خبر لتسوية سلمية بنفس الطريقة- يديعوت

الساعة 09:20 ص|27 أكتوبر 2011

لتسوية سلمية بنفس الطريقة- يديعوت

بقلم: امنون ليبكين شاحك

فريق احتياط من رؤوس "اسرائيل تبادر"

أنا باعتباري كنت شريكا في الحملة الدعائية لاطلاق سراح جلعاد شليط حتى بالثمن الباهظ الذي هو اطلاق سراح عدد كبير من المخربين والقتلة، آخر من ينكر أو يُقزم الخطر الامني في الصفقة.

شاركت في هذه الحملة الدعائية مع عدد من كبار جهاز الامن في السنين الاخيرة. ولم يكن من السهل علينا ان نؤيد تحمل مخاطرة امنية. ولم يكن عندنا شك بأن هذا هو الامر الصحيح فعله. فمن يبحث عن قرارات سهلة فلن يجدها في جهاز الامن. ولا يوجد لمن هو غير مستعد للمخاطرة، ما يبحث عنه هناك.

يستحق رئيس الحكومة التهنئة. فهو برغم انه أدرك المخاطرة الامنية جيدا، ثبت للمهمة واتخذ القرار الواجب.

كان إبقاء جلعاد في أسر حماس يعني الحكم عليه بالموت، وتأثيرات شديدة في الوحدة الاسرائيلية والصلة الوثيقة بين الشعب والجيش. والصفقة تضيف الى مخاطرة موجودة، كتلك التي عندنا زمن ووسائل للاستعداد لمواجهتها ومضاءلتها وربما لمنعها.

توجد خطوط تشابه كثيرة بين هذه الحقيقة الصعبة وبين الصراع الاسرائيلي العربي. ان تأثيرات عدم اتخاذ القرارات المطلوبة للتقدم نحو اتفاق، واضحة. فالعزلة الدولية في المرحلة الاولى، وعنف يزداد حتى اشتعال اقليمي. وبخلاف حالة شليط، ما يزال غير واضح من سيدفع الثمن. وما زالت لا توجد عندنا وجوه وأسماء للضحايا لكنها ستأتي.

وفي المقابل فان التقدم نحو اتفاق تصاحبه أخطار لكن اسرائيل تملك وسائل مجابهتها.

برهنت صفقة شليط ايضا على ان ما كان يبدو في البداية خطا احمر عند الطرف الثاني، ليس بالضرورة خطا احمر وأنه ينبغي اجراء التفاوض في تصميم وعناد بشرط ان يكون شيء واحد واضحا وهو بذل جهد صادق وحقيقي ولا ينقطع للتوصل الى انهائه في أسرع وقت.

في صفقة شليط كما هي الحال في الصعيد السياسي، كان ثمن التنازلات معروفا سلفا في أساسه. وكان التفاوض في واقع الامر في التحسين. عرف اولمرت ونتنياهو بعده هذا وبرغمه صعب عليهما ان يتقدما في الصعيدين الى ان اتخذ نتنياهو قرارا في شأن شليط على الأقل.

وفي الصعيد السياسي استقبل اقتراحات الرباعية بالمباركة لكن ما يزال من الصعب عليه ان يؤلف بين القول والفعل الذي يقتضيه ذلك (مثل تجميد مطلق للبناء في المستوطنات). ولاتمام تفاوض بدرجات مئوية قليلة بقيت مختلفا فيها يُحتاج الى زعامة في الطرفين. في شأن شليط نجحت المبادرة الاسرائيلية في جعل قيادة حماس في وضع أوجب عليها المصالحة لكننا في التفاوض السياسي ما نزال بعيدين عن ذلك.

أبدت اسرائيل مبادرة وابداعا واستعدادا لمحادثة اسوأ أعدائنا، في قضية شليط ومنحهم تنازلات مؤلمة يصاحبها الخطر. ومن واجبنا ان نمنع ايضا وقوع قتلى الحروب وأمواج العمليات القادمة ولا توجد طريقة للتوصل الى هذا أفضل من تسوية مع الفلسطينيين. ان المخاطرة الامنية التي تصحبها ليست أكبر من المخاطرة في عدم احراز تسوية. وكما اعتمدت الحكومة على قوتنا الاستخبارية والعملياتية لتحمل المخاطرة المحسوبة في صفقة شليط، تستطيع ان تعتمد عليها لتحمل مخاطرات محسوبة في الطريق الى اتفاق.

ان تسوية مع الفلسطينيين هي منفذ لاحتمالات ضخمة في ضمنها سلام مع العالم العربي كله، يفتح اسرائيل للعالم ويزيد في النمو وفي قوة جذبنا ويضمن الامن في الأساس.

بقي الآن أن نرى هل ستواصل القيادة في اسرائيل روح المبادرة والتقدم والتصميم، وهل تستطيع ان تطبق الدروس التي أفضت الى اعادة جلعاد شليط الى بيته، لانقاذ ضحايا الحرب القادمة ولجلبنا جميعا الى مستقبل أشد أمنا وهدوءا.