خبر الجعبري..الجنرال الذي يظهر فجأة ويختفي فجأة ولا يخبر أحداً بتحركاته

الساعة 06:52 ص|25 أكتوبر 2011

الجعبري..الجنرال الذي يظهر فجأة ويختفي فجأة ولا يخبر أحداً بتحركاته

فلسطين اليوم: عادل الزعنون : ا.ف.ب

يعتبر أحمد الجعبري ابرز القادة العسكريين لحركة "حماس"، مهندس صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، وهو احد أهم المطلوبين لإسرائيل وقد نجا من محاولات اغتيال إسرائيلية عديدة. وظهر الجعبري أثناء تسليم الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت لمسؤولين أمنيين مصريين في منطقة معبر رفح الحدودي، وكان حينها يرتدي كعادته اللباس المدني غير المتكلف ويضع نظارته في جيب قميصه إلى جانب قلم.

 

ويعتمد الجعبري (50 عاما) أساليب أمنية عديدة، وفي غالب الأحيان يبتكر أساليب فريدة في تحركاته وفقا لأحد مقربيه. ويعمل الجعبري بعيدا عن الأضواء ووسائل الإعلام، كما انه نادر الحديث للصحافة وفقا لأيمن طه القيادي في "حماس".

 

لكن الموقع الالكتروني لـ"القسام" نقل عنه تعهده بـ"تبييض" السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين. ويصف طه الجعبري "أبو محمد" بـ"رجل المهمات الصعبة".

 

ومع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 شكل "أبو محمد" الجيش الشعبي لـ"حماس" وكان له الدور الأبرز في تطوير "كتائب القسام" من مجموعات عسكرية إلى ما يشبه "الجيش المنظم" بحسب طه. وكان الجعبري، الذي لديه قناة اتصال مستمرة مع المسئولين المصريين الأمنيين، "مهندس" صفقة مبادلة الجندي غلعاد شاليت مع الأسرى التي نفذت المرحلة الأولى منها الثلاثاء الماضي. كما يروي أبو عبد الله احد أصدقائه.

 

ويقول أبو حذيفة الذي تربطه علاقة بالجعبري منذ 1996 أن اختيار الجعبري "للحظة التاريخية" أثناء تسليمه شاليت شخصيا لمصر تؤكد حرصه "إتمام المهمة الصعبة بنفسه فهو الذي تابع كل تفاصيل ولحظات التسليم بنفسه".

 

ويشتهر الجعبري بلقب "الجنرال" أو "رئيس أركان" حماس في الشارع الغزي الذي يعرف اسمه جيدا، والذي يقول الناس انه "يظهر فجأة ويختفي فجأة" في أي مكان في غزة من دون حراس شخصيين.

 

ويعتقد أبو عبد الله أن هذا السلوك هو "سر نجاحه واستمراره". ويتابع: "يتحرك القائد أبو محمد بحذر شديد من دون مواكب أو مرافقين. ويصر أحيانا على المشاركة في حل مشكلة اجتماعية أو لقاء مقاتلي المقاومة حتى أنهم يشعرون انه صديق لهم. ولا احد يطلع على تنقلاته". ويؤكد أبو عبدالله انه "مرح، خفيف الظل و قائد متواضع".

 

ويحرص الجعبري على عدم حمل هاتف نقال، ويقول أبو عبد الله "الحذر جزء من حياته في التعامل مع وسائل الاتصال. حياته تتسم بالبساطة". ويروي طه انه في الحرب الإسرائيلية (نهاية 2008 بداية 2009) كان الجعبري "يعاين بنفسه المواقع (الإسرائيلية) التي يستهدفها المجاهدون"، كاشفا أن طائرة حربية قصفت في إحدى المرات بصاروخ المنزل الذي كان الجعبري فيه "من دون أن يصب".

 

وتابع: "عندما حاصر جيش الاحتلال المنطقة الوسطى وفصلها عن باقي القطاع كان هو يطمئن ميدانيا" على مقاتليه فيها.

 

والجعبري متوسط القامة وذو لحية سوداء مشذبة ويرتدي نظارات للنظر وأصلع الرأس.

 

وقد تزوج الجعبري الحاصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ من امرأتين أحداهما ابنة قائده صلاح شحادة مؤسس الجناح العسكري لـ"حماس" الذي اغتالته إسرائيل بينما كان (الجعبري) شابا لا يتجاوز 19 عاما. وقتل ابنه الأكبر محمد وشقيقه وعدد من أبناء عمه في غارة استهدفت منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في 2004. ولا يضيره ضم أبنائه لـ"كتائب القسام".

 

واعتقلت إسرائيل الجعبري في 1982 لمدة 13 عاما بتهمة الانتماء لحركة "فتح" والتخطيط لهجمات، وفي السجن انضم لـ"حماس" بعدما تأثر بقادة مؤسسين من الحركة مثل حسين أبو شنب وعبد العزيز الرنتيسي وابراهيم المقادمة إضافة إلى الشيخ شحادة وجميعهم اغتالتهم إسرائيل.

 

وبسبب نشاطه في تشكيل الجناح العسكري مع الشيح شحادة ومحمد الضيف (قائد القسام) اعتقل من قبل الأمن الوقائي 1998 لحوالي عامين لكن في 2003 أصبح بمثابة القائد الفعلي للجناح العسكري لـ"حماس" بعد إصابة الضيف الذي استهدفته إسرائيل.

 

ويشغل الجعبري حاليا عضوية القيادة السياسية لـ"حماس" ورئيس مجلس إدارة جمعية "النور" المختصة بشؤون "الشهداء والأسرى والمحررين" والتي يعد مؤسسها، إلى جانب منصبه كنائب القائد العام لـ"القسام"، وفقا للقيادي طه.

 

ويؤكد طه أن الجعبري لا يطمح لأي منصب سياسي، فهو "ذكي جدا وذو ثقافة متوسطة وتغلب على حياته السمة العسكرية أكثر من السياسية".

 

ويوضح طه أن الرجل القوي في "حماس ..يرى نفسه جنديا ملتزما يضع نفسه حيث تضعه القيادة السياسية، فربما تجده في أي موقع حتى ولو مسئولا في جمعية". وتابع انه "متواضع خفيف الظل".

 

وقال طه "أبو محمد له مهمات بارزة دائما في الحركة يظهر في الأوقات الحرجة. يحترم كلمته. دائما تراه في مواطن الخطر التي يزهد فيها الكثيرون وكان له الدور البارز في العمليات (العسكرية) في وقت كانت أجهزة امن السلطة تحارب من يصلي بالمساجد".

 

ويتمسك الجعبري بآرائه ويتابع القضايا بنفسه لكنه "ليس متشددا كما يعتقد البعض"، بحسب أبو حذيفة. ويصف عناصر القسام الرجل ذا التأثير القوي في الحركة بـ"القائد الوفي". ويؤكد طه أن الجعبري "يضع في سلم أولوياته قضية الأسرى لذا كان وفيا". ويعتبر العديد من الأشخاص في غزة أن الجعبري كان له أيضا "دور كبير" في سيطرة حركته على قطاع غزة منذ منتصف 2007.