خبر أنقذوا ويلي- هآرتس

الساعة 01:19 م|28 أكتوبر 2011

 

أنقذوا ويلي- هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

على نحو يشبه الفيلم ذا الشعبية "أنقذوا ويلي" أخذ يكتب سيناريو اسمه المؤقت "أنقذوا محمود عباس". فعلى أثر "انتصار" حماس يوصي الجيش الاسرائيلي بتعزيز أبو مازن بطائفة من التفضلات. ان مقالة "هآرتس" الافتتاحية تقترح على نتنياهو ان يصغي لتوصية الجيش، وكأن أبو مازن يستحق تعويضا عن صفقة الافراج بالجملة عن المخربين التي حظيت بها حماس. وكتب دوف فايسغلاس، مستشار اريك شارون السابق للعلاقات بالعرب ايضا، في "يديعوت احرونوت" انه يجب انقاذ أبو مازن لأن نجاح حماس "ضربة فظيعة للسلطة الفلسطينية".

ان ما يُفهم ضمنا من اقتراحات تعويض أبو مازن هو انه لم يقتل عددا كافيا من اليهود ولم يأخذ عددا كافيا من الرهائن لابتزاز الرأي العام الاسرائيلي، ونقل بهذا قيادة الكفاح المسلح الى حماس.

لست أعلم هل من عمل الجيش ان يقترح اقتراحات هي في مجال سلطة الحكومة. على كل حال إن وجدت توصيات كهذه في الماضي فانها لم تنته الى نهاية جيدة دائما. أبو مازن ولد كبير، ويعلم بالضبط ماذا يريد أو لا يريد. ويوجد بقدر ما تماثل في المصالح بين قادة اسرائيل والسلطة الفلسطينية. والطرفان يطمحان في الحقيقة الى التوصل لتسوية تقوم على تنازلات لكنهما لا يجهدان أنفسهما في الامساك بالثور من قرنيه. أبو مازن يعيش حياة طيبة في رام الله ويتمتع بلقاءات مع اشخاص ومبعوثين دوليين. بل انه يفوق بيبي في عدد رحلاته الجوية حول العالم.

لو أراد أبو مازن ان يقيم دولة فلسطين "على الحقيقة" لاستطاع ان يلزم بيبي التزامه في خطبة بار ايلان التأسيسية – دولتان للشعبين. أجرى أبو مازن حتى قبل تولي بيبي السلطة تفاوضا وثيقا مع اهود اولمرت وتسيبي لفني واهود باراك الذين طمحوا بصورة صريحة الى تسوية. وكان يستطيع ان يلزمهم مقترحاتهم ايضا. وعلى مدى السنين أفرجوا له عن محتجزين وساعدوه على بناء قوة امنية وساعدوه في الحصول على مال من امريكا، وعرضوا عليه تبادل اراض. لكنه كان سيد "لا" برغم جو المحادثات الطيب.

قال واحد من المشاركين في المحادثات انه برغم كونه رافضا غير صغير كان على الأقل لطيفا باعتباره غير شريك. لا كياسر عرفات، الذي خطا بعد اتفاق اوسلو من انتفاضة الى انتفاضة. ان تسويغ اعطاء عرفات جائزة نوبل للسلام يشبه تسويغ اعطاء اوباما الجائزة. فهي جائزة على فقاعات هواء. وكانت الذريعة التي أسمعها عرفات لمحادثيه أنه باعتباره مؤسس حركة التحرير الفلسطينية لا يستطيع ان يوافق على ان يتذكره التاريخ بأنه تخلى عن فلسطين الكاملة. وهذا يعني ان ليست اسرائيل وحدها هي الهدف بل الاردن ايضا. وليس بالصدفة ان الملك حسين وورثته أصروا على أن تستولي اسرائيل لا فلسطين على غور الاردن في حال التسوية.

عمل أبو مازن بمساعدة سلام فياض عملا طيبا من اجل سكان السلطة: فقد أثارا شهوتهم ليعيشوا حياة آمنة طبيعية. لكن كان يجب على أبو مازن بدل ان يشترط جميع أنواع الشروط وأن يظهر الغضب في كل اثنين وخميس ان يلزم حكومة اسرائيل بالتزاماتها للتسوية.

        ليس تدبير السلطة لاحراز اعتراف أحادي في الامم المتحدة احباطا للسلام فقط بل وصفة لخصومة مستمرة وهو يقوي ايضا نماذج مثل ليبرمان والمتطرفين في الليكود. ان الدول الاسلامية التي رفضت الاعتراف بدولة فلسطينية في 1947 – هي اليوم أكثر وأشد تطرفا وهي التي ستجلب على الفلسطينيين الكارثة القادمة.

يستطيع أبو مازن ان يزعم ان نتنياهو لا يريد تسوية في الحقيقة. والبناء في القدس الآن خاصة يثير الريبة. لكن "الغضب" أو استقالته سيُسهلان على المتطرفين هنا افشال التسوية.

لا تنتبه الى ان ليبرمان يعلن ان استقالتك ستكون نعمة بل انه سيرسل اليك السكاكر. ولا تأخذ بجدية اقتراحات ان تجري اسرائيل تفاوضا مع حماس. فبعد إتمام الافراج عن جميع المخربين ستحصر حماس عنايتها في محاولة السيطرة على السلطة وتفشل كل انجازاتك حتى الآن، وليست هذه مصلحتك ولا مصلحتنا.

في اللحظة التي يريد فيها أبو مازن، اذا أراد حقا، فنحن هنا لانقاذه من نفسه. ان من تظاهر بعشرات الآلاف من اجل جبن الكوتج والسكن سيعرف بمئات الآلاف كيف يقلب العوالم من اجل السلام ايضا.