خبر وزير داخلية غزة يكشف خفايا مفاوضات صفقة الأسرى

الساعة 07:46 ص|25 أكتوبر 2011

وزير داخلية غزة يكشف خفايا مفاوضات صفقة الأسرى

فلسطين اليوم-غزة

كشف وزير الداخلية والأمن الوطني في حكومة غزة فتحي حماد عن أول عرض إسرائيلي قدم عبر الوسيط المصري مقابل الجندي الأسير جلعاد شاليت، مؤكداً أن حماس رفضته، وأصرت على مطالبها.

 

وقال حماد، الذي يعد من أبرز قادة حماس، في حوار مع صحيفة«السفير» اللبنانية، إن (إسرائيل) قدمت عرضاً يقضي بالإفراج عن 50 أسيرا من أصحاب المحكوميات القليلة مقابل شاليت، وأن حماس أصرت على المطالب التي وردت في بيان كتائب القسام الأول عن الأسر.

 

وشدد على أن حماس حققت معظم مطالبها من صفقة التبادل، وأن من سيبعد إلى الخارج سيعود لاحقاً إلى أرض الوطن، وستقوم حكومته وحركة حماس بتسهيل التواصل بينه وبين عائلته ومد جسور العلاقة مع الآخرين.

 

ما هو تقييمك لصفقة تبادل الأسرى؟

ـ هذه الصفقة متميزة والأولى من نوعها على مستوى تاريخ الثورة والجهاد الفلسطيني، لأنها جرت على أرض فلسطينية وبأيد فلسطينية وبمفاوض فلسطيني، وكسرت حواجز إسرائيلية كثيرة، فقد جرت محاولات كثيرة جدا لأسر جنود إسرائيليين، وأسر البعض بالفعل، ولم يكتب لها النجاح في الضفة الغربية ولم تكن هناك صفقات نتيجة الظروف الميدانية الصعبة.

 

ما الذي جعل الصفقة إنجازاً هو الأول؟

ـ دعني أقول إن الحسم العسكري في غزة الذي قضى على أي تنسيق أمني مع إسرائيل، وتحرير القطاع من الاحتلال ساعدا في إخفاء شاليت طوال خمس سنوات، ونجح الأخوة في كتائب عز الدين القسام بالاحتفاظ به رغم محاولات (إسرائيل) المستميتة للوصول إليه. أيضاً الاحتلال في كل مرة كان يحاول عرقلة المفاوضات ويضع شروطاً غير مقبولة لنا ولا يمكن القفز عنها، ومنها أنه لا يمكن إخراج أسرى من القدس والداخل المحتل، ولا يمكن إخراج أسرى ملطخة أيديهم بدماء إسرائيليين. هذه الشروط والمصاعب الثلاثة تم تحطيمها والقفز عليها خلال التفاوض.

كذلك خمس سنوات من التفاوض وتطوير الملف والمحافظة على الجندي ومواجهة الاجتياحات، حرب كاملة شنت من أجل جلعاد شاليت، أدت لان تصبح هذه الصفقة مهمة. الصفقة انتصار مركب لأننا حققنا الجزء الأكبر من شروطنا، وحفظنا أمن شاليت في ظل محاولات (إسرائيل) الحثيثة لمعرفة مكانه.

 

هناك من يقول إن كلفة الاحتفاظ بشاليت في غزة كانت عالية؟

ـ كلفة الحفاظ على شاليت كانت كبيرة نعم، ولذلك الصفقة انتصار للشعب الفلسطيني ولأهل غزة الذين ضحوا كثيرا وقدموا 600 شهيد في أول رد إسرائيلي على عملية الأسر الشجاعة، وقدمت غزة الغالي والنفيس لحماية ظهر المقاومة، وفرض عليها حصار قاس للضغط على المواطنين لكي يثوروا ضد المقاومة، وهو ما لم يحدث. كان شعبنا في كل خطوة يقف إلى جانب المقاومة ويمدها بالسند.

 

كم جلسة تفاوض غير مباشرة مع الاحتلال؟

ـ أؤكد أن مئات جلسات التفاوض جرت، أحيانا في الأسبوع كانت أكثر من ثلاث جلسات، وكل التفاوض كان في غزة حتى الحرب شتاء 2008-2009، ومنذ أشهر عدة تم نقل التفاوض إلى مصر التي أنجزت الصفقة مشكورة على جهودها. كان هناك صمود في تفاوض كتائب القسام مع الاستعانة ببعض المسؤولين السياسيين من الحركة.. أقول لك ان الملف، احتفاظا بشاليت وتفاوضا، كان بيد القسام.

[ هناك من يقول إن الصفقة في ظل التضحيات التي قدمت لأجلها، لم تلب الطموحات؟

ـ في أول بيان أصدرته كتائب القسام طلبت ألفاً من الأسرى، وبحمد الله وبثقة أقول لك إن أكثر من 90 في المئة من مطالبنا تحققت في الصفقة. خذ مثالاً لأول مرة نقولها، المباحثات بدأت بعد أسر شاليت بشهرين عن طريق الوفد المصري في غزة. كان العدو الإسرائيلي يعرض علينا باستهزاء 50 معتقلاً من أصحاب الأحكام القليلة، يعني أسرى حكم عليهم بخمس سنوات، ثم رفعوا العدد إلى 100 شخص بنفس العرض السابق أي أسرى من أصحاب المحكوميات القليلة. هل لك أن تتصور كيف نحن قاومنا كل هذا الأمر إلى أن وصلنا إلى هذه الصفقة التي يحرر فيها 1027 أسيرا وأسيرة من سجون الاحتلال المظلمة، وعدد كبير منهم من أصحاب المحكوميات العالية.

أخذت الصفقة معنا خمس سنوات للوصول لما وصلنا إليه، وصمدنا أمام عنجهيتهم ومحاولاتهم الوصول إلى شاليت وكسرنا الكثير من المعايير الإسرائيلية التي كانت محرمة وممنوع الاقتراب منها قبل الصفقة. هذا أفضل رد نرده على المشككين الذين لم يفعلوا للأسرى شيئاً.

 

ألا تعتقد أن القبول بإبعاد الأسرى كان انجازاً لإسرائيل على حساب الصفقة؟

ـ بالعكس. لقد كانوا في البداية يطالبون بإبعاد العشرات ممن طلبت حماس الإفراج عنهم، وأصبح العدد أقل بكثير مما كانوا يريدون. أود أن أقول اننا لم نكن نحلم بتحرير الأسرى المبعدين، وسيعودون إلى غزة والضفة قريبا إن شاء الله وفق الاتفاق وبضمانات الراعي المصري. ونحن في حماس والحكومة سنقوم بدور كبير في سبيل تطبيق كل الاتفاق، ولنعمل مع كافة الأطراف المعنية على تواصل أفضل وأسهل للمبعدين مع ذويهم. وصدقاً، إن الإبعاد في هذه الحالة أفضل من أن يبقى الأسرى في السجن.

 

بصفتكم وزيراً للداخلية، ما هي أهم الخطوات التي قامت بها إسرائيل للبحث عن جنديها في غزة؟

ـ أولاً استخدم العدو الصهيوني كافة الوسائل للوصول إلى شاليت. ملايين الرسائل القصيرة والاغراءات المادية الكبيرة عرضت على أهلنا في القطاع من أجل معلومة صغيرة يمكن أن توصل الاحتلال إلى الجندي. ثانياً، استخدم الاحتلال كافة الوسائل التكنولوجية، الطائرات والمسح الجوي والطرادات الحربية وكذلك كان يرمي في مناطق كثيرة أجهزة تنصت أرضية، ونحن اكتشفنا عدداً منها، وكان يركب أجهزة تنصت لالتقاط أي مكالمة على السياج الحدودي للوصول إلى شاليت. وكان للعملاء الأرضيين مهمة واحدة منذ أسره، وهي البحث عنه. نحن استطعنا كشف عدد من الخلايا التي كانت تبحث عن شاليت واعتقلناهم، وهناك من سلم نفسه لنا وكان مكلفا من قبل الاستخبارات الإسرائيلية في تعقب الآسرين.

 

هل تعتقد أن الصفقة ستسهل الحوار بين حماس والغرب؟

ـ نحن أصحاب حق. أثبتنا أنفسنا والغرب هو من سيأتي إلينا، من جاء إلينا ليحاورنا على ما نصبو إليه فنحن ننتظر، وإن لم يريدوا فهذا شأنهم. الحوار لا يكون بشروط، ولا نقبل أن يملي علينا أحد، كائنا من كان أي شروط، هذه قناعتنا وعملنا.

 

هل يشمل اتفاق التبادل كسر حصار غزة؟

ـ الحصار في طريقه للتفكك. لا نطلب من عدونا أن يرفع الحصار عنا، نحن من يرفعه والاحتلال مرغماً سيرفعه، والربيع العربي باعتقادي لن يسمح للوضع الفلسطيني ولغزة أن تبقى على ما هي عليه من حصار وتجويع وحرب.

 

هل هناك انتفاضة فلسطينية ثالثة؟

ـ لن تكون انتفاضة فلسطينية، بل ستكون انتفاضة اسلامية وعربية ضد الكيان الصهيوني. الربيع العربي يبشر في كل لحظة بزوال الظلم، وظلم الاحتلال سيزول ان شاء الله.