خبر لعاهل الأردني : تل أبيب تعمل على إسقاط نظامي

الساعة 06:34 ص|28 أكتوبر 2011

تقديرات إسرائيلية: العاهل الأردني توصل إلى قناعةٍ بأن تل أبيب تعمل على إسقاط نظامه

فلسطين اليوم-وكالات

قال المحلل السياسي في صحيفة 'معاريف' العبرية، بن كاسبيت، أمس الخميس، إن التوتر في العلاقات الأردنية الإسرائيلية وصل في الفترة الأخيرة إلى ذروته، وتأزم أكثر من ذلك، بعد إبرام صفقة التبادل بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإخراجها إلى حيز التنفيذ، ونقل المحلل عن محافل أمنية رفيعة في تل أبيب تقديراتها بأن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، توصل إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل معنية بالعمل على إسقاط نظامه، واستغلال الفوضى العارمة التي تعم الوطن العربي، لتحويل الأردن إلى دولةٍ فلسطينية، على حد تعبيرها.

ولفت الصحافي كاسبيت إلى أن العاهل الأردني أدار ظهره لرئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو، منذ انتخابه لمنصبه في آذار (مارس) من العام 2009، كما أنه قام في الآونة الأخيرة بتصعيد حدة لهجته وانتقاداته ضد إسرائيل وضد رئيس الوزراء نتنياهو.

بالإضافة إلى ذلك، أشار المحلل الإسرائيلي، إلى المقابلة التي أدلى بها يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع الملك عبد الله الثاني لصحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية، واتي أكد من خلالها على أن الكثيرين في المملكة الهاشمية توصلوا إلى نتيجة مفادها أن النظام الحالي في الدولة العبرية ليس معنيًا بحل الدولتين للقضية الفلسطينية. أما في ما يتعلق بصفقة التبادل مع حماس، فقد قال الملك للصحيفة الأمريكية إنه في نهاية المطاف يجري الحديث عن السياسة، ونحن نسأل أنفسنا: ما هي الخطة الحقيقية لإسرائيل؟ وما هي وجهتها الآن، لأنني لست مقتنعًا بأن للحكومة الإسرائيلية الحالية توجد مصلحة حقيقية في حل الدولتين، وبالتالي فإن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، أضاف العاهل الأردني، ما هي الخطة البديلة التي تتبناها إسرائيل، وزاد: لقد تابعتم ما جرى مع مصر ومع تركيا، نحن في الأردن، الوحيدون في المنطقة، الذين ما زلنا نحافظ على العلاقات مع إسرائيل، وفي معرض رده على سؤال في ما إذا كانت مصر قد تُقدم على إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل قال إن هذه الإمكانية واردة جدا، جدًا، على حد قوله.

وقال الملك الأردني أيضا إن الأردن هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط، التي ما زالت تحافظ على علاقاتها مع تل أبيب، وأنه الصديق الحقيقي الوحيد للدولة العبرية، ولكن بالمقابل أشار المحلل الإسرائيلي، إلى أن عبد الله الثاني بات على قناعة تامة بأن إسرائيل تعمل عن سبق الإصرار والترصد من أجل إضعاف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، فهي تهدف، بحسبه، إلى استغلال الفوضى في الضفة الغربية المحتلة، نتيجة ضعف السلطة، لكي تحدث فوضى أكبر في العالم العربي واستغلال الربيع العربي، بهدف خلق واقعٍ جديدٍ يؤدي إلى سقوط النظام الحاكم في الأردن، حتى يتمكن الفلسطينيون، الذين يُشكلون أغلبية السكان في المملكة الوضع الجديد ويستولوا على السلطة، على حد تعبيره، وحسب هذا الوضع، فإن إسرائيل ستدعي لاحقًا بأن الدولة الفلسطينية هي الأردن، ويحق لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة أنْ يكونوا رعاياها، ولفت المحلل الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر وصفها بالرفيعة جدًا في تل أبيب، إلى أنه في الفترة الأخيرة وصلت إلى العاصمة الأردنية، عمان، عدة رسائل من الغرب، مفادها أن بنيامين نتنياهو تبنى هذه الخطة، على حد تعبيرها. وزادت المصادر عينها قائلةً للصحيفة العبرية إن صفقة التبادل، التي عززت بشكل كبير جدا قوة رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس، خالد مشعل، تثر الغضب والعصبية في المملكة الهاشمية، ذلك أنه بحسب المصادر الإسرائيلية، فإن الملك عبد الله الثاني يخشى من أن سقوط أخر معقل لحماس في العاصمة السورية، دمشق، سيُحاول مشعل ورفاقه في حركة المقاومة الإسلامية تقوية مكانتهم في عمان، وزادت المصادر عينها إن العاهل الأردني قلق جدا من هذه الإمكانية، وتحديدا من أن من يحاول تسويقها هو إسرائيل، لافتة إلى أن وزير الأمن، إيهود باراك، ووزير المخابرات، دان مريدور، يعارضان بشدة المس بالعلاقات مع الأردن، ولكنه خلص إلى القول إنه ليس من المعروف حتى الآن، في ما إذا كانت هذه القضية قد أثيرت في نقاشٍ داخل الحكومة.

وذكر تقرير إسرائيلي مؤخرا ان الأزمة الدبلوماسية بين تل أبيب وعمان كانت قد تفاقمت على خلفية قرار الدولة العبرية هدم جسر عند باب المغاربة في القدس المحتلة، بخاصة في أعقاب شكوى قدمها الأردن وثلاثة دول عربية أخرى إلى اليونسكو. وقالت المصادر في تل أبيب إن أزمة دبلوماسية عميقة تسود العلاقات الإسرائيلية ـ الأردنية على خلفية النية بهدم جسر باب المغاربة.

وتريد إسرائيل هدم الجسر بادعاء أنه قديم وآيل للسقوط وبناء آخر جديد لتتمكن قوات الشرطة والأمن الإسرائيلية من الدخول إلى ساحات الحرم القدسي في حال اندلاع مواجهات في المكان. وأضافت المصادر أن الأردن يطالب بالتنديد بإسرائيل بشدة على خلفية الحفريات الأثرية التي تجريها في البلدة القديمة في القدس وأن يوفد اليونسكو وفدا للتأكد من وقف الحفريات.