرف التحقيق لدى الحرس الثوري.

        خلافا لسوريا، التي لم ترد بعد قصف المفاعل في ايلول 2007، فان ايران تعد كل الوقت بان ترد بقوة اذا ما هوجمت، وينبغي الافتراض بانها ستفي بهذا الوعد. لدى ايران بضع عشرات من صواريخ شهاب مجهزة برؤوس متفجرة تقليدية يمكنها أن تضرب اسرائيل كما يمكنها أن تستخدم حزب الله.

        في حوزة المنظمة اللبنانية نحو 50 الف صاروخ، وقد اثبتت في الماضي بان في وسعها شل الحياة في القسم الشمالي من الدولة. واذا لم يكن هذا بكاف، فيمكن لايران ايضا ان تستخدم حماس (التي توجد بشكل جزئي تحت إمرتها) والجهاد الاسلامي الفلسطيني (الذي تسيطر عليه بشكل كامل). في جهاز الامن توجد محافل تعتقد بانه مثلما لم ترد سوريا على سلسلة أعمال في نطاقها نسبت الى اسرائيل، هكذا ستتردد في الهروع لنجدة ايران. ولكن يوجد ايضا من يعتقد بان العكس هو الصحيح. سوريا، كما يجدر بالذكر لا تزال العدو الاقوى لاسرائيل.

        مئير دغان، رئيس الموساد السابق، حذر في كانون الثاني الماضي من اشتعال مع حزب الله ومع حماس بسبب هجوم على ايران. بل انه قدر بانه يحتمل ان تنضم سوريا الى القتال. "السوريون لن يهاجمونا بالدبابات"، قال دغان، "نحن سنرى هجوما كثيفا للصواريخ على الجبهة الداخلية لدولة اسرائيل، وفي خط الجبهة سيكون مواطنو الدولة. ما هي قدرة الدفاع الاسرائيلية ضد مثل هذا الهجوم؟ أنا لا أعرف حلولا".

كما أن الرد كفيل بان يتجاوز حدود اسرائيل. فقد زرع حزب الله وايران في السنوات الاخيرة عشرات الخلايا الارهابية الغافية في ارجاء العالم، مع مخططات لعمليات ضد اهداف اسرائيلية ويهودية – في حالة ثأر على ضربة للمشروع النووي. اسرائيل تفعل كثير كي تحمي منشآتها واليهود في العالم، ولكن تفعيل تلك الخلايا الغافية في نفس الوقت كفيل بان يؤدي الى موجة من العمليات الارهابية التي سيكون من الصعب جدا وقفها.

الساحة الدولية: شجب وقطع علاقات

العالم الغربي والعالم العربي من غير المتوقع أن يكونا متسامحين حيال هجوم اسرائيلي على ايران. العديد من الدول تحدثت منذ الان بشدة ضد مثل هذا الهجوم الذي من شأنه أن يمس شديد المساس بالعلاقات الخارجية لاسرائيل مع اوروبا وربما يؤدي الى قطع العلاقات مع روسيا ومع الصين، اللتين تقيمان علاقات طيبة مع ايران.

لقد أوضحت الولايات المتحدة في الاشهر الاخيرة في اسرائيل بانها تعارض الهجوم بشدة، واذا طلبت اسرائيل الاذن مسبقا بالهجوم، فانها ستجد ردا سلبيا مطلقا. واذا لم تطلب، فان بانتظارها غضب امريكي بعد الفعل، على خلفية العلاقات المعقدة على أي حال بين الدولتين وزعيميهما في السنوات الاخيرة. اضافة الى ذلك يوجد ايضا احتمال بضعضعة الاستقرار الداخلي في دول عربية مختلفة، والتي على أي حال وضعها مهتز، كنتيجة لرد الشارع على العملية الاسرائيلية.