خبر الولايات المتحدة والشرق الأوسط- إسرائيل اليوم

الساعة 09:19 ص|27 أكتوبر 2011

الولايات المتحدة والشرق الأوسط- إسرائيل اليوم

أهذه هي السياسة الصحيحة؟

بقلم: البروفيسور دانيال بايبس

بعد قتل معمر القذافي أعلن الرئيس اوباما بثقة ان "موت القذافي بيّن ان قرارنا على الدفاع عن الشعب الليبي ومساعدته على التحرر من الطاغية كان الامر الصواب فعله". ودافع ايضا عن قراره على سحب جميع القوات الامريكية من العراق قائلا "نجحت استراتيجيتنا في انهاء الحرب". ولخص بعد ذلك قائلا ان التطورات تشهد على "قيادة امريكية مجددة في العالم"، أحق هذا؟.

كم هو سهل حينما تفشل سياسة اوباما الداخلية، ولا سيما في كل ما يتعلق بالاصلاح الصحي وازمة البطالة، ان يتجه لادعاء نجاح السياسة الخارجية. لكن سيكون من الخطأ الافتخار بالنجاح في الشرق الاوسط لأن اشياء كثيرة قد تختل في المستقبل في ليبيا والعراق. فما يزال من غير الواضح من سيحكم ليبيا. وهناك شخصان الآن يمثلان الخيارات: محمود جبريل، وهو د. في علوم السياسة، وعبد الحكيم وهو قائد عسكري شخص الى افغانستان في سنة 1988 لمحاربة السوفييت وعمل بعد ذلك قائدا لمجموعة محاربين ليبيين اسلاميين واعتقلته وكالة الاستخبارات الامريكية في سنة 2004 وسلمته الى القذافي. وظل في السجن حتى 2010.

لا يمكن الفروق بين الاثنين ان تكون أعمق مما هي: فالاول حصل على منحة دراسية فخمة في الولايات المتحدة، والآخر اعتقلته وكالة الاستخبارات الامريكية. والاول يريد ان يضم ليبيا في ضمن نظام غربي جديد، والآخر ينسج أحلام إحياء الخلافة الاسلامية.

على كل حال، ليس واضحا كيف سيتم الحفاظ على قابلية الحكم في ليبيا، وكيف سيتم الابقاء بالضبط على العلاقة بين القيادة المدنية والوحدات العسكرية الكثيرة التي تعمل هناك؟ هذا الى ان المجلس الثوري قد اعلن في هذه الاثناء أن دستور الدولة سيقوم على الاسلام.

        يبدو في كل ما يتعلق بالعراق ايضا ان تصريحات اوباما الراضية ستُذكر فيما بعد بخطأ جورج بوش الذي اعلن قبل ان ينتهي القتال في العراق ان "المهمة قد تمت".

لأنه مع انسحاب قوات الولايات المتحدة من العراق تستطيع طهران ان تبدأ السيطرة على الدولة وان تجعلها خاضعة لها بالفعل. وطهران برغم التحذيرات الامريكية أصبحت مشاركة في سياسة العراق وستفعل أكثر في المستقبل. والمشكلة ان بغداد من جهتها تفضل ألا تجابه ايران بل ان تهادنها.

اذا نجحت الجهود الايرانية فقد تحدث ضررا كبيرا باحتمالات ان ينتخب اوباما مرة اخرى بعد سنة من اليوم. وقد يصبح سؤال الانتخابات عند الجمهوريين: "من خسر العراق؟".

اعلن اوباما في 2007 بأن سياسة الولايات المتحدة في العراق هي "فشل مطلق" وأضر بالجمهوريين. فماذا سيقول للجمهور الامريكي الآن اذا فشل؟.

حتى لو نجح العراق في تدبير اموره مستقلا حتى الانتخابات في الولايات المتحدة في السنة القادمة، ففي رأيي أن الجهد الامريكي في العراق سيتوج في خلال خمس سنين أو عشر، كما في افغانستان، وبرغم النفقات المالية الضخمة وموت جنود كثيرين، على أنه جهد قد دُفن. عندما يحاول المؤرخون ان يفهموا ما الذي اختل، من المؤكد انهم سيقتبسون ثقة اوباما المفرطة بعد انسحاب القوات من هناك.