خبر في النهاية قام ضابط وسمى الاشياء باسمها الصريح.. هآرتس

الساعة 01:11 م|26 أكتوبر 2011

بقلم: يوسي سريد

(المضمون: ينعى الكاتب على السلطة الاسرائيلية وعلى "الشباك" خاصة العجز عن علاج الارهاب اليهودي في الضفة الغربية - المصدر).

في نهاية الامر قام ضابط رفيع المستوى جدا وسمى الاشياء باسمها الصريح الذي لم يعد "شارة ثمن" بل "ارهاب". وقد قال أمس في مراسم تبديل القادة "لم نفعل ما يكفي لوقف توسعه".

لكن هؤلاء الارهابيين جميعا ما يزالون يتجولون أحرارا وبلا خوف، لا يخشون رهبة القانون. فأمس فقط نشرت منظمة "يوجد حكم" المعطيات وهي انه من بين 127 ملفا جنائيا فُتحت لمشتبه فيهم بمهاجمة فلسطينيين، قُدمت لائحة اتهام واحدة فقط.

لو كنت أبو مازن لأبلغت ممثلي الرباعية الذين يأتون اليوم لزيارة القدس ورام الله قائلا: يجب على حكومة اسرائيل ان تسيطر على المخربين اليهود قبل ان يمكن بدء تفاوض لأن الامن يسبق كل شيء. ان الباب الاسرائيلي ليس بابا دوارا يفتح بعد مرور وقت لأنه لا يغلق أبدا.

ليس الارهابيون وحدهم فقط بل يضاف اليهم كل من يتعاون معهم تعاونا فعالا أو سلبيا، بالوقوف جانبا أو باغماض العين. من اجل مساعدة الارهاب يمكث عندنا آلاف الناس عشرات السنين في السجون بشرط أنهم عرب: وليعلم كل قائد سرية في المناطق، يرى مستوطنين يهاجمون قاطفي الزيتون ولا يحركوا ساكنا؛ وليعلم كل قائد في شرطة يهودا والسامرة يختار توقيف المهاجَم بدل المهاجِم؛ وليعلم كل شخص في النيابة العامة وقسم تحقيق الشرطة يغلق ملفا جنائيا بدل فتحه وازالة الورم؛ وليعلم جميع من يطلبون لأنفسهم ترفيع رتبهم ولم يريدوا ان يؤخروا بسبب حقد وانتقام "لجان المستوطنين". لأنه من المهم ان يُعلم ان المتعاونين مع الارهابيين يجب ان يمثلوا للحكم عليهم أو ان يقدموا كشف حساب على الأقل.

من يعد اعمال التنكيل اليومية بالفلسطينيين التي أخذت تكثر فقط وتجعل الحياة هناك جحيما، كما نشرت الامم المتحدة هذا الاسبوع في تقرير خاص. لكن المساجد المحترقة يسهل عدها حتى الآن، فهي ستة في الحاصل العام. وكلها في طريق النار الى جبل الهيكل (المسجد الاقصى). بحسب المعدل الحالي سنبلغ عيد الأنوار مع ثمانية مساجد محترقة.

هب رئيس الدولة، وعبر عدد من الحاخامين الرؤساء والثانويين عن قلق وامتعاض، وأمر رئيس الحكومة بالقبض على المُحرقين في الحال وفورا. ان عملا تنكيليا صغيرا هنا وهناك هو تهديد لكنه فرصة ايضا للتنديد من جدار مسود بالحريق الى جدار رُشت عليه كتابات وتلوث. ان بيرس ونتنياهو بطلان كبيران على ثعالب صغيرة في أذنابها مشاعل، وبطلان صغيران على من النار في ألسنتهم – من المحرضين والرافضين أو المالئين لأفواههم بزيت زيتون صاف ممزوج بماء مقدس؛ لكنهم جميعا يستمرون في سحب أجورهم من الخزانة العامة باذن من التوراة والمستشار القانوني للحكومة.

على أثر فيلم غيدي فايس عن قضية الخط 300، نشب من جديد الجدل في عمل "الشباك" – هل تغير أم لم يتغير، وقد تغير بالطبع لكن الى اسوأ. فـ "القسم اليهودي"، الذي نجح في الماضي في القبض على العصابة السرية اليهودية تقصر يده اليوم عن ذلك. ان ارهابيين منا يفعلون في المناطق فعلهم في مناطقهم – لا يوجد خط احمر، ومُحي الخط الاخضر ايضا.

هل شخص ما هناك، في "الشباك"، يخاف شخصا ما؟ هل يريد "الشباك" ولم يعد يستطيع أم يستطيع ولا يريد في الحقيقة؟ وهل سلمنا لواقع الجهاد يصادم الجهاد؟.

"ان لجان المستوطنين في السامرة وفي بنيامين باركوا ترك العميد نتسان ألون"، كما نشر أمس. وأضافوا: "نأمل ان يتجاهل قائد الكتيبة المتولي عمله تراث نتسان ألون وأن يعي رسم سياسة تحترم الاستيطان اليهودي". فاذا أردنا الحكم بناءا على التأييد الذي تلقاه القائد المغادر من وزير الدفاع ورئيس هيئة اركانه، فهناك أمل لأملهم، وليأسنا.