خبر ينبغي انقاذ أبو مازن -يديعوت

الساعة 08:56 ص|25 أكتوبر 2011

ينبغي انقاذ أبو مازن -يديعوت

بقلم: دوف فايسغلاس

ان الصفقة التي أعادت جلعاد شليط اقتضاها الواقع، لانه كانت تجب اعادة الجندي المختطف. ولا داعي الآن لشغل النفس بالثمن، وقد كان يقتضيه الواقع ايضا.

ينبغي لنا اليوم ان نشغل أنفسنا بالواقع الذي بعد الصفقة وبمضاءلة أضرارها – ومعظم الضرر هو الاضرار الشديد الذي وقع بالسلطة الفلسطينية في أعقاب نجاح حماس، ويحسن ان نذكر ان ضعف السلطة يزيد كثيرا الخطر الامني الكامن في عشرات القتلة الذين أُفرج عنهم. ان سلطة قوية، مخلصة لسياستها المانعة للارهاب، هي أجدى وسيلة رقابة على القاتلين في يهودا والسامرة.

يعلم كل من جرب التفاوض مع الفلسطينيين ان الافراج عن الأسرى يعتبر أكبر انجازاتهم. في زمن المباحثات في تحقيق المرحلة الاولى من "خريطة الطريق" ("تفاهمات الشرم")، مثلا، كان عندنا اهتمام كبير لتعزيز السلطة، وعرفنا انه لا يوجد اسهام أكبر في مجد ادارة فلسطينية من الافراج عن الأسرى. وقد أفرجت حكومة شارون عن مئات الفلسطينيين تفضلا (وينبغي ان نؤكد انهم جميعا اختيروا على حسب معايير متشددة دون دم على أيديهم)، وهذا ما كان: أصبحت قوة السلطة وتحسين سيطرتها على المناطق الخاضعة لسلطتها عنصر أمن حيويا لاسرائيل.

على حسب ما نشر، فان المعنى الحاسم للافراج عن الأسرى في الشارع الفلسطيني أُخذ في الحسبان في التخطيط للصفقة مع حماس التي تم بحثها في فترة اهود اولمرت، وكان القصد الى ان يُفرج بعد ذلك عن مجموعة من الأسرى – أكبر – بحسب اتفاق مع السلطة. والمنطق واضح هو سرقة العرض ومنح أبو مازن ورجاله قدرة على عرض انجاز من قبلهم، يخفف من نجاح حماس.

يبدو انه قد تم في الصفقة الحالية التخلي تماما عن الحاجة الى حماية السلطة. لا حاجة الى الاكثار من الكلام على الصراع الرهيب بين فتح وحماس برغم جميع الحديث عن الوحدة، ومن الواضح للجميع ان نجاح حماس الأخير ضربة فظيعة لفتح وللسلطة.

ان قضية جلعاد شليط هي كلها حماس: بدءا بالاختطاف وانتهاءا الى تحديد قائمة المفرج عنهم وترتيبات الافراج. ومن العجب الشديد ان مئات الأسرى الذين كان يفترض ان يُفرج عنهم بحسب توجه السلطة وبتنسيق معها سُلموا الى حماس وبلغ مجدها عنان السماء.

تُبين أحاديث مع مسؤولي السلطة الكبار عن مشاعر خيبة أمل شديدة وغضب وخوف. وقد اقتبس من كلام أبو مازن نفسه يقول لأحد ضيوفه ان الاسرائيليين استقر رأيهم على "ذبحي". وسواء قال هذا أم لا، فان الكلام يعبر عن شعور قادة السلطة الصعب.

قد يدرك الشارع الفلسطيني ان العنف مُجدٍ. ويبدو ان طريقة حماس الآن أجدى من سياسة عدم العنف وعدم الارهاب عند السلطة. وزيادة على اخفاقات اخرى للسلطة، مثل تعقد الاجراء في الامم المتحدة، والتفاوض العالق مع حكومة نتنياهو واستمرار البناء الاسرائيلي خارج الكتل الاستيطانية – لا عجب من ان مكانتها ضعفت جدا.

هناك من يرتابون في ان الحكومة الحالية التي تفكر تفكيرا مسموعا في إبطال السلطة، عملت على اضعافها عمدا. لا يخطر ببالي ان الامر كذلك. في التاريخ الاسرائيلي الفلسطيني المشحون بالدم والدموع، فان السلطة بتكوينها الحالي هي أفضل ما عرفناه (في اسرائيل وعند الفلسطينيين ايضا). ومن جملة ما يشهد على ذلك خمس سني هدوء شبه كامل، واستقرار ونماء اقتصادي. ويمكن ان نفترض ان حكومة نتنياهو ايضا برغم انها لا تود السلطة ودا زائدا، لا تفضل عليها ادارة حماسية في يهودا والسامرة.

يجب على حكومة اسرائيل وفورا ان تعيد بناء قنوات الاتصال الحميم مع الفلسطينيين التي ضاعت (اتصال وُجد ايضا في أصعب ايام القتال). ويجب على اسرائيل ان تعمل وفورا على تعزيز السلطة: بتحرير السجناء وتطوير البنى التحتية والتسهيلات الاقتصادية وتبسيط ترتيبات العبور وتجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية. والأساس بذل كل جهد (وشجاعة) لتجديد التفاوض. فمصلحة اسرائيل والسلطة متشابهة وهي اقامة سلطة قوية وجمهور فلسطيني يفضل طريقها على طريق حماس.