خبر بعد التصعيد الأخير.. التهدئة إلى أين؟

الساعة 08:01 ص|30 أكتوبر 2011

بعد التصعيد الأخير.. التهدئة إلى أين؟

فلسطين اليوم-غزة

يبدو أن حالة الهدوء وعدم المواجهة المباشرة لم يعد يروق للاحتلال الصهيوني، رغم حصاره لغزة وممارساته الاستفزازية اليومية، إلا أنه يحاول إيصال رسائل للمقاومة توحي ربما بقرب المواجهة.

وفي غضون يوم واحد فقط، تحولت حالة الهدوء في غزة إلى ما يشبه ساحة حرب، لكن حالة الارتباك الواضحة المصاحبة لموجة التصعيد العنيف، انعكست على أداء المقاومة التي رشقت الاراضي المحتلة عام 1948 بوابل من الصواريخ، وكذلك على ردة فعل (إسرائيل) التي قتلت ما يزيد عن 9 شهداء خلال يوم واحد.

ورغم التطور النوعي على قدرات المقاومة، إلا أن محللون سياسيون يسجلون على الاخيرة عدم توحيد جهودها بما يضمن تشكيل جبهة مقاومة موحدة أمام العدوان (الإسرائيلي).

 

لا تصعيد

 

وتباينت وجهات نظر المحللين السياسيين بشأن اتفاق التهدئة, فمنهم من رأى أنها هشة ولا تصب إلا في مصلحة الاحتلال, وآخرون أكدوا أن (إسرائيل) حريصة على التهدئة وغير معنية بالتصعيد في الوقت الحالي.

 

يقول المحلل السياسي حسن عبدو: "(إسرائيل) ستلتزم بالتهدئة كون العوامل الإقليمية والدولية غير مواتية لها لشن عدوان موسع على القطاع"، مستطردا: "سيكون هناك هدوء في غزة لكن لا ندري إلى أي مدى سيستمر".

 

وأضاف عبدو : "حرص (إسرائيل) على الهدنة مع الفصائل يؤكد أن قوة الردع الإسرائيلية قد تآكلت وهذا ما تحدث به العديد من القادة الإسرائيليين", معتقدا أن الفترة المقبلة لن تشهد تصعيدا جديدا بين الاحتلال والمقاومة.

 

وأكدت مصادر طبية فلسطينية استشهاد تسعة فلسطينيين وإصابة آخرين جراء غارات جوية إسرائيلية على مواقع تابعة لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين.

 

في غضون ذلك قالت مصادر قريبة من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي إن جهودا مصرية نجحت في وقف التصعيد وتثبيت الهدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. وقال مسؤولون مصريون في وقت سابق إن الجانبين سينهيان التصعيد في أعمال العنف بعد ساعات قليلة.

 

توازن الردع والرعب

 

وردت سرايا القدس بإطلاق دفعات من الصواريخ أصاب بعضها مدينة أسدود وعسقلان والنقب مما أسفر عن مقتل إسرائيلي واحد وإصابة اثنين آخرين، كما نقل نحو ثلاثين آخرين بسيارات الاسعاف جراء إصابتهم بالهلع في حين هدد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان برد شديد.

 

و قال المتحدث باسم سرايا القدس أبو أحمد ان المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس استطاعت أن تحقق توازن الرعب والردع مبينا رد المقاومة سيكون بحجم التصعيد الصهيوني موضحا أن لدى المقاومة الكثير من المفاجآت .

 

ويرى المحلل السياسي هاني البسوس أن دولة الاحتلال لن تلتزم بالاتفاق مع الفصائل وستخترقه كثيرا  كعادتها، منوها إلى أن حجم التصعيد الماضي يؤكد أن هناك تصعيد مقبل وأن التهدئة لن تدوم طويلا.

 

وأوضح البسوس أن التهدئة تخدم (إسرائيل) وليس الفلسطينيين, وقال: "(إسرائيل) أرادت التهدئة لترتيب أوراقها السياسية والعسكرية من جديد كي تخطط لشن عملية عسكرية جديدة ضد غزة خلال المرحلة المقبلة؛ مما يعني أن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة", مشيرا إلى أن التهدئة لن تدوم طويلا مع دولة الاحتلال.

 

وأكد أن التهدئة هشة وشكلية؛ "كون (إسرائيل) تريد إسقاط الحكومة الفلسطينية والقضاء على المقاومة بشن عملية برية في القطاع".

 

وفي المقابل, ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية دعا كبار ضباط الجيش لبحث التطورات الميدانية. وتقول إسرائيل إن ترسانة السلاح في غزة عززت بتهريب أسلحة من ليبيا.

 

وبين التصعيد والتهدئة تبقى الأيام المقبلة هي التي تكشف الرد الواضح على  سؤال :" التهدئة إلى أين؟".....