خبر نهاية الانتفاضة الثالثة- معاريف

الساعة 09:08 ص|23 أكتوبر 2011

نهاية الانتفاضة الثالثة- معاريف

بقلم: نحمان شاي

عودة جلعاد شليط الى الديار بعد 1941 يوما  لم تنهي فقط قصة الاختطاف بل اختتمت ايضا الانتفاضة الثالثة.

يجدر بنا أن نتذكر تاريخنا القريب: في صيف 2005 أنهت اسرائيل انسحابا احادي الجانب من غزة. واعتبر الانسحاب ايضا نهاية الانتفاضة الثانية وظاهرا وعد بالهدوء على هذه الحدود.

ولكن اختطاف شليط فتح دائرة عنف شديدة استمرت خمس سنوات. اختطاف غولدفاسر وريغف ادى الى حرب لبنان الثانية. النار الكثيفة من السلاح الصاروخي نحو الاراضي الاسرائيلية استدعى حملة عسكرية واسعة النطاق في غزة، وبعدها ايضا التنقيط الصاروخي لم يتوقف.

عودة جلعاد الى الديار هي نقطة نهاية لجولة اخرى من العنف، ولكنها ايضا بداية لخطوة سياسية جديدة بيننا وبين الفلسطينيين، مثل اتفاقات اوسلو التي جاءت في اعقاب الانتفاضة الاولى، 1987 – 1993. في الشرق الاوسط، بعد أن يستنفد الطرفان الصراع المادي الدموي، فانهما يكونان ناضجين لفترة قصيرة على الاقل للفصل السياسي. هذا ما يعلمنا اياه التاريخ.

التسوية التي بدايتها في جلعاد شليط هي نقطة بداية هامة لفحص علاقاتنا مع المنظمة الاسلامية المتطرفة التي سيطرت على غزة بالقوة. نحن لا نحبها بل ووضعنا قواعد لا ينبغي التراجع عنها وتم الاعتراف بها دوليا حول متى يمكن الحديث معها.

ولكن الواقع يفيد بان حماس هي رب البيت في غزة، واذا كنا نريد ضمان الهدوء لفترة طويلة بل وربما ضمان مشاركة مستقبلية لحماس في التسوية الاسرائيلية – الفلسطينية فان علينا أن نثبت ارادة طيبة واستعدادا لفحص من جديد للحقائق القديمة: مثلا الحصار البحري والبري على غزة جاء للضغط على حماس لتحرير شليط. وقد حصل الامر، وعلى أي حال سبق أن خففنا الحصار في اعقاب مرمرة.

لعله يمكن مواصلة الطريق الى الامام. السلام الاقتصادي حسب رئيس الوزراء نفسه هام. الناس الجوعى والعاطلون عن العمل من الجهة الاخرى للحدود هم وصفة للعنف.

اسرائيل ملزمة بان تتأكد من عدم دخول الوسائل القتالية والمخربين الى القطاع وعدم الخروج منه، ولكن العقاب الجماعي هو أمر لا داعي له من حيث الجوهر.

في العلاقات بيننا ايضا وبين السلطة الفلسطينية توجد لرئيس الوزراء فرصة لفصل جديد. الفلسطينيون يفهمون الان بانه توجد معارضة دولية ولا سيما في مجلس الامن لقبولهم وانه على رأس المعارضين تقف الولايات المتحدة. وبالنسبة لهم ايضا هذه لحظة حساب للنفس. بعد الفشل الفلسطيني بالذات ينبغي لرئيس الوزراء ان يثبت عمليا بان اسرائيل مستعدة للتسوية. وقد رسمت الرباعية جدول أعمال ومسار وطلبت الا تكون "استفزازات". قرار الفحص المفاجيء لمكانة المستوطنات غير المقرة هو صفعة للرباعية وللامم المتحدة.

رئيس الوزراء أثبت بان في وسعه ان يتخذ قرارات قيادية، واحدا على الاقل. صفقة شليط قربته من المكان الذي "ترى فيه الامور من هنا على نحو لا يرى من هناك". سنتان في المنصب وائتلاف مستقر هما سند موثوق للخطوات التالية. هو نفسه شخّص التغييرات الجوفية في الشرق الاوسط، وآخرها سقوط معمر القذافي. الاسد على ما يبدو على الطريق. يمكن في هذا الوقت المواظبة على عدم الفعل، ولكن مثلما سبق أن قيل فان من يراوح في المكان – يسير الى الخلف.

على رئيس الوزراء أن يسير الى الامام. أركض، يا بيبي، أركض.