خبر انتخابات تاريخية في تونس-هآرتس

الساعة 09:37 ص|24 أكتوبر 2011

انتخابات تاريخية في تونس-هآرتس

بقلم: آفي يسسخروف

(المضمون: الاحتفال الديمقراطي ما بعد الثورة في تونس قد يحقق نسبة عالية الحزب النهضة الاسلامي المعتدل - المصدر).

        طوابير طويلة امتدت أمس في الطريق الى صناديق الاقتراع في الانتخابات الحرة الاولى التي تجرى في تونس في أي وقت من الاوقات. واضطر مواطنو الدولة الى الانتظار لساعات، واحيانا تحت الشمس الحارة، لتحقيق حقهم في التصويت في الانتخابات الاولى في العهد ما بعد سقوط الطاغية زين العابدين بن علي. وهذه عمليا تعد الانتخابات الاولى في العالم العربي، بعد الثورات في مصر، في ليبيا وفي تونس.

        في الساعة الرابعة من بعد ظهر أمس، قبل ثلاث ساعات من اغلاق صناديق الاقتراع أفاد رئيس لجنة الانتخابات المركزية، كامل جندوبي بان معدل المشاركة في الانتخابات هو نحو 70 في المائة. وهذا معدل مشاركة عال بكل مقياس، وقد فاق التوقعات.

        المرشح من بين كل الاحزاب لنيل أغلبية الاصوات هو حزب النهضة الذي يمثل التيار الاسلامي المتماثل مع معسكر الاصلاحيين في "الاخوان المسلمين". زعيم النهضة راشد الغنوشي، حاول في الاسابيع الاخيرة ان يعيد لحركته صورتها المعتدلة، غير الدينية بل وقدم امرأة بلا حجاب كمرشحة رائدة عن منظمته في احدى المناطق الانتخابية.

        وروى جندوبي بانه كاد أمس لا تكون خروقات لقوانين الانتخابات، باستثناء مشاكل طفيفة على حد تعريفه، ولا سيما نشطاء عملوا في الدعاية الانتخابية رغم حظر ذلك. وكان حرس الانتخابات اكثر من 30 ألف جندي ممن كاد أحد لا يشعر بهم في الميدان.

        في اطار التصويت الذي اجري امس، انتخب 217 مندوبا سيكونون اعضاء في جمعية خاصة، مثابة برلمان مؤقت. أعضاء البرلمان الجدد سيضعون دستورا جديدا لتونس، سينتخبون رئيس وزراء ورئيس جديدين مؤقتين وسيحددون ايضا موعدا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وحسب التقديرات المختلفة، فان النهضة سيحصل على نحو 20 – 25 في المائة من الاصوات.

        "ثورة الياسمين" في تونس بدأت في شهر كانون الاول من العام الماضي، وانتهت بانصراف الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني من هذا العام. اشارة البداية للمظاهرات أعطاها شاب تونسي، هو محمد البوعزيزي، الذي أحرق نفسه حتى الموت بعد أن اغلقت السلطات بسطته لبيع الخضار والفواكه بحجة عدم وجود رخصة عمل لديه.

        وتشكل الانتخابات في تونس بلا ريب اختبار قوة للاسلام السياسي في الدول العربية، والتيار العلماني الذي يحاول منع التحول الاسلامي في هذه الدول. وحتى الثورة، كانت تونس كدولة علمانية صرفة وكثيرون في الدولة يخشون من ان يكون في نية حزب النهضة احلال قوانين الشريعة، رغم النفي من جانب راشد الغنوشي ورجاله.

        نتائج الانتخابات في تونس ستؤثر على أي حال على التطلعات والميول لدى جماعات دينية سياسية اخرى، في مصر وفي ليبيا، حيث أمس فقط اعلن المجلس الوطني المؤقت عن "تحرير كل الاراضي الليبية".

        مع انه في ليبيا يوجد 10.7 مليون نسمة، غير أن فقط 3.8 مليون يوجد لهم حق اقتراع حسب لجنة الانتخابات. وتنقسم الدولة الى 33 دائرة انتخابية يوجد في كل واحدة منها بين 40 و 80 حزب مختلف تقدموا بمرشحين عنهم. أكثر من 14 ألف مراقب دولي يشرفون على الادارة السليمة للاقتراع.