خبر جلسة شتوية لتشريع عنصري بازاء تشريع اجتماعي- هآرتس

الساعة 09:09 ص|30 أكتوبر 2011

 

جلسة شتوية لتشريع عنصري بازاء تشريع اجتماعي- هآرتس

بقلم: يونتان ليس

(المضمون: مشروعات قوانين تنتظر البت في جلسات الكنيست القريبة منها مشروعات قوانين عنصرية - المصدر).

        غدا سيعود اعضاء الكنيست من عطلة الصيف. ان العطلة الطويلة التي بلغت ثلاثة اشهر تقريبا، تركت الميدان النيابي بعيدا عن الخطاب العام، في واحد من الفصول الأشد اشتعالا مما عرف في السنين الاخيرة: فاحتجاج الخيام من جهة والمواجهة مع السلطة الفلسطينية في الصعيد السياسي من جهة اخرى، فاجآ اعضاء الكنيست من غير منصة مريحة للتحرر من الاحباط، وبلا قدرة حقيقية للتأثير في برنامج العمل.

        وقد باغتت صفقة شليط ايضا اعضاء الكنيست بعيدين عنها: فلم يجر نقاش برلماني ذو شأن لآثار الصفقة، وبخلاف تصريحات سابقة لرئيس الحكومة، لم يؤت بها للنقاش أمام الجلسة العامة قبل تحقيقها ولا للتصويت في الكنيست. وكان في المعارضة خاصة من فرحوا لان دار الكنيست لم تكن نشيطة في هذه المدة.

        "كان نتنياهو يستطيع استغلال الكنيست لمضاءلة الضرر الذي سببه له احتجاج الخيام وليغير برنامج العمل الاعلامي"، قالت نائبة من المعارضة. "كان يستطيع ان يُمكّن اعضاء الكنيست من اثارة اقتراحات قانون مختلفا فيها أو الدفع قُدما باصلاحات لصرف انتباه الجمهور عن الانتقاد عليه. ومن هذه الجهة من المؤكد ان العطلة ساعدتنا".

        حياة سهلة لنتنياهو

        لكن الكنيست الغافية سهلت الحياة على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: فبغير اقتراعات حجب ثقة عن حكومته، بقي الائتلاف الصلب يعمل بلا تشويش. ان الجلسة الحالية نادرة في السياسة الاسرائيلية: ففي العشرين سنة الاخيرة لم ينجح أي رئيس حكومة في أن يبقى مدة تعادل مدة نتنياهو. بيد انه في الشهور القريبة يتوقع ان تبدأ الاحزاب في الاستعداد للانتخابات التالية، ويتوقع ان يؤثر هذا تأثيرا كبيرا في أداء الحكومة والكنيست وان يجعل الجلسة الحالية معقدة.

        ما يزال موعد الانتخابات الرسمي في تشرين الاول 2013، لكنهم في الائتلاف وفي المعارضة معا يُقدرون ان يتم تقديم موعدها. اختار حزب العمل من قبل رئيسا وسيحاول اعضاؤه المتنازعون العمل معا؛ ويتوقع ان تقدم ميرتس كما يبدو موعد الانتخابات لرئاسة الحزب وان تجريها في كانون الثاني؛ ويتوقع ان يجتمع مؤتمر الليكود في كانون الثاني وقد يعلن كديما ايضا انتخابات مشابهة في الاشهر القريبة. ان رائحة الانتخابات يتوقع ان تزيد في تشدد مواقف جميع الكتل البرلمانية في الكنيست، وان تزيد في المطالب المالية للشريكات الائتلافية. كان في الائتلاف من أشار الى شهر أيار القادم باعتباره موعدا ممكنا للانتخابات بعد ان يفشل رئيس الحكومة في امضاء ميزانية اخرى بسبب مطالب الشريكات الائتلافية.

        ستؤثر ثلاثة أحداث مركزية في الايام القريبة في برنامج العمل المضغوط لرئيس الوزراء وهي: تطور سياسي في الصراع مع الفلسطينيين؛ وأنه يتوقع ان يترجح ائتلافه بين توصيات لجنة تريختنبرغ والمطالب الاجتماعية للاحزاب المختلفة؛ وقد يوجه مراقب الدولة ايضا ميخا لندنشتراوس ضربة الى الحكومة في غضون بضعة اسابيع بنشره التقرير اللاذع الذي كتبه عن اخفاقات الحريق في الكرمل.

        قالت النائبة داليا ايتسيك، رئيسة كتلة كديما البرلمانية في يوم الخميس ان أحد الشؤون المركزية التي سيحصر الحزب عنايته فيها هي طلب الغاء ميزانية الدولة واعداد ميزانية جديدة تشمل ردا على الاحتجاج الاجتماعي. "سنطلب الى نتنياهو ان يفتح ميزانية الدولة من جديد. نحن نريد ان تجري الحكومة مفاوضة مع كل الجهات ذات الصلة، ومعنا ايضا وان تصوغ عقدا اجتماعيا مجددا".

        ان اربعة مجالات تشريع شعبية يتوقع ان تقوم في قلب نشاط اعضاء الكنيست في الدورة الحالية: تشريع تقرير تريختنبرغ وإحداث اصلاح اقتصادي ذي شأن على أثره؛ وسلسلة قوانين صفقة شليط التي ترمي الى اعاقة الحكومة عن تنفيذ صفقات أسرى جماعية في المستقبل؛ ومحاولات تشريع لاحلال البناء في البؤر الاستيطانية والاستمرار في سن قوانين الولاء – المواطنة.

        قفزوا على العجلة

        ان اسرائيل بيتنا يقود في الحقيقة التشريع في هذا الشأن لكن غير قليل من النواب من كتل برلمانية اخرى قفزوا على العجلة في الاشهر الاخيرة. قال رئيس كتلة اسرائيل بيتنا البرلمانية، النائب روبرت التوف في نهاية الاسبوع: "نحن نرى سن قانون الولاء – المواطنة راية حزبنا ولن نهادن في هذا. فبين عدة اقتراحات جديدة في هذا الشأن سنثيرها واقتراحات قانون ايضا في مراحل تشريع مختلفة".

        على سبيل المثال يتوقع ان تبحث الكنيست في اقتراح يريد ان يُقر أفضلية خريجي الجيش في الخدمة الوطنية في القبول لجهاز الدولة، الموضوع على مائدة لجنة الدستور، بعد أن أُجيز بقراءة أولية؛ وكذلك اقتراح تعديل قانون المواطنة الذي يتناول واجب اعلان الولاء لدولة اسرائيل "باعتبارها دولة يهودية وصهيونية وديمقراطية ولرموزها وقيمها"، باعتباره شرطا للحصول على جنسية اسرائيلية؛ ويدعو اقتراح آخر الى منح وزير الداخلية تقدير أن ينزع الجنسية عن شخص يعمل في مضادة الشعب اليهودي أو مضادة دولة اسرائيل.

        منذ تنفيذ صفقة شليط، أصبحت ثلاثة مقترحات مركزية في جدول العمل. الاول لعضو الكنيست اوري اريئيل (الاتحاد الوطني)، يريد ان يحدد اطلاق سجين واحد مقابل كل أسير. واقتراح آخر لعضو الكنيست زئيف ألكن (الليكود) يحظر اطلاق سراح مخربين تحت سن الـ 45، ويُمكّن سجناء من أبناء الـ 60 فصاعدا فقط من ألا يُطردوا.

        "ان احتمال ان تُجاز اقتراحات القانون في شأن شليط في الجلسة القريبة واحتمال ان تُقدم الى الأمام، واهن"، قال عضو الكنيست الذي فحص عن امكانية تقديم اقتراح في هذه القضية. والسبب ان الحكومة ستفشلها لأنه لا يوجد أي رئيس حكومة يريد ان يُفشلوه عن اتخاذ قرارات سياسية.

        ان اخلاء البؤر الاستيطانية ايضا قد يشغل الكنيست في الاشهر القريبة: فكل اخلاء ينفذ، وكل تقدم ايضا في المسيرة السياسية، سيثير اعمال شارة ثمن في دار الكنيست من قبل أشياع اليمين. وفي الائتلاف يستعدون لامكانية ان يصوت اعضاء الكنيست هؤلاء بخلاف الانضباط الائتلافي، انتقاما لاخلاء البؤر الاستيطانية أو تجميد البناء في المستوطنات.